لاشك ان القضية الجنوبية هي المحور الاساسي في منظومة التعقيدات والمشاكل السياسية وهي العنوان الابرز لجوهر الازمة اليمنية المتعددة الأوجه والمتداخلة والمصيرية، ذلك لان هذه القضية هي من سيحدد ملامح المستقبل في وجه الهوية الوطنية ووحدة الارض والمصير وواحدية الاتجاه.مشاكل ابناء الجنوب هنا وهناك حية وحقيقية وتدمي القلب حقا ولا يستطيع أحد ان يتجاوزها او يقفز عليها بشكل او بآخر لذلك لابد من ان يعمل الجميع بمسؤولية تجاهها ويضمد جراح ابنائها الغائرة في جسد الايام والليالي بعيدا عن شغل الحاوي ولغة المسكنات.فمن حق أبناء الجنوب أن نحترم حقهم الطبيعي في الحياة الإنسانية والعيش بكرامة وحرية واستقلالية كاملة من خلال نظام وضوابط (فيدرالية) تعيد التوازن لمنظومة العمل الأخوي الوحدوي كفكر وسلوك وصيغة حياة تجمع كل فئات الشعب تحت مظلة الحب والتعاون الإنساني الخلاق.انني من هذا المنبر الحر اناشد الوالد العزيز عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية وكل الإخوة الاجلاء في قيادات الأحزاب السياسية والمنظمات المدنية والجماهيرية بتفادي أي تصادم او تعميق لهوة الخلاف والاستفادة من اخطاء الأمس ولم شمل اليمنيين وترميم بيتهم العتيق برؤية عصرية ناضجة تلامس النجاح والتقدم ولنا في الولايات المتحدة والامارات العربية خير مثال على ان الدولة المدنية المركبة هي الصيغة الاجمل والاكثر بهاء وتحررا في أي منظومة سياسية.أما المركزية فقد كان لنا في سقوط الاتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكية خير مثال على فشلها باعتبار ان الحكم الشمولي هو العمق والجوهر لمعنى ودلالات (المركزية) او مركزية الدولة.. اننا نعيش في كنف رؤية محنطة (قالب جامد) قد تجعل منا سودانا آخر.. نكسة جديدة في حياة الأمة- لا سمح الله-.لا داعي للمكابرة وتعميق الشرخ في نسيج الهوية الوطنية والصف الوطني والوحدة المجتمعية، الناس في الجنوب تواقون للتغيير والولوج الى مساحات سياسية أكثر اشراقا و حياة تستحضر حقهم في العيش والتعايش مع الآخرين بقناعة كاملة نبضها الحرية والكرامة والعدالة في توزيع الثروة والمشاركة السياسية في الحكم وصناعة المستقبل.
|
آراء
لا داعي للمكابرة
أخبار متعلقة