مثلت زيارتي إلى الولايات المتحدة الأمريكية لحضور اجتماعات الربيع 2012 للبنك الدولي المنعقدة في العاصمة واشنطن في الفترة 17 - 23 ابريل 2012 حدثا مهما في حياتي المهنية ، كونها فتحت لي أفاقا جديدة ومنحتني فرصة للتعرف عن قرب على حياة المجتمع الأمريكي وتعامله مع الآخر وبخاصة شعوب العالم الثالث. كما أعطتني فرصة للتعرف والاطلاع على عمل البنك الدولي عن كثب وجهوده في دعم الدول المختلفة بما فيها اليمن . وقد سنحت لي الفرصة بأن التقي على هامش هذه الاجتماعات بعدد من مسئولي البنك الدولي وتم معهم تبادل الحديث واستمعت منهم لبعض جوانب عمل البنك واهتماماته ودوره في دعم اليمن . و لمست مدى حرص المسئولين في البنك الدولي بمختلف المستويات على اليمن و اهتمامهم بالأوضاع التي تعيشها ورغبتهم الكبيرة في مد يد العون لها للخروج من أزمتها وهو ما تترجمه برامجه ومشاريعه المنفذة في اليمن في عدد من المجالات المهمة وتحركاته الواسعة لجذب المزيد من التمويلات بما يتواكب مع متطلبات هذه المرحلة .إن مشاركتي في حضور اجتماعات الربيع وتشرفي بالمشاركة في عدد من الفعاليات التي نظمها البنك الدولي في إطار هذا الحدث قد وضعتني أمام صورة واضحة لدور البنك الدولي وجهوده الحثيثة في مساندة شعوب المنطقة والعالم لمواجهة الفقر ودعم الحكومات لتحقيق تنمية مستدامة تلبي ولو جزء من احتياجات وتطلعات الشعوب وبخاصة في الدول الفقيرة والنامية.إن اجتماعات الربيع 2012م للبنك الدولي بواشنطن قد تميزت بالحضور اليمني المتميز من شخصيات في الحكومة والمجتمع المدني والصحافة ومشاركاتهم الفاعلة في النقاشات والآراء القيمة خلال فعاليات الاجتماع المختلفة.لقد كان البنك الدولي موفقا في دعوته لي لحضور هذه الاجتماعات وذلك إدراكا بأهمية الإعلام ودوره كشريك أساسي في التنمية ، واعتقد أن هذه المشاركة ستمثل منطلقا مهما لشراكة مستقبلية حقيقية مع الإعلام وهو ما أكده المسئولون في البنك الدولي خلال لقاءاتي بهم ، حيث ابدوا استعدادا كبيرا لتعزيز هذه العلاقة وفتح آفاق جديدة وواسعة لمستقبل أفضل تتيح للإعلام اليمني الاستفادة من إمكانيات البنك واستغلال الفرص المتاحة. وأعتقد يقينا أنهم جادون في ذك. وستكون هذه المحطة لي هي بداية لمحطات قادمة عديدة سيستفيد منها الصحفيون اليمنيون بشكل أو بآخر أهمها في مجالات التدريب على فنون ومهارات العمل الصحفي وأيضا في تعلم اللغة الانجليزية وغيرها من الجوانب التي تهم كثيرا الصحفيين اليمنيين.إن مثل هذه الزيارة على الرغم من قصر مدتها إلا أنها ستظل راسخة في ذهني ولن تغيب عن الذاكرة بسهولة وسيظهر أثرها في الفترة القادمة إن شاء الله.لعلنا ندرك أن اهتمامات البنك الدولي باليمن ليست وليدة الساعة بل تعود إلى عقود طويلة وهي لن تتوقف عند نقطة معينة وإنما ستنمو وستكبر عاما بعد عام وستظل آفاقها مفتوحة وواعدة سنستشف منها مستقبلا أفضل ومزدهرا لهذه العلاقة .وفي حقيقة الأمر لم أكن قبل هذه المشاركة في اجتماعات البنك الدولي بواشنطن أتوقع هذا الاهتمام الكبير من البنك لليمن ولم أكن أدرك إلى هذا الحد الدور الذي يلعبه ويقوم به البنك الدولي لدعم اليمن وبلدان العالم بهذا الشكل ، فرغم متابعتي وتواصلي الدائم مع البنك كشريك استراتيجي للحكومة اليمنية ومن خلال عملي الصحفي إلا أنني اعترف الآن بأننا نحن اليمنيين نغفل عن الكثير من الأمور المهمة التي يقوم بها البنك من اجل اليمن ومن اجل التنمية فيه ومساعدة الناس على الحصول على فرص عيش كريم ، وهو ما تفتحت مداركي عليه خلال هذه الزيارة وبقائي لعدة أيام أُعايش الحدث واطلع عن قرب على بعض ما يقوم به البنك من اجل الآخرين.إن ما لفت نظري خلال حضوري لهذه الاجتماعات ومشاركتي في فعالياتها هو ذلك الحضور القوي والتواجد الواسع لليمنيين إخوة وأخوات في البنك الدولي كموظفين أساسيين فيه سواء في مكتبه الرئيسي بواشنطن أو في صنعاء الذين استطاعوا بتميزهم وكفاءتهم وحسن أدائهم أن يثبتوا للعالم أن اليمن تنجب العظماء وعلينا أن نعترف بذلك وهؤلاء هم خير دليل . وعلى اليمن أن تفخر بهم ، وتعدهم بكل حق خير سفراء لها في هذه المؤسسة الدولية العريقة ،وسيجني هذا البلد ثمار ذلك في تطور مستوى أداء البنك واهتمامه باليمن في الفترة الراهنة والقادمة وسيكونون بلا شك أدوات مساعدة للتنمية في بلدهم ولتطوير هذه العلاقة.وهنا لا يسعني إلا أن أسجل شكري وتقديري للبنك الدولي ولكل العاملين فيه من مختلف الجنسيات الذين رأيتهم بأم عيني كخلية نحل يعملون بروح الفريق الواحد دون كلل أو ملل ولساعات طويلة من أجل بلداننا وشعوبنا.. فلهم كل التحية والتقدير والثناء.
اهتمــام متـزايــد بـاليمــن
أخبار متعلقة