شريحة الشباب هي من أهم شرائح المجتمع باعتبارهم أمل الحاضر ورجال المستقبل ولأنهم صناع الحياة والتنمية وتطور المجتمعات، بل هم أيضاً القادة وحراس الأوطان وحماتها الأشاوس وعليهم كل الآمال وطموحات الشعوب والأمم وعندما تصاب هذه الشريحة بالعطب أو الضعف أو الوهن فإن جسد المجتمع ينهار ويصيبه الخور والعجز وتتفكك روابطه وأرحامه الأسرية فترى شريحة الآباء يخزنون ويتعاطون القات وكلاً مشغول بنفسه وبكيفه وترى الأمهات ملهيات بالشؤون المنزلية أو متابعة أخبار الموضة أو التسوق أو الانهماك بتكنولوجيا ثورة المعلومات والانترنت. أما الأطفال فتراهم في الشوارع والأزقة والحارات ولا يجدون من يهتم أو يعتني بهم أو يراقبهم ويرعاهم وكأنهم مشردون أو أبناء سبيل وتصرفاتهم تصرفات أطفال أشقياء تعساء مع أن الإسلام يقول لنا كل راع مسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها مسؤولة عن رعيتها وسيسألون جميعاً عن الأمانة التي حملوها وعن مراقبتهم وتربيتهم لأبنائهم وعن ضياعهم ومتابعة شئونهم وعن تحركاتهم وسلوكهم ومن يصادقون ويزاملون وماذا يأكلون أو يتعاطون وماذا عن عاداتهم السيئة وسلوكياتهم المنحرفة خصوصاً في هذه الأيام التي نرى فيها شباباً وفتياناً بعمر الزهور يتعاطون الحبوب المخدرة التي تجعل منهم كائناً مسخاً لا أمل فيه ولا جدوى من وجوده في الحياة كأنه جسد ميت لكنه يمشي على وجه البسيطة، يضر أكثر مما ينفع ويتحرك (كالروبوت) أو الإنسان الآلي فيقتل أو يسرق أو يعتدي على الآمنين. ويصبح الشباب مدمناً على المخدرات وعلاجه سيقوده إلى مصحة نفسية أو مستشفى الأمراض المستعصية وإذا منع عن هذه الحبوب فإنه سينعكس على حالته النفسية والعضوية وقد يصبح شخصاً منحرفاً يوثر على الناس والمجتمع نتيجة إهماله وتركه يتعاطى هذه الحبوب المدمرة لحياته.كلامنا هنا عن الحبوب المخدرة كمثال فقط لبقية المخدرات الأخرى الأشد والأقوى التي تدخل في باب المحرمات التي حرمها الإسلام والدين الحنيف حفاظاً على الدين والعقل والنفس والمال والعرض وحرم كل خبيث يضر بالإنسان المسلم، ونحن شعب مسلم وبلد الإيمان والحكمة وديننا هو دين الإسلام وشريعتنا هي شريعة الإسلام في دستور البلاد وقانونها وعرفها منذ أن دخل اليمانيون في دين الله أفواجاً وإذا أصيب المجتمع في أهم شرائحه وهم الشباب فعلى الدنيا السلام لأن البلاد سيكثر فيها العاطلون عن العمل والمنحرفون والمحبطون واليائسون من الحياة والإرهابيون الذين يفجرون أنفسهم بين الناس ويزهقون الكثير من أنفس و أرواح الأبرياء الآمنين ويزيدون من أعباء من لديه برامج طموحة لتنمية البلاد وتطورها والتخفيف من معاناتها وتخلفها عن ركب الحضارة بين الشعوب المتطورة والمتقدمة.وهنا تأتي أهمية دور وسائل الإعلام المختلفة المرئية والمسموعة والمقروءة ودور التربية والتعليم والثقافة والفنون ودور العلماء ووعاظ المساجد وأئمتها وفي المقدمة دور الحكومة والسلطة الواجب عليهم حماية المجتمع من الانحراف خاصة شريحة الشباب، على الدولة أن تقوم بوضع برامج قصيرة الأمد وطويلة المدى للحد من ضياع الشباب والفتيان في تعاطي مثل هذه الحبوب والمخدرات والمكيفات الضارة واستثمار طاقاتهم المهدورة فيما ينفع الأرض والوطن والإنسان وأشغالهم في برامج نافعة وفي الأندية الرياضية وإيجاد فرص عمل منتجة تعود بالنفع عليهم وعلى اليمن وعلى أهلهم وكل ما يحدث لأولئك الفتيان أو الشباب سببه ضعف الوازع الديني وضعف القيم في نفوسهم وابتعادهم عن الله.
|
آراء
الشباب... والحبوب..!!
أخبار متعلقة