من المؤسف جداً أن نرى بأم أعيننا معهد جميل غانم للفنون الجميلة يتهاوى يوماً بعد يوم أمام مرأى ومسمع الجميع دون أن يحرك أحد منهم ساكناً!! .. هذا المعهد الصرح التعليمي والفني الشامخ الذي رفد الحركة الفنية بالكوادر المؤهلة علمياً في شتى مجالات الفنون (المسرح ـ الموسيقى ـ الفنون التشكيلية) .. والذي يعد منذ تأسيسه عام 1973م، على يد الموسيقار الراحل جميل غانم أول معهد للفنون الجميلة على مستوى الجزيرة والخليج.إنه اليوم يعيش واقعاً مأساوياً مؤسفاً للغاية بسبب ما آلت إليه أوضاعا الإدارية والمالية والتعليمية والفنية من ترد وانفلات في القيم والأخلاق المهنية، الأمر الذي نتج عنه مردودات وخيمة عكست نفسها سلباً على مسار الحركة الفنية في بلادنا.إن غياب المدير العام المحال للتقاعد وعدم اهتمامه بشؤون المعهد وقضايا العاملين وترك (الجمل بما حمل) لنائبه الذي استفرد بكافة القضايا المصيرية في المعهد دون الرجوع إلى مجلس المعهد والهيئة التعليمية، ونظراً لعدم خبرته الكافية في إدارة المعهد فقد عمت الفوضى الإدارية فيه من خلال تقاعس المدرسين والموظفين معاً وتسرب الطلاب وعزوفهم عن الدراسة دون حسيب أو رقيب!!؟ فهل يعقل ان عدد المدرسين اليوم أكثر من عدد الدارسين!؟ .وان المستوى التعليمي في غاية الركاكة لغياب عنصر التقييم العلمي والفني للمدرسين والدارسين ناهيك عن عدم توفر المناهج التخصصية والوسائل التعليمية من آلآلات موسيقية وألوان وفرشاة وخشبة مسرح تعليمي غير مجهزة بالمعدات الفنية اللازمة .. الخ!؟ أضف إلى ذلك عدم ترشيد المخصصات المالية شهرياً وتصريفها حسب ما يشتهي الوزان!انطلاقاً من هذا السياق، وأمام هذا الوضع المزري والمخيب للآمال فإننا نحمل كامل المسؤولية قيادة المعهد التي نعتبرها المسؤولة المباشرة عن تدهور هذه المؤسسة التعليمية الفنية الرائدة في بلادنا ونناشد الأخ وزير الثقافة الدكتور عبدالله عوبل، محافظ و-محافظة عدن المهندس وحيد علي رشيد بالتدخل الفوري والعاجل لتغيير الإدارة الحالية للمعهد ونقترح على قيادة وزارة الثقافة إعطاء توجيهاتها اللازمة لمكتبها في عدن بالجلوس والتشاور مع مجلس المعهد والمجلس الأكاديمي لاختيار قيادة جديدة مكونة من ثلاثة أساتذة أكاديميين لمنصب المدير العام ونائبي المدير للشؤون الإدارية والفنية، والشؤون التعليمية، ويشترط أن يكونوا من ذوي التخصصات الفنية الثلاثة (المسرح، الموسيقى، الفنون التشكيلية).كما نناشد الوزارة بتوقيف الدراسة لطلاب التعليم العالي إلى حين صدور القرار الجمهوري بإنشاء المعهد العالي للفنون الجميلة، وعدم التعجل في هذا الأمر.ختاماً نقولها صراحة للأخ وزير الثقافة إن معهد الفنون ضحية وزراء الثقافة السابقين، ونأمل أن لا يكون هذه المرة ضحيتكم يا معالي الوزير!!
|
ثقافة
معهد الفنون .. إما أن نكون أو لا نكون!!
أخبار متعلقة