سطور
وادي طير يقع بين بستان الحسيني ومجرى الوادي الصغير ، حيث تقبع هناك حالياً صحراء مجدبة وأكوام من الرمال المتكدسة التي أهملت بعد تحول مجرى الوادي منها إلى موقعه الحالي ( أي أن وادي طير يقع شرق بستان الحسيني المعروف). ووادي طير كما هو من اسمه وادٍ لتجمع أصناف عديدة من الطيور والحيوانات الأليفة والمتوحشة وقد كان مسرحاً لتوالد هذه الأصناف من الطيور والحيوانات بسب الأرض الخصبة والنباتات والحقول الخضراء المزدهرة فيه. لكن الدراسة التي تم وضعها عن وادي طير تقول أن كلمة ( طير ) المعروفة تعني في هذا الوادي ( الوحش) فالطير هو الوحش ، و وادي الطير يعني وادي الوحش وتقول بعض الأساطير المحلية وفقاً لهذه الدراسة ، إن في هذه المنطقة أي ( وادي طير ) تواجدت حشرات ضخمة بحجم ( الحيوانات) وعلى وجه الخصوص على شكل حيوان الماشية وبناء على هذه الدراسة فإن حشرات الأرض توحشت وأصبحت كائنات ضخمة متوحشة بمقدورها حسب الأسطورة أن تأكل الإنسان ، وقد هجر هذه الأرض العديد من الناس تاركين إياها خوفاً من بطش هذه الحيوانات التي عاشت فيها فترة غير وجيزة من الدهر حتى سلطت عليها ظروف بيئية أخرى قضت عليها نهائياً . وعند دراسة الباحث ( عياش علي محمد) لهذه المسألة وذهابه إلى حضرموت لإتمام دراسة حول المسألة الاجتماعية (السسيولوجية) بين لحج وحضرموت وجد أن مسألة الطير وما تعنيه من معنى متماثلة بين لحج وحضرموت فهناك وجدت حشرات بحجم الحيوانات في مدينة ( حجر) بحضرموت أفزعت الناس وجعلتهم يغادرون أرضهم هرباً من هذه الحشرات المتوحشة فالطير في حضرموت هو الوحش. وداي طير في لحج يحمل ايضاً معنى آخر فالطير تعني ( المرض) فالحالة التي وجدت في لحج وما أصابها من أمراض تدل على أن موقع وادي طير له علاقة بالحالة التي نرت عليها لحج .. وبمعنى آخر عندما انتشر مرض الجدري أو ( الخامج) في لحج في العشرينات من القرن الماضي كان الملاذ الطبيعي لمعالجة هذا المرض هو ( وادي طير ) فإن المرض المصابين بداء ( الخامج) يذهبون إلى وادي طير بحيث يتمددون على حجارة الوادي الحامية حيث تقوم الحرارة الصادرة من الحجارة ( بفقش) حبات المرضى المنتشرة في جسم المريض ويظل المريض يتقلب بجسمه على الحجارة الحامية حتى تضمحل الحبات الحاملة للمرضى تحت تأثير حرارة الحجارة. فكان وادي طير حلاً لمشكلة مرض (الخامج) الذي عيث بالمرضى في لحج وتحول وادي طير إلى مستشفى لتلقي العلاج من مرض (الخامج). وتفيد الأنباء بأن الأمير احمد فضل القمندان الشاعر الغنائي في لحج أصيب بهذا المرض وتعالج بحجارة وادي طير .. إذ كان مخدوموه يأتون إليه بالحجارة من هذا الوادي ليتمدد عليها كما يفعل من يهبون إلى وادي طير للعلاج. وقد تعالج الكثيرون من مرض (بالخامج) في لحج والعجيب أن شفاءهم لم يستغرق وقتاً طويلاً كما أن الشفاء من هذا المرض لم يؤثر على ملامحهم.. فقد طمست معالم المرض الذي غالباً ما يتأثر بها المصابون.