سطور
يمكن الذهاب إلى وجود منحيين رئيسين في أعمال الفنانة التشكيلية الهام العرشي يشكلان علاقة بارزة على طريق تطور الفن التشكيلي اليمني يتجلى الأول في طريقة تعامله مع الضوء والظل اللذين جعلهما اساساً في رؤيتها التشكيلية فهي تبسط الظل على مساحة كبيرة من الفراغ في اللوحة تبدأ به من أطرافها وتجعلها تهاجم بؤرتها المنظورة ثم تأخذ بالتلاشي التدريجي البطيء إلى أن تبلغ قلب المنطقة التي تستقطب مسقط الضوء من غير أن ينسحب الظل منها انسحاباً كاملاً. ومن غير أن تغطي التفاصيل المظللة بالألوان تغطية كاملة بل تمنحها الواناً متميزة تدل على التاريخ والطبيعة والجغرافيا للمنطقة وتتضمن ذلك لوحة “ نوارس شواطئ عدن “. وهذا الأساس من أسس الإنتاج في المرحلة الجديدة للفنانة التشكيلية الهام العرشي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالأساس الثاني وهو مبدأ الصدق والصدق هنا ليس الصدق العقلاني المتفق عليه .. لكنه نوع من الصدق الوجداني الذي يساعد على الوصول إلى لحظة الكشف القريبة والصادقة “ صدق يسعى به إلى استجلاء مكونات وعاء اللاشعور الجامعي وافتتاح مكوناتها لطرحها على صفحة اللوحة وكلما توصلت الفنانة الهام العرشي عن طريق التأمل الصادق إلى درجة أكمل انعكس هذا على لوحتها ليترجم وعيها الجديد على شكل إضافات إلى العمل القديم . كان من نتيجة التزامها بهذه الأسس أن اقبل الجمهور على أعمالها بحماس وسعت إلى اقتنائها معتزة بحوزتها فتضاعفت سعادتها بذلك .. وتحققت رؤيتها القديمة التي تدركها منذ بدايتها في عملها الإبداعي في مجال الفن التشكيلي. وهكذا نجحت الفنانة التشكيلية الهام العرشي في تقديم فن يمني أصيل .