إعداد / د. محمد أحمد الدبعيأسماء كثيرة عرف بها النكاف ، فهناك من يسميه (الرطين) وآخرون يسمونه (السكيت)..إلخ ، وهو في الأصل مرض فيروسي حاد يصيب بشكلٍ رئيس الغدة النكافية التي تفرز اللعاب والموجودة أمام وأسفل الأذنين وقد يصيب باقي الغدد اللعابية أيضاً ، ويعتبر الإنسان مستودعه الوحيد.إنه مرض ينتشر في العالم كله ، واسع الانتشار في بلدان العالم النامي ، يشيع حدوثه بين الأطفال بشكلٍ كبير، فنحو (85 %) من حالات الإصابة أساساً هي عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمسة عشر عاماً ، ذكوراً أو إناثاً على حدٍ سواء وبنسبٍ متساوية. كذلك البالغون يمكن أن يصابوا بالمرض. في العادة يحدث النكاف التهاب الخصية في جانب واحد لدى الذكور بعد سن البلوغ بنسبة (20 % - 30 %) ؛ ولدى الإناث يسبب التهاب الثدي .واحتمال إحداثه للعقم قائم ، إلا أنه نادر جداً. كما أنه قد يصيب غدداً أخرى غير التي ذكرت، كغدة البنكرياس.وفي (40 % - 50 %)من حالات عدوى النكاف تظهر أعراض تنفسية ، خاصة عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات [c1]فترة الحضانة والعدوى [/c]يمكن أن يصاب الاطفال بالنكاف عن طريق استنشاق رذاذ اللعاب المتطاير في الهواء من فم المصاب بفعل السعال والعطاس أو مشاركتهم تناول الطعام بالملعقة نفسها أو الوعاء ، أوالشرب من الكوب نفسه أو الإناء الذي يشرب منه المريض بالنكاف. ولا يكون الشخص معدياً ، إلا قبل ظهور تورم الغدة النكفية بيوم واحد فقط وتستمر العدوى لثلاثة أيام بعد زوال التورم . أما فترة حضانة المرض فتتراوح بين (12و21 يوماً).الأعراض والعلاماتثلث الأشخاص المصابين بفيروس النكاف لا تحدث لديهم أية أعراض وهي عادة تظهر بعد(2 - 3 أسابيع) من دخول الفيروس للجسم (فترة الحضانة ) . وتكون في البداية خفيفة تشمل الحمى ، الصداع ، التعب العام ونقص الشهية ، ثم يظهر الانتفاخ في الخد ( تورم الغدة النكافية) في جهة واحدة لدى ( 25% من الحالات ) أو في جهتين، بحيث تتورم إحدى الجهتين قبل الأخرى بيوم أو يومين ؛ وتبقى الغدة متورمة لمدة تمتد من 3الى 7 أيام ) تقريبا ويترافق التورم عادة مع ألم عند فتح الفم وعند المضغ أو البلع، خصوصاً عند تناول الأطعمة الحامضة أو الأطعمة التي تحرض إفراز اللعاب .قد تحدث أيضاً أعراض أخرى ، مثل ألم الأذن وآلام البطن وألم وتورم الخصية . كما ترتفع درجة حرارة الجسم (الحمى) وقد تصل إلى ( 40 درجة مئوية ).[c1]تشخيص المرض[/c]تشخيص النكاف سهل وواضح ولا ضرورة لإجراء الفحوص المخبرية لإثبات التشخيص، إلا في ما ندر في حالات الاشتباه ، ذلك أن الفحوصات النوعية للنكاف مكلفة وغير متوفرة بشكل روتيني .وبالتالي عند الاشتباه بإصابة طفل بالنكاف يجب على أحد والديه أن يراجع الطبيب المختص دون تأخير، لأن تورم الوجه مع الحمى قد يكون ناجماً عن أمراض أخرى ، مثل التهاب اللوزتين والتهاب الغدة النكافية.[c1]مضاعفات خطيرة[/c]مضاعفات النكاف خطيرة نوعا ما لكنها نادرة وتشمل:- التهاب الخصية : بعض حالات الإصابة بالنكاف من الذكور البالغين يحدث لديها التهاب وتورم في خصية واحدة أو في الخصيتين . وتتميزهذه الحالة بالحمى العالية ، القشعريرة،الصداع والألم أسفل البطن ، مع تورم الخصية وألمها . كما قد يحدث ضمور جزئي في الخصية وينقص تعداد النطاف ، وبذلك يكون العقم وارد الحدوث ، لكنه نادر جدا . - التهاب البنكرياس : ويتسبب بألم البطن مع الغثيان والتقيؤ. - التهاب الدماغ : وينجم عن إصابة الدماغ بفيروس النكاف ، وهذا بدوره يؤدي إلى أعراض عصبية خطيرة ومهددة للحياة ، إلا أنها نادرة.- التهاب السحايا : التهاب في الأغشية المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي والخلايا العصبية المركزية وهو نادر أيضاً.- التهاب المبيض والتهاب المفاصل والتهاب الأعصاب .- الصمم : يعتبر النكاف واحدا من أكثر المسببات شيوعاً للصمم العصبي . من ناحية أخرى يجب على الوالدين مراقبة حدوث مضاعفات عند الطفل ومراجعة الطبيب على الفور إذا ترافق المرض مع أي مما يلي :- التقيؤ المتكرر.- تيبس الرقبة أو الصداع الشديد. - التجفاف. - استمرار تورم الغدة النكفية لأكثر من أسبوع. - استمرار الحمى لأكثر من أربعة أيام. - احمرار الجلد المغطي للغدة النكفية. - آلام في الخصية. - استمرار آلالم البطن.[c1]تعزيز المناعة.. والوقاية [/c]النكاف كما ذكرنا مرض فيروسي لا يمكن معالجته بالمضادات الحيوية ، بل لابد أن تأخذ الإصابة بالنكاف سيرها الطبيعي الكامل .ولحسن الحظ يشفى معظم الأطفال والبالغين من هذا المرض خلال أسبوعين إذا لم تحدث مضاعفات. بيد أن ثمة إجراءات يمكن اللجوء إليها لتخفيف الألم والانزعاج ولتقليل فرص انتقال العدوى للآخرين ، وهي :- الراحة في الفراش حتى تزول الحمى.- عزل الطفل المصاب لمنع انتقال المرض إلى من يخالطونه.- استخدام الكمادات الباردة لتخفيف الألم في الغدة النكافية المتورمة .- تجنب تناول الأطعمة التي تحتاج إلى الكثير من المضغ والاستعاضة عنها بالأطعمة الطرية، مثل الشربة أو البطاطا المهروسة.- تجنب الأطعمة الحامضة والفواكه الحامضة كالليمون .- شرب الكثير من السوائل ، كالماء ، العصائر غير الحامضة ، الحليب .- تنظيم تعاطي المصابين للأدوية التي يصفها الطبيب المعالج التي من شأنها العمل على تخفيف الأعراض. ويمكن للبالغين أيضا استخدام (الأسبيرين) ، أما الأطفال فيمنعون من (الأسبيرين) مخافة حدوث إصابة خطيرة بالكبد يمكن أن تودي بحياتهم.ويحصل الطفل على مناعة ضد فيروس النكاف إذا أصيب مسبقاً بالمرض أو أعطي القاح المضاد للمرض الذي يأتي ثلاثيا مع لقاح الحصبة والحصبة الألمانية في عبوة واحدة، حيث تعطى بشكل روتيني للأطفال الذي تتراوح أعمارهم بين (12 و 15 شهراً) كجرعة أولى . أما الجرعة الثانية منه فهي في عمر ( 3 و 6 سنوات). غير أنه لا يتوفر للأطفال في بلادنا ضمن الاستراتيجية الوطنية للتحصين ضد أمراض الطفولة.ويتألف اللقاح أساساً من فيروس النكاف الحي المضعف دون أن يتسبب بالمرض مطلقاً ، وإنما يقوي ويعزز مناعة الجسم ضد فيروس النكاف .وبالمقابل لا يعطى للنساء الحوامل أو الأطفال المصابين ببعض الأمراض التي تضعف الجهاز المناعي ، خشية تسببه في إحداث أضرارٍ أو اختلالات .يبقى على المواطنين لزاماً تبليغ أقرب مركز صحي أو وحدة صحية أو مستشفى حكومي عند اكتشاف وجود إصابة بالمرض ، وتطبيق نظام العزل للمريض في غرفة خاصة لمدة تسعة أيام. فالمريض بالنكاف يكون معدياً من قبل ظهور تورم الغدة النكافية بيوم واحد وحتى ثلاثة أيام بعد زوال الورم. أما طلاب المدارس المصابون فينصح أن يظلوا في بيوتهم حتى لا ينقلوا العدوى إلى زملاء الدراسة.وأؤكد في الأخير أهمية وضرورة تجنب مشاركة المريض الأدوات نفسها والأواني التي يأكل أو يشرب فيها والحفاظ على نظافته والتخلص من إفرازات الفم والحلق حتى لا ينشر العدوى بين الآخرين..
مرض النكاف .. أحد مسببات الصمم العصبي والعقم
أخبار متعلقة