في ذكراه الـ(21)
إعداد / إدارة الثقافةالموسيقى مشاعر وأحاسيس غير مرئية بل محسوسة، حركة تفاعل صادقة شبيهة بنبض الحب في قلب الإنسان، لكنها لا تعيش إلا إذا كانت لها شخصية وأسلوب مختلف يميزها، وهذا ما صنعه موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب الذي تحتفل الأوساط الإعلامية والفنية تلك الأيام بذكرى رحيله الحادية والعشرين.كانت الموسيقى عند محمد عبد الوهاب موهبة يمتد منها العلم والمعرفة، تتجلى فيها دندنات الأوتار وسحر النغمات وصوت مياه الأنهار وحفيف أوراق الشجر، لتخلق روحا إبداعية في التجدد الموسيقي بصوره التي رسمها بقلب طفل وطموح شاب وعقلية رجل حكيم.تميز موسيقار الأجيال بألحانه الفريدة في جميع أشكال الأغنية العاطفية والوطنية والقصيدة المغناة، التي تعد من أصعب الألحان، ولعل هذا ما لفت إليه أنظار أمير الشعراء أحمد شوقي وكتب له قصائد عديدة منها (كليو باترا) و(مضناك جفاه مرقده)، ووضع عبد الوهاب موسيقى القصيدة العاطفية الخالدة (لا تكذبي) التي نزفها كامل الشناوي على صخرة الخيانة، وموسيقى قصائد (أغار من قلبى) و(الجندول) و(النهر الخالد)، بجانب الأغنيات العاطفية التي كتبت المجد لمطربيها، ولا ينسى له الجمهور لحن (فاتت جنبنا) غناء عبد الحليم حافظ وكلمات حسين السيد التي أدخل فيها موسيقار الأجيال ألآن موسيقية جديدة أضافت للموسيقى الشرقية.وطوال رحلته الفنية اكتشف الكثير من المواهب في مجال الطرب والغناء والكلمة أبرزهم الشاعر الغنائي حسين السيد الذي كتب له مجمل أغنياته، والعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ والمطربة نجاة الصغيرة والموسيقار محمد سلطان وغيرهم.ولم يبك موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب على وفاة أحد من أصدقائه سوى العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ وعلق قائلاً: (فقدنا فنانا وإنسانا)، وأيضا عند وفاة الشاعر حسين السيد.عاش محمد عبد الوهاب طوال حياته فنا وموسيقى وعطاء، بصورة اختلط فيها الذكاء بالجمال والروعة بالصدق، ورغم أنه كان يخشى الحسد إلا أنه قدم ما بوسعه في كافة المجالات الفنية.