في حلقة نقاشية بمركز سبأ للدراسات حول (التوسع المتنامي للقاعدة)
صنعاء/ سبأ:عقدت أمس بصنعاء حلقة نقاشية خاصة بـ”أسباب التوسع المتنامي لنشاط تنظيم القاعدة في محافظة أبين والسيناريوهات المستقبلية” نظمها مركز سبأ للدراسات الإستراتيجية بمشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين والمسؤولين من الجهات ذات العلاقة وممثلين عن النازحين من محافظة أبين.وهدفت الحلقة إلى استكشاف أسباب ومحفزات توسع نشاط القاعدة في محافظة أبين، والوقوف على حقيقة أعداد المقاتلين في صفوف التنظيم، ودوافع قياداته الظاهرة و الخفية لاختيار المحافظة كساحة نشاط مركزية لمقاتليه، واقتراح البدائل والآليات المناسبة لمواجهة التهديد والحد من مخاطره حاضراً وفي المدى البعيد.وفي مفتتح الجلسة الأولى التي أدارها المدير التنفيذي لمركز سبأ الدكتور أحمد عبد الكريم سيف استعرض مساعد قائد قوات الأمن المركزي لشئون التوجيه السياسي والمعنوي العقيد الركن شرف علي حمدين أسباب تمركز نشاط القاعدة (أنصار الشريعة) في أبين وتنامي حضورها، وفي مقدمتها استغلال التنظيم للأزمة السياسية الراهنة وإعادة ترتيب أوضاعه واستيقاظ الخلايا النائمة التي كانت موجودة في السابق واستقطاب عناصر جديدة بغرض التمكن من السيطرة على أبين وبالتالي سهولة السيطرة على عدن التي تشرف على أهم الممرات البحرية العالمية.فيما خلص الباحث عايش عواس إلى أن تنظيم القاعدة وأنصار الشريعة هما كيانات مختلفة وأوجه متعددة لعملة واحدة رغم المفارقات الجوهرية في أعمال تنظيم القاعدة وأنصار الشريعة في عملية السطو على ممتلكات وأعراض السكان المحليين والتصادم معاهم مباشرة وإرغامهم على الولاء والطاعة لهم والسيطرة على ممتلكات الدولة وتنفيذ عمليات مباشرة على جنود أمن ومدنيين وهو ما لم
يعلن تنظيم القاعدة تأييده لهذه الأعمال أو يقوم بأعمال مشابهة إلا أن هدفهما واحد.من جانبه أكد الباحث والخبير في شئون الجماعات الإرهابية سعيد عبيد الجمحي أن تركيبة المقاتلين الأجانب في صفوف القاعدة أو أنصار الشريعة هي تركيبة إقليمية جديدة بزعامات سعودية ويمنية وصومالية ودول أخرى ولدت في يناير 2009م نتيجة الظروف والأوضاع المتدهورة التي تعيشها البلاد، ومحاولة لفرض وإيجاد فرع جديد لتنظيم القاعدة في اليمن رغم عدم اعتراف التنظيم بهذه الأعمال التي ينفذها ما يسمون أنفسهم أنصار الشريعة بمحافظة أبين.وقدم محافظ أبين السابق المهندس احمد الميسري عرضا إيضاحياً من خلال الهاتف حول أنصار الشريعة والبيئة الاجتماعية في أبين، مشيرا إلى الدور الكبير للجان الشعبية وقوفها مع الجهات الأمنية والعسكرية في الدفاع عن العرض والمال ومواجهة الفئة الضالة التي تدعي الشريعة وهي تقوم بأبشع الجرائم بمساندة المجرمين وأصحاب السوابق الذين استقطبتهم هذه الفئة وهي بأفعالها تخالف الشرائع السماوية والأعراف القبلية والقوانين الموضوعة.ولفت الميسري إلى أن محافظة أبين قدمت شهداء من القوات الأمنية والمدنيين خلال مواجهتها مع عناصر تنظيم الإرهاب منذ العام الماضي وحتى الآن ما لم تخسره وقدمته طيلة 50 عاماً من ثورة 14 أكتوبر 1963م، موضحاً أن الوضع في أبين مأساوي جدا ويحتاج إلى معالجة تنموية عاجلة.فيما تناولت الجلسة الثانية أوراق عمل حول “ القوات الحكومية ومواجهة تهديدات القاعدة أوجه القصور، ومتطلبات الفعالية، منها ضعف التدريب للقوات الأمنية وندرة العمليات النوعية للوحدات الخاصة كوحدة مكافحة الإرهاب التي لا تستطيع أن تواجه كل المشاكل وتعالج كل قضايا الإرهاب في كافة مديريات المحافظة فعددها محدود، فضلاً عن غياب التنسيق بين الأجهزة الأمنية والعسكرية والمعلومات الاستخباراتية لتوحيد الجهود لضرب التنظيم كون القاعدة تعتمد على حرب العصابات وتستخدم أسلحة متطورة.واستعرض الباحث الدكتور أحمد عبد الكريم سيف أسباب التنافسات الإقليمية والدولية وانعكاساتها على ملف الإرهاب في اليمن وتعدد اللاعبين الدوليين والإقليميين في الشأن اليمني، فيما تناول الباحث علي سيف حسن أسباب تنامي نشاط القاعدة وحضورها في أبين ولماذا، وكيف، وماذا بعد الحسم العسكري لتنظيم القاعدة، فيما أوضح عضو مجلس النواب رئيس الوحدة التنفيذية للاجئين احمد محمد الكحلاني الوضع الخطير والمأساوي للأسر النازحة من محافظة أبين والتي وصلت إلى أكثر من 35 ألفاً و 225 أسرة بعدد 181 ألفاً و 471 فرداً موزعين على عدد من المحافظات اغلبها في مدارس في محافظتي عدن ولحج وكل أسرة تحمل معها قصة معاناة لا تنتهي والوضع صعب وما عاد يحتمل، ويجب الوقوف عند هذه المشكلة لمعالجة أوضاع النازحين وعودتهم إلى مناطقهم.وأثريت الحلقة النقاشية بالعديد من النقاشات التساؤلات والمداخلات من قبل المهتمين والباحثين والمسئولين والمتضررين من الأحداث في أبين ركزت في مجملها على ماذا بعد الحسم العسكري لتنظيم القاعدة وماهي الآليات والخطوات لحل المشاكل العالقة والمتراكمة في الجنوب، وإعادة النازحين إلى منازلهم، والدعوة إلى ضرورة وضع خطة ورؤية مصاحبة للحسم العسكري والأمني تضع بعين الاعتبار التنمية وتعويض المتضررين في أبين.