يقال عن هذه المدينة الحضارية إنها أم اليتيم والمسكين وابن السبيل وكأن هذه المدينة تمثل ملجأً ومأوى لمن هب ودب إليها ولا غرابة فقد قال عنها الفينيقيون (من هنا مر العالم) وقد كانت لا تعرف أثناء الحكم الشمولي أي مظاهر للتسول أو سؤال الناس أو من يسمونهم بـ(الشحاتين) فالكل يعمل لأن النظام الاشتراكي يهتم بالإنسان كهدف للتنمية بعكس النظام الرأسمالي الذي يهمه رأس المال والإنسان لديه ترس في مصنع عندما ينكسر أو تنتهي صلاحيته يمكن استبداله بترس جديد، ولكن ماهو السبب وراء ظاهرة التسول هذه التي بدأت تتفشى وتزداد في شوارع وأزقة ومساجد ومنازل المدينة والأماكن العامة والخاصة وعند نقاط التوقف والتفتيش وفي كل مكان وكأن أهل اليمن هم أكثر سكان الأرض فقراً وعوزاً وفاقة وتخلفاً بل ومجاعة ليس هذا فحسب فإنك تجد في المساجد العجب العجاب أحدهم يحضر إلى المسجد طفلاً معاقاً ويصبح بالنسبة له كنزاً ثميناً يستثمر ألمه ووجعه في استعطاف الناس بعد كل صلاة لأن الزكاة والصدقة مقرونة في القرآن الكريم مع الصلاة في أكثر من آية وليس عيباً أن يضطر البعض إلى سؤال الناس عندما يكون غريباً أو وحيداً بشرط أن يكون عاجزاً عجزاً لا يستطيع معه القيام بأي عمل يدر عليه رزقاً حلالاً من عرق جبينه وإن تعفف خير له لكنك تجد صحته جيدة ويسعى بين الناس يتكففهم وقد لا يكون محتاجاً لذلك، ولكن ماهو السبب الذي جعلنا نتحدث عن تزايد ظاهرة التسول في مدينة عدن بل في كافة محافظات الجمهورية هل يعود السبب إلى تزايد البطالة أم لعدم وجود أعمال أم يعود للإهمال والتجاهل والتهميش من قبل الحكومة وعدم وجود خطة اقتصادية لاستثمار هذه الطاقات المهدورة والضائعة أم لانعدام سياسات واضحة أم وأم؟؟؟ أسئلة كثيرة وأين هي الوزارة التي تهتم بهؤلاء المتسولين الذين ينقلون صوراً سيئة عن هذا البلد الذي كان في الماضي يسمونه اليمن السعيد وتحول اليوم إلى يمن تعيس وفقير ومعدم رغم أن بلادنا فيها الخير الوفير هل لأن قلوبنا وأفئدتنا أصبحت قاسية ولم يعد هناك أي تكافل اجتماعي أو حلول أو مبادرات تعمل على الحد من هذه الظاهرة التي بدأت تدب بين الناس وعلى وجه الخصوص الشباب الذين لا تجوز عليهم الصدقة مصداقاً لقول الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم الذي قال بما معناه بأن الصدقة على المتسول الشاب لا تجوز خاصة المفتول العضلات ذا المرة أي ذا القوة، وبهذه المناسبة نذكر هنا مثالاً لحالة شاب يمارس هواية الشحاتة والده مستور الحال وطلب منك مائة ريال مثلاً لكي يركب بها إلى الشيخ وهو في الحقيقة يريدها لكي يشتري بها سجائر أو يخزن بها فلا يكتفي بالشحاتة وسؤال الناس بل يضيف إلى ذلك الكذب عليك وعلى الناس ووالده لا يعلم شيئاً.
|
آراء
ما سبب تزايد ظاهرة التسول في عدن..؟!
أخبار متعلقة