يحلو للأستاذ الكبير نجيب اليابلي أن يطلق مصطلح (السلطة الرخوة) على سلطة الفترة التي أعقبت 7/7/ 1994م، فهي فترة انتعشت فيها كل مساوئ الدنيا من اللصوصية إلى النهب ومن ضعف القانون إلى هشاشة التعليم ومن فقدان الأمن إلى مظاهر البلطجة لدرجة أن لا توجد ايجابية واحدة يمكن الإشارة لها، وحتى عندما يقول البعض إن هناك قدراً من الحرية في التعبير فأن هذه (فرية) فالاعتداء البلطجي الرسمي على الأيام وال باشراحيل وصمة عار في جبين السلطة والديمقراطية وحرية التعبير تكبر كل يوم لتؤكد لنا أن لا شئ تغير.في ظل هذا الواقع الرخو برز في الجنوب نقيضين، شباب في الحراك الجنوبي يقدمون أرواحهم رخيصة على مذبح الحرية ترتفع هاماتنا فخرا ببطولاتهم لتصل عنان السماء، وشباب على النقيض تماما يزيدون الخراب خرابا، يقطعون الطرقات ويخربون الممتلكات العامة ويخدشون الذوق العام بصورة تجعل احدنا يحني رأسه خجلا من هذه الأفعال التي تدمر الصورة الحضارية للجنوب، وعدن على وجه الخصوص، ونسأل، هل هؤلاء الذين يشوشون على بطولات شباب الحراك الجنوبي يتحركون بمفردهم أم بتوجيه ما؟.وفي ظل هذا الواقع المحبط ظهر ما يفترض أنهم أخوة لنا في الدين والوطن يرون الحل في الدولة الإسلامية على طريقتهم، كرأي يجب علينا أن نحترمه لكننا لا يمكن أن نحترم شعار القتل واستيراد أدعياء الجهاد من أصقاع الأرض لقتل أهلهم، فالزمن زمن التيارات الدينية وبإمكانهم أن يدخلوا معركة السياسة برؤيتهم وإذا قدموا البديل الأفضل ما المانع أن نبارك لهم؟.بجملة أخرى، أصبح الوطن يعيش واقعا مأساويا بكل معنى الكلمة، فهناك من يخرب ويدمر وهناك من يعيق المستقبل أن يأتي متشبثا بالماضي البائس، وهناك من يسقط الموت على رؤوس الأبرياء وهناك من يفخخ الآليات لتنفجر كيفما اتفق، وهناك غياب للدولة بمعناها الوطني الشامل، وهناك من يريد أن يحول الجنوب إلى خراب يقتل أبناءه بعضهم بعضا، وفي الشمال وقفت الثورة عند الصراع على الاستئثار بالمدافع والدبابات.وسط هذا الركام من آلام ومواجع الجنوب جاءت لودر، وتلتها مودية ثم مكيراس، جاءت لودر كطائر الفينيق الذي يبعث من بين الحرائق ليعلن أن الوطن لكل أبنائه مهما كانت قناعاتهم ورؤاهم وأننا شركاء في النار والماء والكلأ ولا يمكن لأحدنا أن يلغي الآخر، أصبحت لودر جذوة الجنوب التي أعادت التوازن النفسي للوطن، ولا ندري هل سنرتفع إلى مستوى لودر؟.تحية إجلال وإكبار لشهداء لودر ومودية وغيرها من مناطق الجنوب وتحية للجفري محمد عيدروس ومن خلاله لكل شباب اللجان الشعبية وجموع المواطنين ومسك ختام التحيات لابن الجنوب الكبير محمد علي احمد.[c1]هامش:[/c]الفينيق:طائر يبعث من رماد الحرائق ليعلن عودة الحياة من جديد كما تقول بعض ثقافات الأمم.
|
آراء
لودر فينيق الجنوب
أخبار متعلقة