ما أن أسافر خارج حدود مملكتنا الحبيبة حتى لو كان سفري للسياحة، إلا أنني و بعد مضي بضعة أيام أبدأ بالحنين لتراب هذا الوطن.و أنا أعلم أنني لست الوحيد، بل كل مواطن غيور محب لبلده. و لذلك أنا لا أستوعب قيام شاب في مقتبل العمر و أمامه الكثير ليحققه.و مع ذلك يقوم برفع السلاح على بلده و على بني جلدته و يهرب إلى بلد غير مستقر مثل اليمن و لقمة العيش صعبة حتى على مواطني البلد الذي هرب إليه. و كيف يقبل أيّ شاب أن يضع عائلته في موقف محرج مع الدولة و المجتمع.شاهدت كما شاهد غيري و سمعت و سمع غيري تفاصيل المحادثة بين أحد المطلوبين الهاربين (مشعل الشدوخي) مع سفير خادم الحرمين الشريفين الأستاذ (علي الحمدان) حول تبنيهم عملية اختطاف مواطن سعودي تغرّب عن أهله ليعمل في السلك الدبلوماسي لخدمة بلده، ألا وهو المواطن (عبد الله الخالدي). و الذي ندعو له ليل نهار أن يفك أسره و يعود لبلده سالما.الغريب في الأمر أن هؤلاء الهاربين من وجه العدالة يتحدثون بأسم الدين. و لكن لا يمانعون في استخدام العنف ضد مواطن سعودي مسلم ومن بلد منبع الإسلام. و من ثم، أليس لهذا المواطن عائلة يعيلها أو أب أو أم يرعاهم. فهل نحن قدمنا للإسلام شيئا بهذا العمل؟.و لكن المصيبة الفعلية هي أن الرجل الذي تم اختطافه هو نائب قنصل سعودي و مهمته متابعة أوضاع المواطنين في الخارج والإطمئنان على سلامتهم. أي أن اختطافه من طرف بني جلدته جريمة بكل المعايير. بل أنها لم يسبق أن حدثت لأي دولة أخرى. أي أن يتم إختطاف مسؤول خارج بلده بواسطة مواطني بلده.ثم أستغرب مطالبهم بتسليم نسائهم الآن في المملكة حتى لو كنّ في السجن. لأن السؤال هو كيف، تذهب إمرأة مسلمة إلى مكان مجهول في بلد مثل اليمن و من سيقوم بحمايتها و الحديث معها و قضاء حاجاتها، و هل لهن محارم هناك؟ و هل كل من في السجون من نساء أو رجال أرادوا مقايضتهم و إطلاق سراحهم يريدون أن ينتهي بهم المطاف في اليمن؟يا شبابنا الهارب إلى اليمن وغيرها. إتقوا الله سبحانه و تعالى في أنفسكم. و أرحموا رجال ونساء عوائلكم. فكل مرة يسمعون صوتكم أو يرون صوركم، تتقطع قلوبهم و تتجمد الدموع في عيونهم. و أعلموا أن الله سبحانه وتعالى رؤوف رحيم و لكنه شديد العقاب.[c1]* كاتب سعودي [/c]
|
آراء
شبابنا والإرهاب في اليمن
أخبار متعلقة