انتشرت مؤخرا ظاهرة الأقراص المخدرة (حبوب الكرع)، في المجتمع المحلي وخصوصاً في أوساط الشباب بشكل مرعب بمن فيهم صغار السن. وما دفعني إلى كتابة هذا الموضوع هو تأثري بما شاهدته على الواقع وأنا أرى سقوط براءة الأطفال (من سن خمسه عشرة سنة) وما فوق وهم قادة الغد، في براثن هذه الآفة الخطيرة المهيمنة على حاضر ومستقبل أجيالنا. وكأن هناك مؤامرة لاغتيال جماعي للجيل الحالي حتى وجدنا أنفسنا لسنا أمام جهاد من أجل توفير الأمن وحسب وإنما أصبحنا اليوم على عتبة جهاد جديد لحماية العقل وليس النفس فقط.وإننا هنا نتساءل من يحمي هؤلاء الضحايا؟ ومن المسئول عنهم؟ لقد تحول بعضهم دون أن يدري وبفعل هذه الأقراص الخبيثة المستوردة إلى وحوش يمكن أن يفعلوا أي شيء أو يقوموا بأية مهمة دون مبالاة أو شعور أو إحساس أو وعي أو إدراك. إننا نعيش في أيامنا هذه حالة قلق عظيم لما يحدث لهؤلاء الشباب ولما يحدث منهم أيضا، إنهم ثروتنا ولكنها حفا مأساة، ولا نرى ذلك سوى اختراقا للثورة ومضاعفة للأزمة، وكأن إنزال هذه الأقراص بتوقيتها هجوما مضادا على الثورة وعلى الجيل وردة فعل دنيئة لتحطيم العقل والشباب، إنه بمثابة انتقام من الشعب ربما كان تحت الشعار اليائس الذي يقول (علي وعلى أعدائي) أو (أنا أو الطوفان). وإلا فلمصلحة من يحدث ذلك ومن هو المستفيد؟ ونتساءل هنا ما هي الآليات والخطوات المأمولة وما هي الإجراءات الأمنية والاجتماعية المتوقعة التي لابد وأن تتخذ لتكون كفيلة بحل أزمة الشباب التي أصبحت شبه مستعصية. ونرى أنه قد طال الصبر والانتظار لعمل شيء ما لوضع حد لما يحدث لشبابنا وما يحدث منهم. وهل ستحظى هذه الأزمة بنصيب في الحوار الوطني المنتظر؟ وهل في الدستور المنتظر وأي قانون يترتب عليه سيتم النظر إلى هذا الجانب ؟ ومن ثم معالجة الحالة بمواد معينة ومحددة تنص على التجريم والعقوبة؟ ختاما أملنا كبير وما زلنا نتفاءل في أن هناك خيرين في الدولة والحكومة والمجتمع والجهات الأمنية ومنظمات المجتمع المدني وبعض الوجاهات في أن يقوم كل منهم بدوره وبما استطاع في سبيل إنهاء هذه الكارثة والمأساة. فهؤلاء الشباب هم أبناؤنا وإخواننا وغدا سيقودون البلد أما إذا تركناهم فلن يكون هناك بلد.
|
آراء
أولادنـــا فـــي أحضان الحبوب..!
أخبار متعلقة