من الملاحظ زيادة العمليات الانتحارية لتنظيم القاعدة خلال الفترة القصيرة الماضية والمتابع للأخبار يقرأ أن هناك انتحارياً أوأكثر لقي مصرعه في كل حادث أو محاولة استهداف منشأة أمنية أو نقطة عسكرية قبل الوصول إلى الهدف ولم نسأل أنفسنا هل هؤلاء الأشخاص انتحاريون فعلاً قرروا الموت في قتل جندي يؤدي واجبه في بوابة معسكر أو نقطة عسكرية؟.دعونا نستعرض العمليات الانتحارية التي روج لها إعلام تنظيم القاعدة وأجهزة الإعلام الرسمية والحزبية والمستقلة.في 10 من شهر مارس الماضي أدى انفجار دراجة بالقرب من نقطة تابعة للجان الشعبية في لودر إلى مصرع شخصين من أسرة واحدة كانا يستقلان الدراجة (هادي الحاوي وياسر الحاوي).وفي صباح يوم الجمعة 6 ابريل انفجرت دراجة نارية بالقرب من بوابة الأمن السياسي بالعاصمة عدن نتج عن هذا الانفجار مقتل شخصين كانا على متن الدراجة (كمال محمد فارع وفواز الصبيحي) الأخير يملك محل صيانة جوالات في المنصورة.وفي نفس اليوم تنفجر دراجة نارية أخرى أمام مقر الأمن السياسي في محافظة البيضاء شمالاً أدى هذا الانفجار إلى مقتل سائق الدراجة الذي لم تتمكن الأجهزة الأمنية التعرف على هويته لكون جسمه تحول إلى أشلاء وفي محاولة أخرى يوم 18 ابريل الحالي أدى انفجار دراجة نارية على مقربة من نقطة عسكرية تابعة للواء 31 مدرع في البريقة إلى مقتل (محمد عبدالحكيم).كل هذه العمليات أدت إلى مصرع منفذيها قبل الوصول إلى أهدافها لنصل إلى استنتاج بديهي أن المتفجرات التي يحملونها تنفجر بوقت قبل الوصول إلى الهدف هذا يعني أن الشخص الحامل لهذه المتفجرات لا يستطيع التحكم بموعد انفجارها حيث قد تم تحديد موعد انفجارها بوقت مسبق من قبل الجهة التي سلمتها لهم.عملية استهداف النقطة الأمنية التابعة للجان الشعبية في لودر أدت إلى مصرع شخصين من عائلة واحدة.عملية استهداف مبنى الأمن السياسي في عدن أدت إلى مصرع شخصين.هذا يؤكد أن هؤلاء الانتحاريين (كما سماهم الإعلام التابع لتنظيم القاعدة وإعلام السلطة والمعارضة) ضحايا الإرهاب مثلهم كمثل غيرهم.أن عملية استهداف اللجان الشعبية والتي أدت إلى مصرع شخصين من أسرة واحدة تؤكد أن هذين الشخصين تم تكليفهما لحمل حقيبة لا يعلمان ما بداخلها إلى مكان محدد في لودر مقابل مبلغ محدد ولم يكونا على علم ودراية أن هذه المتفجرات ستنفجر بهما وإلا لقام بهذه العملية شخص واحد ويبقى الآخر لعملية انتحارية أخرى ليزداد لهم الأجر والثواب وبنات الحور حسب الوعود ممن يعتبرون أنفسهم ممثلين لله في أرضه .في عملية استهداف مقر الأمن السياسي شخصان انتحاريان لقيا مصرعهما وكان بالإمكان أن يقوم بهذه المهمة شخص واحد فقط.أي منظمة دينية أو سياسية أو مسلحة لا يمكن لها أن تفرط بعناصرها بهذه الطريقة إذا كان هناك شخصان أو أكثر عندهم الاستعداد للموت فلا يمكن أن تضحي بهم منظمتهم في سبيل استهداف جنود عاديين في نقطة أو أمام بوابة معسكر وتضحي بشخصين مسترخصة الموت في عملية واحدة فكل الأهداف يمكن أن يقوم بها شخص واحد فقط.كلنا نعرف سياسة تنظيم القاعدة الإعلامية فهم يقومون بتسجيل فيديو لأي شخص قرر الموت قبل تنفيذ العملية ليعرضوه بعد العملية من اجل إرهاب الناس أن معهم جنوداً يحبون الموت أكثر من الحياة وهذا لم يحصل قط في أي عملية مما ذكرنا سابقا.إذا كان الأشخاص المنفذين للعمليات التي ذكرنا سابقاً فعلاً انتحاريين كما صورهم الإعلام لكان التحكم بوقت التفجير تحت تصرفهم والضغط على زر التفجير عند الوصول إلى الهدف.ومن هنا يتضح جلياً لنا أن كل من قتل في هذه العمليات ما هم إلا ضحايا عصابات الموت التي لا يهمها لا دين ولا دنيا سوى المتاجرة بأرواح الناس مقابل الكسب المادي استغلوا ظروف هؤلاء الشباب المادية وطلبوا منهم نقل صندوق أو شنطة إلى مكان معلوم بمقابل معلوم دون علم هؤلاء الشباب أنهم يحملون موتهم بأيديهم.وعليه أنبه هنا كل الشباب أن يكونوا على حذر أن يحملوا أي رسالة أو أي طرد لأي شخص لا يثقون به مهما كان العائد المادي هناك فالحياة أغلى انتبهوا ياشباب أن تحملوا موتكم بأيديكم وتموتون إرهابيين يلعنكم العالم مقابل حفنة من المال من عصابات استرخصت حياة الإنسان وتتاجر بحياته وتنفذ أجندة تريد لهذا البلد أن يعيش في دوامة عنف لا لها أول ولا آخر❊ رئيس المركز اليمني الأمريكي لمكافحة الإرهاب
|
آراء
إنهم ضحايا وليسوا انتحاريين
أخبار متعلقة