الافتتاحية
لو نظر أحدنا بمنظار التاريخ، وأخذ يجول بنظره مستطلعاً تحركات وسكنات المرأة عبر العصور والأزمنة لامتلأ قلبه حزنا وأسى على هذه المرأة التي لم يقر لها قرار، ولم يهدأ لها بال، مسلوبة الإرادة محطمة النفس، مغلوبة على أمرها، متدنية في مكانتها متصرف بشؤونها، يحكم عليها الزوج الروماني بالإعدام إذا شاء ، ويعتبرها اليوناني من سقط المتاع، ويحقرها اليهودي ويعدها من النجاسة، والأدهى والأمر يحار النصراني في أمرها أهي إنسان له روح أم بلا روح، ثم ينتهي به الأمر إلى التشاؤم منها ويقوم بوأدها كما كان حال العرب في الجاهلية.وبعد هذه الويلات، وتلك الحسرات التي تجرعتها المرأة عبر العصور والأزمنة يأتي الإسلام بأنصافه وبجمال العدل والمساواة فينتزعها من الحضيض ليرتفع بها إلى القمة معززة مكرمة، يحذر الرجل من الإساءة إليها، ويبشر بالإحسان إليها، ويستوصي بها خيراً، ويطالب بإكرامها، وصيانتها ورفع شأنها، وتهيئة كافة السبل لراحتها وسلامتها وأمنها.بل ومن أكبر الشرف لها قام الإسلام بتسمية بعض السور القرآنية باسمها فهذه سورة النساء وتلك سورة مريم، بل يجد كل قاري في القرآن أفضل النماذج المذكورة لمواقف النساء، وتبيان الحقوق الذي نصه الإسلام لها .فالمرأة لها الشرف في بيت أسرتها، ولها الشرف في بيت زوجها، ولها الشرف مع أبنائها، وإن كان الرجل يعد منتصف المجتمع فالمرأة تعد النصف الأخر، فهي البنت والأخت والأم والعمة والخالة.ولهذا أوصى رسول الله أصحابه بالنساء فقال:” يأيها الناس إن لنسائكم عليكم حقاً..فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهن خيراً “. وقال صلى الله عليه وسلم:” خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي”. ولكن هناك من أعداء هذه الأمة يريدون بامرأة اليوم وخاصة المرأة العربية وأبنتها خبث وسوء، وما نراه اليوم من غزو لبيوت المسلمين من تلك الأفلام الغربية والمسلسلات التركية وما يروج فيها من مناظر هابطة تسيئ بحق المرأة وعفتها وكرامتها كإنسانة فالمرأة المسلمة والعربية عموما يريده الغرب أن تصبح سلعة رخيصة ، ونحن لابد أن نحافظ على مكانة المرأة العربية التي صانتها القوانين وعدالة السماء عبر العصور حتى هذه اللحظة .