الوحدة في عيون المجتمع اليمني
استطلاع/ دنيا هانيفي يوم الثاني والعشرين من مايو تم القضاء على فكرة التشطير بعد أن كانت اليمن منقسمة إلى جنوب وشمال وأصبحت في هذا اليوم التاريخي تحت شعار واحد وعلم واحد يحمل اسم الجمهورية اليمنية وبهذه المناسبة تحتفل بلادنا بعيد الوحدة الثاني والعشرين.وعلى الرغم من أن اليمن يمر في أزمات عديدة ومع هذا فإن اليمنيين في هذه المناسبة يتوحدون ليحتفلوا بوحدتهم ولحمتهم الوطنية وانتمائهم الحقيقي لبلدهم بعد أن كانوا بين حكمين ومنقسمين في شطرين شمالي وجنوبي وعلى الرغم من كل الآراء المتعصبة التي تعبر عن رفضها للوحدة ورغبتها في الانفصال والفيدرالية يبقى مبدأ الوحدة راسخاً في قلوب اليمنيين. إن الوحدة اليمنية حدث مهم وإنجاز تاريخي مهم في حياة اليمنيين بينما آخرون يرون أنها لم تؤت ثماراً كثيرة ولم تحقق كامل طموحات الشعب وبين هذا الكلام وذاك تمنى البعض أن يكون عيد الوحدة الـ(22) هذا العام مختلف وأن يحظى أبناء الجنوب بمزيد من الاهتمام والإصلاحات بالنسبة لهم ومن هذا المنطلق كان لـ(14 أكتوبر) وقفة استعرضت فيها آراء بعض المواطنين اليمنيين بمناسبة عيد الوحدة الـ(22) فإلى الحصيلة التي خرجنا بها:الأخت رقية (طالبة جامعية) عبرت عن رأيها بعيد الوحدة وقالت: أنا مع الوحدة اليمنية على الرغم من أنها عملت على حصر والإقلال من دور الجنوبيين إلا أنه لا يمكننا أن ننكر مالها من منجزات فهي جمعت الشمال والجنوب معاً وأعادت لحمة الشعب اليمني الواحد وأنهت التفرقة بين أبناء الشعب الواحد.وأضافت» أتمنى من الجانب الحكومي الاهتمام أكثر بالعدالة والمساواة والرخاء وتقسيم الثروة على أسس عادلة وبهذه المناسبة نتمنى أن يتحد أبناء الجنوب والشمال في عين واحدة لأنه إذا تفرق الشطران ستتولد المشاحنات بين الأخوة اليمنيين وهو ما لا نفضله كوننا جميعاً أبناء يمن واحد ولأنه في وسط هذا الزحام النفسي لن تخرب إلا الوحدة.بيمنا الأخ هاشم (متقاعد) فقال: لا نتمنى في هذا اليوم سوى أن يعيش المواطن اليمني في حرية واستقرار نفسي وأن يشعر بالأمان في بلاده ونحن ننتظر أن تكون هناك منجزات أخرى وأن تنعم عدن بالخير والازدهار ونتمنى أن نرى مشاريع كثيرة ينعم بها الشعب اليمني الذي كان قبل الاحتلال البريطاني موحداً في الأساس.وعن رأيها تقول الأخت فوزية (موظفة): صحيح أن للوحدة إنجازات منها بناء العديد من المشاريع وأيضاً سفلتة العديد من الطرقات ولكن يبقى هناك جانب قصور بالنسبة للشباب ونتمنى في هذه المناسبة مراعاتهم وأن يتم إصلاح أحوال اليمنيين والتخلص من الفساد الذي جر البلاد إلى الوراء وأن ننقلها إلى بر الأمان.وقالت الأخت هـند (طالبة جامعية) فقالت: أنا مع الوحدة ومع قوله سبحانه وتعالى (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) فنحن بالأول والآخر أخوة وبيننا رابط دم ونسب ولكن في رأيي يجب محاسبة رؤوس الفساد وإعطاء المزيد من الاهتمام لبعض المحافظات التي حرمت من قبل والتي أيضاً لم تأخذ حقوقها وهنا ندعو أبناء الشعب إلى نبذ ثقافة الكراهية والحقد بين أفراد الشعب الواحد وأتمنى في هذه المناسبة أن تظل بلادي اليمن في أمن واستقرار.أما الأخ سامي (خريج جامعي) فقال: أنا مع الوحدة ولكن كغيري من المواطنين نتمنى الاهتمام بالمحافظات التي لم ترعى من قبل وحل مشاكلها ونتمنى إيجاد حل مناسب وبدون إراقة الدماء فدم المسلمين وخاصة اليمنيين ثمين جداً.- وفي رأي للمحرر الزميل فيصل الصوفي الذي نشر مؤخراً لفتني ما قال فيه بأن «أول وحدة في اليمن كانت توحيد أكثر من عشرين سلطنة ومشيخة وإمارة في دولة واحدة وهي جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية التي صار اسمها بعد ذلك جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بعد حذف (الجنوبية)» وكما وضح سابقاً صاحب المقال إن فكرة الوحدة الاندماجية هي في الأساس جنوبية وثقافة الوحدة نشأت وترعرعت في الجنوب فالجنوب يعتبر الروح النابض لليمن فاندماج الشمال مع الجنوب وكأنه شهد ولادة دولة واحدة وانفصالها عن بعضهما يعني فصل الجسد عن الروح وهذا ما يعتقده أغلب المواطنين.وأذكر أيضاً في لقاء سابق مع الأخ الزميل عبدالرحمن المحمدي أنه قال فيه إن من حق اليمنيين أن يحتفلوا بهذا العيد العظيم والمجيد الذي جاء في زمن التمزق والتشرذم العربي لتبقى بارقة أمل في ليل العرب المظلم. وتمنى أن لا تحمل الوحدة أخطاء السياسيين لأنها تعد قيمة إنسانية عربية إسلامية راقية خاصة في هذا الزمن العاصف.وكما قال الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي (إن القضية الجنوبية لا تعني الانفصال وإنما تعني البحث عن العدالة والمواطنة المتساوية) وهذا ما يتأمله الجنوبيون وهو المساواة في كل شيء وإعطاء الجنوب اهتماماً أكثر. وفعلاً حان الوقت للتفكير بمستقبل واعد لشعب موحد في وطن واحد.وتحت شعار (سيبقى نبض قلبي يمنياً) نختتم وقفتنا باستعراض بعض الآراء المختلفة حول يوم الوحدة:الأخ فيصل: كلنا يمن واحد.. نعم للوحدة.أبو سمير: مع الوحدة في سبيل تحقيق الديمقراطية.أم طلعت: نعم للوحدة ولكن نريد المساواة وتحقيق العدل.الأخ كمال: مع الوحدة وننتظر إصلاحات بشأن الجنوب.الأخت أفراح: لولا الوحدة اليمنية المباركة لما تعرفنا على إخواننا في المناطق الشمالية فنحن نظل أبناء وطن واحد وشعب واحد ودم واحد.وأخيراً وليس آخراًإن من أهداف الثورة اليمنية ضد الاستعمار ومخلفاته هو العمل على تحقيق الوحدة الوطنية في نطاق الوحدة العربية الشاملة ورفع مستوى الشعب اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وثقافياً وهذا ما نتمناه فعلاً كي ينعم الشعب بالرخاء والأمن والاستقرار.