سطور
أحمد المهديالباكثير.. يعيد اكتشاف (نبيل علي عمر) أعرف الفنان الشاب/ نبيل علي عمر معرفة حميمية.. وأعرف أنه عندما يكون مرهقاً جسدياً وذهنياً فإن لذلك - ولا شك - سبباً وجيهاً.. فسألته ونحن نتعاطى القات في آخر لقاءاتي به: ما سبب كل هذا الإرهاق الذي يبدو عليك؟ قال وهو يتنهد: جلسات عمل وتسجيل مكثفة..! سألته وقد توقعت مفاجأة فنية: أعمال تخصك أم أعمال مشتركة؟ قال: مسرحية للكاتب الكبير علي أحمد باكثير.. أدركت أن حدسي لم يخني فسألته: تحولت من الموسيقى إلى التمثيل أم ماذا؟ قال مبتسماً بإرهاق: دعك من “اللكاعة”.. نحن نقوم بتنفيذ الأغنيات التي تتخلل أحداث المسرحية وتصور بعض الأحداث غنائياً.. وهي من الأشعار التي وردت في المسرحية بقلم باكثير.. وقام بتلحينها الفنان المايسترو/ أنور مصلح.. والمسرحية تنفذها فرقة في صنعاء ومن إخراج الفنانة المخرجة نرجس عباد!.سألته: تؤدي الأغاني كلها وحدك؟قال: لي ثلاث وصلات غنائية فردية هي: “يا بشرى” و “أيد الرحمن” و “وا كبدي” وهناك أغنيات تؤديها موهبة فنية صاعدة هي الفنانة “سالي”.. إضافة إلى وصلات جماعية يشترك بها معي بعض الشباب، طلبت منه إسماعي شيئاً منها بصوته لكنه فاجأني بأن ما تم تسجيله موجود في ذاكرة هاتفه الجوال.. واسمعني فذهلت.. كان نبيل في هذه الوصلات مطرباً آخر غير الذي أعرفه.. يتزاوج صوته عبر مكساج “التراك” في قرار وجواب بإبداع لا تملك إلا أن تصفق إعجاباً به.. شعرت أن با كثير قد أعاد اكتشاف “نبيل علي عمر” وبصورة سافرة.. سألته وقد تملكتني بعض السذاجة: هذا صوتك؟ نظر إلي نظرة معاتبة وقال: رجعت “تتلاكع”؟ قلت بصدق: والله العظيم ليست “لكاعة” لكني هنا كأني أسمعك للمرة الأولى.. صوتك هنا وأداؤك في قمة النضوج.. قال بهدوء: هذا توفيق من الله.. ونتيجة حتمية “للجعث” الذي استمر أكثر من أسبوعين.. لم أقل شيئاً بعد هذا.. إنما كانت لي بعض الملاحظات على أداء الموهبة الصاعدة سالي قد أوردها في تناولة قادمة.