أفكار
قيل في الأمثال الصحيحة (مخرب غلب ألف عمار) وبلادنا والحمد الله بلد الحكمة اليمانية، وغالبية أبنائها يتحلون بالحكمة، وقادرون على تجاوز كثير من العراقيل ومواجهة العديد من التحديات ومختلف أوجه الاختلالات والانحرافات التي يعاني منها وطننا ومواطنونا في عموم محافظات جمهوريتنا. ولكن ما يؤسف له أنه يوجد بيننا من أبناء وطننا اليمني الموحد من إظهار سلوكياتهم المدانة أخلاقياً وقانونياً ووطنياً وحقيقتهم كمخربين، وهم في حقيقة الأمر قله وينطبق عليهم المثل المشار إليه بعاليه.فالمخرب (بوعي أو بدونه) هو عدو نفسيه وأسرته وأهله وقريته بالدرجة الأساس، وقد يكون مريضاً أو أجيراً صغيراً عند من يصرف عليه ويوجهه من داخل أو خارج اليمن أو جاهل ضعيف إيمان بالله والوطن والشعب وبكل ما هو صحيح وسليم وجميل وحق وصادق، ولهذا فهو يمارس التخريب ظلماً وعدواناً قهراً واستفزازا وحقداً وغباء وتعصبياً وعنفاً وإرهاباً وفساداً ..الخ.فمنهم من يكذب ويقلب الحقائق ويزور ويرفع السلاح بوجه العزل ويقطع الطريق وينهب عابر السبيل ويهرب ويتهرب من الضرائب ويقوم بالغش التجاري ويستغل النفوذ ويعتدي على الكهرباء ويبتز الدولة والمجتمع ويفعل المشكلات ويتجاوز الدستور والقوانين النافذة ويخطف ويعتقل ويشرد ويقتل ويجرح ويعذب ويقتحم ويهين ويهرب المال العام ويثري ثراء غير مشروع وإلى غير ذلك- والعياذ بالله.فكل من مارس أو مازال يمارس مثل هذه الأعمال المجرمة في ديننا الإسلامي الحنيف وفي دستورنا والقوانين النافذة وفي أعرافنا وقيمنا الاجتماعية والوطنية يعد مخرباً خطيراً لا يجيد إلا الهدم لأنه سهل!! اما المشاركة الفاعلة الواعية والصادقة في عملية البناء الصحيح للمواطن والوطن والدولة المدنية الحديثة والعادلة، فيبدو أنه أمر صعب عليه لا يفهمه أو لا يحبذه!! ذلك لأن عملية البناء تتطلب طول بال وتضافر جهود كل أبناء اليمن الواحد (أرضاً وإنساناً) المخلصين الأوفياء الشرفاء الذين يفخرون بيمنيتهم وبوحدة وطنهم وبعدالة قضاياهم الإنسانية اليمنية العربية والدولية وبأحقيتهم في بناء دولة المؤسسات الدولة اليمنية المدنية والنهوض العادل والشامل بالمجتمع اليمني الواحد الخالي من الفساد والعنف والإرهاب..