غضون
- قرأت خبراً في هذه الصحيفة قبل أيام يفيد أن المجلس المحلي في إحدى مديريات عدن اتخذ قراراً باستعادة اسم مدرسة بعد أن غير اسمها إلى مدرسة 7 يوليو” عقب حرب 1994م .. وسررت بالخبر.. ونرجو أن الا يقتصر الأمر على هذا القرار اليتيم،وأن تتوافر الشجاعة لمجلس المحافظة ومجالس مديرياتها لتصحيح الأخطاء التي ما كان لها مبرر.. هل كان هناك مبرر لشطب” الصداقة” من مستشفى في الشيخ عثمان ووضع محلها “ 22 مايو”؟ فما المانع أن يبقى اسم المستشفى مرتبطاً بالصداقة العريقة مع الشعب الروسي، وأن يطلق اسم “22 مايو” أو “الوحدة “على معلم جديد أو مشروع جديد؟لقد حدث تغيير شبه كلي للأسماء الأصلية للمدارس والمشافي والحدائق والمعالم الأخرى.. ولم يبقوا إلا على العدد القليل مثل مدرسة لطفي وشارع حاتم بينما معظم المعالم مسحت مسمياتها وصار لدينا مدرسة 7 يوليو وحديقة النصر ومدرسة الدرداء وأم أيمن وذي النورين وقتادة ومعاوية وعلي .- وما كان ناقصاً إلا أن يغيروا اسم صهاريج عدن إلى صهاريج ابن تيمية ويطلقوا على منارة عدن اسم قبة يثرب ويسموا صيرة “ قلعة عميرة” وباب عدن “باب عائشة” وشارع مدرم بشارع أبو سفيان “! قلت إن قرار المجلس المحلي بتلك المديرية باستعادة الاسم الأصلي لتلك المدرسة نرجو إلا يبقى قراراً يتيماً وأن تتوافر الشجاعة لكل المجالس المحلية بمحافظة عدن أن يصححوا الأخطاء ويعيدوا الاعتبار للتاريخ اليمني وأصحابه .. أن يعيدوا إلى المدارس والمشافي والحدائق والمعالم الأخرى أسماءها ،وأن يعطوا أولوية لليمنيين عند تسمية المعالم الجديدة.طلبت قبل أشهر من صاحب “استيريو” أن ينقل إلى ذاكرة هاتفي المحمول أغاني الفنان أحمد عبيد قعطبي قال: من هذا .. أنا لم أسمع به إلا منك.. قلت أبحث عنه في شبكة الانترنت ، فهناك مواقع فيها بعض أغنياته.. وبعد يوم عدت إليه وأخذت منه “ الذاكرة” وفيها بعض الأغاني .. وكلما شاركني أحد في الاستماع لأغاني أحمد عبيد قعطبي ، علق - قالت زوجتي :هذه أغنية أبوبكر بلفقيه ، وأقول لها ، هذه للقعطبي لحنها وغناها قبل أن يقلده أبوبكر بأربعين سنة .. ويقول: آخر هذه أغنية الحارثي .. قلت بل للقعطبي غناها قبل أن يأخذها منه الحارثي بثلاثين سنة .. وأخر يقول هذه لأيوب طارش . وهكذا فنان نحيل وعظيم مثل القعطبي لم يسمع به كثيرون .. وهذا هو شأنه.. أفلا يستحق تخليده بإطلاق اسمه على معلم .. وهذا على سبيل المثال.- وأنا هنا عندما أحرض على تصحيح الأخطاء في هذا الجانب وأحث على إعطاء أولوية لعظمائنا عند تسمية الشوارع والحدائق والمؤسسات الأخرى ، لا أتفق مع الذين يزعمون إن للجنوب هوية وطنية وثقافية منفصلة عن عموم الوطن اليمني ،ولا أتفق مع قول القائلين إن المعالم التاريخية دمرت أو طمست عمداً. ولكني أتحدث عن “ هبالات” ما كان لها مبرر .. وعن مسعى الأصوليين لطمس ليس ما هو جنوبي بل لكل ما هو يمني لمصلحة “ الإسلامي” وقد حان الوقت لتصحيح الأخطاء وإعادة الاعتبار للرموز لتي محيت وكتبت مكانها أسماء لا شأن لها بتاريخ اليمنيين ولا بمفاخرهم .. وعندي أن أي لوحة تعلو معلماً مكتوب عليها “7 يوليو” يجب طمسها سواء بسواء مع أسماء مثل قتادة وعتادة وعائشة وهلم جراً.