اختنـاق وضبابية وغموض أفق مستقبل اليمن رغم التوقيع على المبادرة الخليجية- وما تشهده الأحداث من تطورات انفراج تارة وتأزم أخرى يؤكد عجز المحللين والخبراء بل و صناع الفعل ورد الفعل عن معرفة ما ستؤول إليه الأحداث بمساراتها المختلفة المتداخلة... وهنا تتجلى حقيقة أن محاولات قراءة المؤشرات الواقعية واستشراف أي ملامح للمستقبل في الحالة اليمنية من خلال تفكيك وربط بنى مكونات فعل الأحداث السياسية وتصرفات صناعها أشبه بمحاولة رسم في الهـواء وحرث في الماء.[c1](عن لوحة التحليل)[/c]فــلا تكـمن نقطة الغموض فقط فيما تشهده أحداث الساحة السياسية من تسارع تارة وبطء أخرى ولا في أنه في كـل لحظة يحدث فيها فعل مـن قبل طرف ينتج فعل مغاير له في الاتجاه والقوة من قبل الطرف الآخر يغير مجرى المعادلة بل في انه بين كل فعل وآخر تظهر مفاعيل جديدة تغير ليس حيثيات المعادلة ومتغيراتها بل تغير لوحة التحليل برمتها.وهـذا يجعل من أي محاولة استشراف للمستقبل أقرب لجلسة فتح منـدل وقراءة كف وتنجيم وضرب حجل منها إلى محاولات دراسة وقائع و تنبـؤ (بظواهر سياسية وفاعلين سياسيين).[c1](عن أصدق وصف)[/c]فـلم يعد ما يمـارس من قبل الأطراف سياسة يمكن التنبؤ بمسارها واستقراء انساق تطورها بطريقة علمية أو على الأقل تستند لأسس أو وقائع ترتكز على مبادئ بقدر ما يعتبر محاولة للغوص في نفسيات شخوص غامضة وحصيلة تفاعلات مصلحية نفعية ثأرية لم تعد تفكر إلا بسحق الآخر مهما كلفها ذلك لأن كـل طرف لم يعد يقبل إلا أن ينتصر وحتى لو انتصر سيظل بقاء الآخر وان خرج من اللعبة السياسية يهدد ليس نصره السياسي بل وحياته كل ذلك وأكثر يجعل أصدق وصف لما يمارس خساسة وليس سياسة.[c1](عوامل النجاح)[/c]وأتت مبادرة الخليج كقاعدة حل تتيح الفرصـة فـي أن ننطلق منها مستندين إلى ما تـوفره مـن عوامل نجـاح «محلية وإقليمية وأممية» فـي السعي لتحقيق هدف الرفاه الاقتصادي والمساواة الاجتماعية والسياسية في ظل دولة مدنية ...نــدرك أن البعض يرى فيها غبناً سواء من ناحية الدماء التي سفكت أو من خلال الحصانات التي وهبت إلا أن هذا لا ينفي حقيقة أنها «مبادرة الخليج» مثلت وتمثل الطريق الأقل كلفة كونها أنجزت «أول تغيير سياسي في تاريخ اليمن الحديث» والفضل بعد الله لا يعود فقط لسبب واحد أو شخص أو حزب بقدر ما يعود الى جملة عوامل نشير لها تاليا.(الفساد «يتشبشب» على أيدي الميكيافليين الجدد)[/c]إلا أن الكارثة أن تتم ممارسة «الفساد» الذي خرج الشباب من اجل إسقاطه من قبل من يدعون تمثيل الشباب بل أن الكارثة تتعاظم إذا ما (صح) أقول إذا ما (صح ) ما يسمع بأن هذا يتم تحت تبريرات دينية على شاكلة ضرورة لوصولنا للحكم» كغاية « كاشفين عن القناع بأنه لا فرق بينهم وبين ومن يرفع شعار الميكيافليين الشهير الذين يربطون فيه بين الغاية والوسيلة .[c1](توازن الضعف ..ونسبية معيار القوة)[/c]ومن خلال ما قلناه بعاليه يتجلى أن المبادرة الخليجية كخارطة اتفاق تفاوضي بين أقوى مفاعيل العمل السياسي في لحظة التوقيـع اللحظة التي أوصلنا إليها «توازن الضعف» فيما بين الأطراف والتعبير للأستاذ علي سيف حسن...فتساوي القوى وعدم قدرة احدهم على إلغاء الآخر هو سبب التوافق ....والتاريخ بقريبه وبعيده يقول إن ميزان القوة نسبي وغير مستقر فهو يتغير بمرور الوقت فالقوي اليوم يظهر غدا من هو أقوى منه وهكذا دواليك ...[c1](السلطة بقاء ..السلطة وصول ..السلطة تقاسم)[/c]فما كان من عنف وسباب وشتم وتهويل وتهوين من قبل الأطراف هو من اجل تعظيم المكاسب وتقوية الموقف التفاوضي في معادلة السلطة بقاءً والسلطة وصولا ...إلا أن مخرجات المعادلة في لحظتها الحالية تؤكد أن المعادلة القائمة حاليا هي السلطة تقاسما.وفي هـذه اللحظات الفارقة والمؤثرة يتحتم على الجميع إدراك حساسية اللحظة وان لا تغرهم بوادر الانفراج الحمدلله لأن اليمن مازال في غرفة العناية المركزة وهو أشبه بالخارج من عملية جراحية وان كانت وحتى الآن ناجحة إلا أن هذا لا ينفي أن الإهمال والتكاسل يمكن أن يؤدي بالبلاد والعباد إلى انتكاسة كبرى .[c1](شراكة المسؤوليات)[/c]التشدد من قبل الشركاء وعدم فهمهم الحقيقي لمعني «شراكة المسئوليات» ... وان لا خيار إلا أن ننجح فالتعقيدات الحاصلة تؤكد أننا في مرحلة «نكون أو لا نكون»....فعلى من وقع أن يلتزم وعلى من قال أن يصدق وعلى من وعد أن يفي .... فالموقعون على المبادرة الخليجية اليوم هم شركاء في «حكومة» محددة الأهداف محدودة الفترة حكومة لإدارة البلد وليس للتقاسم الحزبي البغيض وما نسمعه ونقرؤه ويسرب عبر وسائل الإعلام من وثائق تجعل الجميع يشك في حقيقة ما كان ينـظر «بضم الياء وتشديد (الظاء) وفتحها» له البعض عن التقشف ورفض القروض الخارجية ومكافحة الهدر في المال العام .
|
آراء
عن الثورة في اليمن .. «معادلة السلطة»
أخبار متعلقة