غضون
- قوات الحرس الجمهوري جزء أساسي من الجيش، بل الجزء الأهم والأكبر منه ومفخرته أيضاً، فما الذي يدفع إعلاميين وسياسيين إلى اتخاذ موقف عدائي من الحرس الجمهوري يقدم نفسه بصورة مقززة وسافرة من خلال الشائعات والتصريحات والمقالات والأخبار المشحونة بالكراهية، ونجد في حملتهم العدائية هذه ما يكشف عن رغبة في رؤية البلد خالية من الحرس الجمهوري، أو أي شيء له علاقة بهذه القوات.. هل ينقمون من الحرس الجمهوري لأن أحمد علي عبد الله صالح قائد الحرس مثلاً؟ وهل لهذا الكره مبرر.. ولماذا يمدون هذا الكره ليشمل كل جندي وضابط في الحرس الجمهوري؟ هل السبب شخص العميد أحمد علي..؟ فلا هو متورط في جرم ولا فاسد، ولم يعرف عنه إنه مؤذ وخصومه أنفسهم لم يتهموه في أخلاقه ولا سلوكه.. فأين المشكلة إذاً؟- أغلب الظن أن مشكلتهم ليس مع أحمد علي كشخص، بل مشكلتهم مع هذه المؤسسة العسكرية التي يرون أنها أصبحت “علاجاً جمهورياً” للقضاء على داء الإرهاب وأمراض القبلية والفئوية..وتحصين اليمن ضد شلل الفوضوية.. والمصل الذي يردع فيروسات الانقلاب على الديمقراطية.. إلى الآن لا يزالون يدمغون الحرس الجمهوري بالإكليشة القديمة خاصتهم.. “ الحرس العائلي “.. وهذا ما يؤكد أن مشكلتهم مع الحرس في حقيقة الأمر هي كما أوضحنا.. مؤسسة عسكرية وطنية تتمتع بالفعالية والأسلحة التي ذكرناها قبل قليل.. إذا كيف يستساغ القول: “الحرس العائلي” بينما ما كانوا يعدونه النظام العائلي لم يعد له وجود.. فالرئيس السابق علي عبدالله صالح ترك السلطة، ومن كانوا يسمونهم “عائلي” لم يعودوا موجودين في مناصبهم بعد القرارات التي أصدرها الرئيس عبد ربه منصور هادي.. تغيرت أشياء كثيرة لكن موقفهم العدائي من الحرس الجمهوري بقي على حاله ولم يتغير، بل انضم إلى أصحاب هذا الموقف خصوم جدد.. إن مشكلتهم تكمن في عدم رغبتهم رؤية شيء في اليمن مبني على أسس وطنية.. مشكلتهم مع الحرس الجمهوري بوصفه مؤسسة.. وقوة ردع.- إن حملة التشنيع على الحرس الجمهوري كانت ولا تزال متناغمة مع قوى الشر التي تستهدف القضاء على معسكرات الحرس.. متناغمة مع هجمات الإرهابيين الذين تفرغوا تفرغاً شبه تام لاستهداف الحرس الجمهوري.. أي شيء “جمهوري”.. معسكر.. أو حتى جندي.إن الحرس الجمهوري هذه الأيام في حالة حرب ضروس مع تنظيم القاعدة وجماعة “أنصار الشريعة” الإرهابيين.. والغلبة للحرس رغم التضحيات.. وفي هذه الأثناء يتضامن سياسيون وإعلاميون في حملة واحدة.. ويشنون الغارات على الحرس وكأنهم معنيون بمد الإرهابيين بعوامل الثأر و”كسر الغلبة”.. وفي الوقت ذاته “يقطرون صبابة”وهم يدافعون عن متمردين ويخاطبون متمردين عسكريين عاثوا في الأرض فساداً وانتهكوا حقوق الإنسان في ساحة..