في لقاء تعريفي للإعلاميين حول مرض السل بصنعاء
صنعاء/ بشير الحزمي عقد نهاية الأسبوع الماضي بالعاصمة صنعاء لقاء تعريفي للإعلاميين حول مرض السل نظمه البرنامج الوطني لمكافحة السل تحت شعار (لا يأس بعد اليوم.. الوقاية من السل وعلاجه في متناولنا جميعا) بمشاركة نحو (30) مشاركاً من مختلف وسائل الإعلام.وفي اللقاء أكد الأخ سيف الشامي مدير التثقيف الصحي بالمركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني أهمية دور الإعلام في رفع الوعي الصحي ومكافحة مختلف الأمراض المعدية.. موضحا أن الإعلام قد ساهم بشكل كبير مع القطاع الصحي خلال الفترة الماضية في التخلص من الكثير من الأمراض.وأشار إلى عمق العلاقة والشراكة مع الإعلام التي تعد ناجحة ومثمرة بكل المقاييس.. منوها بأن برنامج مكافحة السل قد اعد دليلا تثقيفيا حول مرض السل ويتضمن رسائل توعوية واضحة ستساعد الإعلاميين والصحفيين ومـسئولي التثقيف في نشر وتعزيز الوعي المجتمعي حول هذا المرض.وأوضح أن عدة لقاءات قادمة ستستهدف مسئولي التثقيف الصحي في المحافظات والمديريات لتوسيع القاعدة التي توصل المعلومات إلى المجتمع للوقاية من هذا المرض ومكافحته.من جانبه أوضح الأخ عثمان حسوسة مسئول التثقيف الصحي في البرنامج الوطني للتثقيف الصحي أن عقد هذا اللقاء يمثل لبنة حقيقية للتوعية حول مرض السل .وقال بأن البرنامج يسعى إلى توحيد الرسالة الإعلامية التوعوية في مجال مكافحة السل، مؤكدا أهمية الحشد الإعلامي وتفعيل دور وسائل الإعلام لمكافحة السل.وقال إن السل يقضي على المئات من الناس سنويا في اليمن رغم وجود العلاج الناجح له ..مستعرضا الجهود التي يقوم بها البرنامج لمكافحة السل في اليمن.وأعتبر أن مرض السل مشكلة اقتصادية تستدعي حشد الجهود وتكاتفها لمكافحته.وقال إن البرنامج يتوسع في نشر خدمات مكافحة السل وطرق الوقاية منه في عموم محافظات الجمهورية، كما يعمل البرنامج على تعزيز التعاون مع القطاع الصحي الخاص لمكافحة السل..موضحا أن ضعف الوعي الصحي حول مرض السل في المجتمع يمثل تحدي كبير لمكافحة السل.وكانت قد ألقيت خلال اللقاء العديد من المحاضرات حول مرض السل وإستراتيجية المعالجة ودور الاتصال في الوقاية من مرض السل ومكافحته، وكذا أولويات الرسالة الإعلامية ودور الاتصال في الوقاية من مرض السل ومكافحته.[c1] مرض معد[/c]وفي ورقة عمل للقائم بأعمال مدير البرنامج الوطني لمكافحة السل عبد الباري عبد الله احمد الحمادي أستعرضها بالنيابة عنه مسئول التثقيف الصحي بالبرنامج تم التطرق إلى مرض السل وكيفية انتشاره وتشخيص المرض ومكافحته في اليمن والشراكة مع القطاع الخاص والصعوبات التي يواجهها البرنامج وأهمية دور الإعلام والتثقيف للقضاء على هذا المرض. وقد تم تعريف مرض السل (التدرن) بأنه مرض معد تسببه بكتريا (جراثيم) تسمى عصيات السل ويصيب السل عادة الرئتين (السل الرئوي) ولكن يمكن أيضا أن يصيب أي عضو من أعضاء الجسم (السل غير الرئوي ). وينتشر مرض السل عبر الهواء عند سعال المريض المصاب بالسل الرئوي وعند استنشاق الهواء الملوث بجراثيم السل من قبل الشخص السليم فان بكتريا السل تستقر في جسم الشخص السليم وتهاجم جسمه وتبدأ بالتكاثر وبالتالي يصاب بمرض السل . ولكن احتمالات إصابة الشخص بمرض السل عند تعرضه للعدوى تكون مرتفعة عند الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة كالمصابين بفيروس نقص المناعة (فيروس الايدز) أو مرضى سوء التغذية . وينتشر السل بين البالغين وفئة الأعمار المنتجة اقتصاديا حيث ثلثي المرضى المصابين تكون أعمارهم بين 15و 54 سنة .ويتم تشخيص مرض السل الرئوي بالفحص المجهري المباشر للبصاق مع عمل الأشعة السينية للصدر أما السل غير الرئوي فيتم تشخيصه بواسطة فحوصات أخرى بحسب مكان الإصابة.[c1] وفيات مرتفعة[/c]وأوضحت الورقة أن معدل الوفيات بسبب السل مرتفع إذا ترك المريض بدون علاج حيث تبلغ حوالي 70 % من المصابين بالسل الرئوي الايجابي يموتون خلال 10 سنوات. ومع هذا فان معالجة حالات السل بالأدوية المركبة تخفض نسبة الوفيات حيث أن نسبة نجاح المعالجة لهذه الحالات بلغت أكثر من 87 % عالميا في العام 2009. ولفتت الورقة إلى أنه وبالرغم من وجود العلاج الناجع للسل بكافة أشكاله إلا انه لا يزال يمثل مشكلة صحية عالمية حيث يقدر أن السل يصيب حوالي 9 ملايين شخص في العالم سنويا ويتسبب بوفاة حوالي 1.5 مليون نسمة سنويا وبالتالي يكون ثاني مرض من الأمراض المعدية مسببا للوفاة . [c1] الوضع في اليمن[/c]وعن الوضع في اليمن أشارت الورقة إلى أنه يصيب حوالي (12) ألف نسمة من السكان يتم اكتشاف حوالي 9 آلاف حالة سنويا من هذه الحالات ويتسبب في وفاة حوالي 1400 نسمة . وعن مكافحة السل في اليمن: أوضحت الورقة أن البرنامج الوطني لمكافحة السل تأسس في العام 1978 في العاصمة صنعاء فقط واستطاع حتى الآن التوسع في نشر خدمات مكافحة السل من خلال شبكة الرعاية الصحية الأولية إلى : 333 مديرية وهي جميع مديريات الجمهورية من هذه المديريات 265 تم فيها تأسيس وحدات تشخيصية مجهرية للسل وبقية المديريات للمتابعة ويتم توزيع أدوية السل مجانا على جميع المرضى في جميع وحدات المعالجة. كما تم بناء 4 مراكز متخصصة في مكافحة السل في عواصم المحافظات الكبيرة ( الأمانة- تعز - عدن والحديدة) وتتوفر في هذه المراكز أحدث الأجهزة التشخيصية والمختبرات الحديثة لزراعة البكتريا وتحديد الأدوية الفاعلة. بالإضافة إلى ذلك فان البرنامج يتوسع في نشر خدمات مكافحة السل وطرق الوقاية منه في شبكة الوحدات الصحية المنتشرة في عموم محافظات الجمهورية حيث حقق البرنامج وبدعم من الصندوق العالمي التوسع إلى 1266 وحدة صحية والهدف من هذا هو تمكين المرضى من استلام أدويتهم من اقرب مرفق صحي لمقر إقامتهم وتقليل كلفة سفرهم لطلب الخدمة من المحافظات. وعن مستوى التعاون مع القطاع الصحي الخاص أشارت الورقة إلى أن البرنامج يعمل على تعزيز التعاون مع القطاع الصحي الخاص من حيث تدريب كوادرهم الصحية في مكافحة السل والتنسيق معهم لتحويل مرضى السل إلى البرنامج للعلاج حيث تم تدريب حوالي 1014 كادرا صحيا من هذا القطاع حتى نهاية العام 2010 ويعملون في 393 مرفقا صحيا (مستشفيات وعيادات وغيرها).[c1] نتائج محققة[/c] وفي الورقة أيضا تم استعراض جملة من النتائج المحققة في مجال مكافحة السل في اليمن حيث ذكرت الورقة بأنه ومن خلال العمل والجهود التي يبذلها البرنامج في مكافحة السل وبدعم الحكومة والدهم الخارجي (الصندوق العالمي - منظمة الصحة العالمية - والوكالة اليابانية للتعاون الدولي ) استطاع البرنامج تحقيق العديد من النتائج أهمها: 1 - تخفيض معدل حدوث المرض في المجتمع من 137 حالة لكل 100 ألف نسمة من السكان في العام 1990م إلى 49 حالة في العام 2010م2 - اكتشاف حوالي 61 % من حالات السل التي تحدث في المجتمع وتم علاجها بنسبة نجاح حوالي 85 % 3 - تخفيض معدل الوفيات بسبب السل من 3700 وفاة في العام 1990 إلى 1400 في العام 2010م.وبهذه النتائج المحققة خرجت اليمن من بين الدول ذات العبء المرتفع عالميا بالسل إلى الدول المتوسطة، بحسب تقارير منظمة الصحة العالمية.[c1] صعوبات[/c]وعن الصعوبات التي تواجه مكافحة السل في اليمن أشارت الورقة إلى أن أهمها يتمثل في ضعف الوعي الصحي حول مرض السل في المجتمع ما يؤدي إلى تأخير المريض بالحضور إلى اقرب مرفق صحي للفحص وبالتالي يؤدي إلى انتشار المرض في المجتمع بالإضافة إلى عدم التزام بعض المرضى بتناول العلاج بشكل منتظم حتى نهاية فترة العلاج وهي حوالي 6 - 8 أشهر. [c1] دعوة للإعلام[/c]ودعت الورقة وسائل الإعلام إلى القيام بدورها في رفع الوعي الصحي حول مرض السل في المجتمع من خلال بث الرسائل الصحية والمقالات والبرامج المختلفة حول مرض السل .وكان المشاركون في اللقاء قد شكلوا مجموعات عمل أنتجت العديد من المواد والتنويهات والأعمال الصحفية والإذاعية والتلفزيونية حول السل ومكافحته.