أفـــكـــــار
مما لا شك فيه أن هناك من لا يريد لليمن أرضاً وإنساناً أن يخرج من أزمته بأقل الخسائر ومحفوظ الكرامة وسلامة الوطن وأمن المواطنين والحفاظ على المنجزات الحقيقية الكبيرة والعظيمة المتمثلة بإعادة تحقيق الوحدة اليمنية الوطنية بين أبناء الوطن اليمني الواحد وقيام الجمهورية اليمنية والدفاع عن الوحدة وإطلاق الحريات وممارسة الديمقراطية قولاً وعملاً ومحاولات تعزيز الأمن والاستقرار وإدارة عجلة التنمية بالرغم من كل الصعوبات والتحديات والتهديدات التي تظهر على السطح بين حين وآخر.وفي الوقت ذاته يوجد (أيضاً) الكثير من الخيرين من أبناء يمن الثورة والوحدة والديمقراطية والتنمية والعدالة الشاملة ممن يناضلون بمختلف الوسائل المشروعة الواعية والهادفة وإعادة الوطن اليمني الديمقراطي الموحد إلى جادة الصواب لمعالجة أزمته الناجمة عن فقدان الثقة بين الراعي والرعية، وعن غض الطرف عن المتجاوزين للدستور والقوانين النافذة وعن انتشار الرشوة وتفشي الفساد وتراجع خدمات الدولة لمواطنيها وتوريث الوظيفة العامة وممارسة الضغوط على الدولة لتحقيق مصالح ذاتية وآنية دون مراعاة لمصالح الوطن والمواطنين كافة حاضراً ومستقبلاً واستغلال النفوذ وافتعال بعض الاختلالات الأمنية والاختناقات الاقتصادية والمشكلات السياسية إلى غير ذلك مما افقد الدولة نسبة من هيبتها!!ولهذا فالواقع اليوم وبعد خروج شباب اليمن الثائر بصدورهم العارية سلمياً يجوبون الشوارع في تظاهرات اعلنوا فيها جملة من المطالب المشروعة والعادلة، ويمكثون في بعض الساحات اعتصاماً ليفجروا طاقاتهم تعبيراً عن حقهم في إحداث ثورة تغيير حقيقي من مختلف معاناتهم المعيشية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية و .. الخ، وكذا بناء الدولة المدنية الحديثة والمتطورة، وإدارة عجلة التنمية اليمنية العادلة والشاملة على أساس أن الإنسان اليمني وسيلتها وغايتها.ولضمان نجاح عملية البناء الصحيح للوطن والمواطن ودولتهما نعتقد انه من الضروري الفصل بين السلطات الشرعية الدستورية وتفعيل القوانين النافذة والعمل على تطويرها لما من شأنه القضاء على الخارجين عن الدستور والقوانين النافذة وتطبيق العدالة الاجتماعية والمساواة وايجاد القدوة الحسنة والتجسيد الواعي لمبادئ وقيم الثورة والوحدة والديمقراطية والنظام والقانون تجسيداً واعياً فكراً وسلوكاً.فما حدث ويحدث في بلادنا حتى اليوم بفضل الاتفاقية الخليجية وآليتها التنفيذية وقرار مجلس الأمن الدولي يؤدي إلى اخراج وطننا اليمني من أزمته الخانقة، وهذا ما يدعونا إلى مخاطبة كافة أطراف العملية السياسية الوطنية الموقعة على المبادرة الخليجية بضرورة ضبط النفس وتفهم الواقع اليوم والاعتراف بالأخطاء والانحرافات والسلبيات وغيرها التي كانت تمارس بوعي أو بدون وعي حتى كادت تعطل لغة الحوار وتهدد أمن ووحدة الوطن والمواطن معاً، والتعاون والتنسيق والتضحية وتضافر الجهود والاخلاص الواعي والصادق لتنفيذ المبادرة الخليجية المزمنة والمدعومة دولياً وصولاً إلى تلبية المطالب الحقة والمشروعة لشباب ثورة التغيير الإنسانية الوطنية العادلة.ومن الله نسأل التوفيق