د . مهدي جعبل نائب عميد كلية التربية عدن لـ 14 اكتوبر :
لقاء/ دنيا هانيأنشئت كلية التربية ـــ عدن في ديسمبر من عام 1970م وكان لليونسكو مساهمة طيبة في هذه النشأة والهدف من إنشائها هو إعداد معلمين للمرحلتين الإعدادية والثانوية آنذاك في مساقي الدبلوم والبكالوريوس وبدأت بسبعة تخصصات قامت على أساس التخصص المزدوج بالاعتماد على هيئة تدريس يمنية وأخرى وافدة عن طريق اليونسكو.وبعدها تطورت الكلية تطوراً كمياً ونوعياً حيث تم التوسع في أعداد المقبولين حتى وصل إلى (3707) في العام الجامعي 2007 / 2008م ، كما تم استحداث أقسام وتخصصات جديدة تطلبتها مراحل التطور وازداد عدد أعضاء هيئة التدريس والهيئة المساعدة من عشرة مدرسين عند التأسيس إلى (190) في العام الجامعي 2007 / 2008م. وبعد إنشاء كليات التربية في المحافظات أغلق مساق الدبلوم وتفرغت الكلية لتأهيل طلاب البكالوريوس والدراسات العليا.وبما أن كلية التربية تعد إحدى أهم وأكثر الكليات كثافة من حيث قابلية الطلاب بما لها من دور تنويري في المجتمع وتحسين العملية التعليمية في جوانبها المختلفة كان لصحيفة (14 أكتوبر) لقاء مع الدكتور مهدي حسين جعبل نائب عميد كلية التربية للدراسات العليا والبحث العلمي لمعرفة أوضاع الكلية والطلاب خلال العام الدراسي2011 - 2012م والمشاكل التي واجهتها خلال الفترة السابقة التي مرت فيها اليمن بأوضاع صعبة .. فإلى التفاصيل:[c1]السنة الدراسية 2011 - 2012م [/c]في البداية تحدث الدكتور مهدي عن تقييمه للسنة الدراسية وقال: ( كانت سنة2011- 2012م سنة كبيسة بالنسبة لنا بسبب الأوضاع التي مرت بها البلاد وكان عاما أكاديميا ثقيلا على الطلاب وعلى المدرسين والإدارة وأيضاً على الأسرة التي عانت الكثير وعانى الطلاب بسبب توقف الدراسة وتعثرها من حين لآخر وصعوبة وصول الطلاب إلى الكلية وكان الوضع الأمني غير مستقر وبعض الطرق الفرعية كانت مقطوعة كل ذلك أثر على سير العملية الدراسية بشكل كبير ونحن نحاول قدر الإمكان أن نفي بالحد الأدنى للدراسة بحيث لا يقل عن 80 % بالمائة من المادة حتى يستطيعوا أن يرتقوا لمستوى أفضل ويكونوا قد أتموا ثلاثة أرباع المقرر) .[c1] الأزمة أثرت على عطاء المدرس ونفسية الطالب [/c]وتابع قائلاً: ( أثرت الأزمة على نفسية الطالب والمدرس حتى التحصيل في هذا العام وعطاءات المدرس وصلت للحد الأدنى وسيطر القلق والظروف التي مرت بنا على أمن واستقرار البلد وعلى حياة كل شخص ، ونتيجة للظروف التي واجهت البلاد أصبحنا نحاول جاهدين الارتقاء إلى الأفضل. أما في ما يخص الفعاليات الأخرى التي كانت تقام - وكان بعض الطلاب يقومون بعمل فعاليات خاصة بهم تقريباً لا وجود لها ولكن هناك ترتيبات لأسبوع الطالب الجامعي ونجري الاستعدادات اللازمة له وسوف يتم الاحتفاء به ).[c1] عمليات شغب وسرقات [/c]وأضاف د . مهدي ( أما بالنسبة للمشاكل التي واجهتنا ونعاني منها حتى يومنا هذا فهي» أن هناك الكثير من الأمور العالقة بالنسبة للدراسة فقد حصلت عمليات شغب كثيرة كسرقة حوالي 35 جهاز ميكروسكوب من مختبرات قسم الأحياء إضافة إلى عدة أجهزة تكييف وأجهزة أخرى وعملنا بلاغا بعد بلاغ لأجهزة الأمن وكانت هناك صعوبة واجهت الشرطة في القبض على المتسببين بذلك . وفي الأسبوع الماضي حدثت أيضاً سرقة وكان موقف عمادة الكلية بأن يتم تعليق الدراسة لمدة يوم واحد بهدف توجيه رسالة للأجهزة الأمنية والسلطات المعنية في الحد من هذه المشاكل التي تواجهنا لأنه لا يمكن أن تستمر الدراسة مع مسلسل السرقات المتواصل ) .[c1] توعية الطالب الأكاديمي [/c]- وطالب في حديثه الجهات المعنية بتكثيف حلقات توعية للشباب الجامعي عن المخدرات وأعمال الشغب والعنف والتي انعكست على مدينة عدن وقال: ( إن كل مدرس وبتوجيه من الكلية يقوم بتقديم محاضرته عن بعض الظواهر السلبية ولكن للأسف لم يسعفنا الوقت لإعطاء حلقات التوعية أو نشاطات للطلاب حول مخاطر تناول المخدرات أو حتى حالات الشغب نتيجة للحيز الزمني الضيق لهذا العام الدراسي وأيضاً للأجواء غير الآمنة, صحيح أن المعلم هو من يربي الأجيال ومهم جداً الجانب السلوكي والقيمي في تنمية الطالب وتعزيز القيم الفاضلة والإسلامية فيه لأن الطالب يتأثر بكثير من المؤثرات الخارجية والبيئة المحيطة به وليست المدرسة أو الكلية فقط هي من تؤثر على سلوكياته فهناك مثلاً النادي أو الحي الذي ينتمي إليه أو المسجد أو الرفقاء الذين يمشي معهم إضافة إلى الإنترنت والإعلام بشكل عام كل هذه مؤثرات في نشأته فدور المدرسة لابد أن يتكامل مع دور الأسرة خاصة فيما يتعلق بمسؤولية تقويم السلوك ) .وأشار الدكتور جعبل في حديثه قائلا : ( أتوقع أن تحصيل الطلاب في هذا العام لن يكون كما هو في السنوات السابقة ولكن معدلات الرسوب ليست عالية وحقيقة هناك جانب قيمي غير جيد انتشر في هذه الفترة ألا وهو ظاهرة الغش التي أصبح أغلب الطلاب يعتمدون عليها وتوسعت بشكل أكبر فهذه الأمور نعاني منها خاصة أن بعض الطلاب أصبحوا لا ينظرون إلى أنها حالة غش وإنما يعتقدون من حقهم أن يغشوا معللين ذلك بالظروف التي مرت بنا ) . [c1] إذا لم تسعفنا الظروف ستؤجل الامتحانات [/c]وأضاف (لقد انتهينا من امتحانات الفصل الأول وسوف تبدأ امتحانات الفصل الثاني قبل شهر رمضان الكريم إلا إذا لم تسعفنا الظروف أو حدثت أمور طارئة كتوقف أو انقطاع الدراسة فاحتمال أن تؤجل الامتحانات إلى ما بعد رمضان. لكننا نأمل أن تكون الامتحانات في نهاية هذا الفصل حتى يستطيع الطلاب أخذ إجازة ويكونوا صافيي الذهن ويستعدوا للعام الدراسي القادم ) .واسترسل في حديثه عن طبيعة العلاقة التي تربط كلية التربية في عدن مع كليات التربية في باقي المحافظات قائلا ( كل كلية مستقلة بذاتها وكليات المحافظات عندما نشأت في الفترات الأولى بدأت كفرع ملحق لهذه الكلية بعدها استقلت بذاتها بإداراتها ولها عميد ونائب عميد وإدارة مستقلة بذاتها وبالنسبة للتنسيق بين كلية التربية فرع عدن وكليات التربية الأخرى في باقي المحافظات يكون متعلقا فقط بالمناهج فعندما تعد المناهج يتم التنسيق بين الكليات كلها مجتمعة وتعد المقترحات في عمل تقديرات وتطوير للمناهج ثم تعد هذه المناهج في الأساليب المتبعة وتقر لكل الكليات).[c1] حرية التظاهر [/c]أما بالنسبة لجانب الحرية وحق الطلاب في المسيرات التي أقيمت داخل الجامعة فقال الدكتور مهدي ( هناك يوم في الأسبوع محدد للطلاب وهو يوم الاثنين وتترك لهم حرية التظاهر حتى أنهم في بعض الأوقات قاموا بإنزال بعض الصور لبعض المسؤولين ولم يتعرض لهم أي أحد ولكن كنت آمل أن يكون العمل السياسي خارج إطار الكلية لا يضير لو أن بعض مجاميع هؤلاء الطلاب خرجوا بمظاهرتهم خارج سور الكلية أو في أي ساحة من الساحات وهو حق مكفول لهم طالما أنها مظاهرة سلمية دون أن يتعرض أي شخص للأذى أو يعملوا على إغلاق شارع أو أن يمس ذلك حرية الآخرين ) .[c1]مستوى القبول هذا العام [/c]كما تحدث عن مستوى القبول في أقسام الجامعة حيث قال (إن أرقام القبول في الكلية في تصاعد لا يوجد عام أقل من العام الذي سبقه إذ هناك اتساع في أعداد القبول خاصة في بعض الأقسام مثل الانجليزية و الحاسوب نتيجة لحاجة السوق وأصبح الإقبال أكبر من حاجة السوق وأكبر من قدرة الكلية على أنها تلبية الطلب ونحن في الكلية نحاول أن نوفق بين الجانبين, بين الطلب الذي يعتمد على التعليم وأن نراعي أيضاً احتياجات السوق ) .وتابع: ( إذا استطعنا أن نصل إلى مستوى الجودة في التعليم لن يشكل ذلك أي مشكلة من الحد للخريجين فالخريج الفائض سيجد مكانا للعمل وهناك الكثير من الدول التي استهدفت الجودة ووضعت بعين الاعتبار أن مستوى جودة الخريج يجعله ينافس على الوظيفة في أي مكان في العالم لذلك نسعى إلى أن يكون مستوى الخريج في اليمن يصل إلى مستوى يماثل خريجي الجامعات المرموقة ويبقى بإمكانه أن ينافس على الوظيفة داخل وخارج اليمن فمستوى الجودة والاعتماد الأكاديمي له متطلبات كثيرة نسعى للوصول إليها ولا بد أن تكون لدينا الإمكانات المطلوبة التي تكفل للجامعات التي وصلت إلى مستوى الجودة. والمقصود بالجودة هو جودة المبنى - جودة الأستاذ - جودة الطالب الذي يقبل في الجامعة - تجهيزات الجامعة المختلفة أن تكون في المستوى اللائق وأيضاً الكثير من المتطلبات التي يجب أن توفر حتى يستطيع الفرد أن يرتقي لمستوى الجودة وتحتاج منا هذه الأمور أن نستهدفها وأن نخطط لها وأن تتوفر لدينا الإمكانات حتى نستطيع تحقيقها ولكن لدينا نقص في الإمكانات المادية والإدارية ) .[c1]مدى الضرر من انقطاع الدراسة [/c]وألمح د. مهدي إلى ( أن انقطاع الدراسة كان من أصعب المشكلات التي مرت على الكلية وحتى تستقر الأمور ويفكر كل واحد منا أن الأهم هي مصلحة الوطن فسوف تصبح الأمور أفضل وعندما يفكر الشخص في ذاته فقط ومنطقته والحزب الذي ينتمي اليه بان يكون على حساب الوطن وسيبقى اليمن في تخلف وتستمر الأزمة والمشاكل فمصلحة الوطن فوق كل شيء ) .[c1]الحقيقة في الختام [/c]واختتم لقاءه معنا ببعض الكلمات التوجيهية إذ قال (أتمنى لطلاب الكلية أن يوفقوا في دراستهم وأن تصبح الكلية في وضع أفضل ، كما أتمنى أن تكون بلدنا في أحسن حال وتستقر الأمور وأن يحب الناس بعضهم بعضا ويحبوا بلدهم ويعملوا جميعا من أجل تحقيق أمن واستقرار وتقدم اليمن) .