في الوقفة الاحتجاجية على دخول المسلحين ونهب أراضي المواطنين والاعتداء عليهم بباب الناقة في باجل
استطلاع / أحمد كنفانيفي حدث يعد الأول من نوعه شهدت محافظة الحديدة صباح الخميس 15 / 3 / 21012م، انتفاضة شعبية لم يشهد لها مثيل تمثلت في خروج الآلاف من أبناء المحافظة من جميع الفعاليات والتنظيمات السياسية والاجتماعية والشبابية يتقدمهم عدد من المسؤولين في المحافظة وعلى رأسهم الفنان الموسيقار أحمد فتحي ووزير الزراعة السابق الدكتور جلال فقيرة ورئيس الهيئة العامة للكتاب عبدالباري طاهر ونائب رئيس ملتقى أبناء تهامة القاضي اسحاق صلاح والمدير التنفيذي لشركة يمن كنداسة للمياه باليمن جمال محمد باشا فقيرة للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية الكبرى التي اطلق عليها (وقفة العزة والكرامة) وبدأت مسيرتها من مصلى العيد بشارع المطار المحاذي لشارع صنعاء وحطت رحالها بمديرية باجل بمنطقة (باب الناقة) ـ المنفذ الاسفلتي الذي يربط المحافظة بالعاصمة صنعاء ـ للتعبير عن استنكارهم واحتجاجهم الشديد على وجود المظاهر المسلحة المتكالبة على مديريات المحافظة لنهب أراضيها، وما تتعرض له تهامة من اقصاء وتهميش وانتهاك للحقوق والممتلكات وحرمانها من المشاركة في السلطة والثروة معلنين عن تأسيس حراك تهامي يندرج في اطار عدة تنظيمات سياسية واجتماعية للمطالبة بحق التهاميين في العيش بسلام دون تهميش واسترداد حقوقهم المنزوعة بطرق سلمية وحضارية.(14 أكتوبر) واكبت أحداث الوقفة الاحتجاجية وما رافقها من فعاليات مختلفة واستطلعت آراء عدد من المشاركين فيها .. وهاكم حصيلة ما جاء فيها:في بداية الوقفة الاحتجاجية التي سبق الاعداد والتحضير لتنفيذها على مدى شهر من قبل الجهة المنظمة لها (ملتقى أبناء تهامة) قرئت آيات من الذكر الحكيم ثم القيت العديد من الكلمات من قبل الكاتب السياسي والإعلامي البارز نقيب الصحفيين السابق رئيس الهيئة العامة للكتاب عبدالباري طاهر ونائب رئيس ملتقى أبناء تهامة القاضي اسحاق صلاح ووزير الزراعة السابق الدكتور جلال فقيرة والموسيقار أحمد فتحي وأمين عام الملتقى محمد عبده الدهني أكدت جميعها ضرورة الاعتراف بالقضية التهامية وادراجها ضمن الحوار الوطني وحل كافة مشاكلها مثلها مثل القضية الجنوبية وقضية صعدة باعتبار محافظة الحديدة مصدراً اساسياً لدعم خزينة الدولة وسلة اليمن الغذائية نظراً لكبر مساحتها الزراعية وكذا رفع الظلم و التهميش وممارسة الاقصاء ضد أبناء تهامة ووقف الاعتداءات المتكررة على أراضيها.وحذرت صانعي القرار بالدولة من خطورة تجاهل مطالبهم وإدراجها في الحوار الوطني المقرر انعقاده قريباً ويجري الإعداد حالياً لمناقشة القضايا الوطنية وايجاد الحلول المطلوبة لها واعتبار القضية التهامية قضية جوهرية يجب ان تنال حقها في الطرح والمناقشة والوقوف على الظلم الذي يمارس بحق أبناء تهامة وما تشهده خلال هذه الأيام من مظاهر مسلحة لجماعات خارجة عن النظام والقانون تقوم بممارسة الاعتداء على أراضيهم والاستيلاء على ممتلكاتهم دون وجه حق.وأوضحت ما تعانيه تهامة منذ عقود من إجحاف وتعسف وقهر من قبل بعض المتنفذين بصورة ممنهجة استباحوا من خلالها الانسان والأرض والبحر.واستعرضت الكلمات التاريخ التهامي المليء بالنضال والمناضلين ومنهم الزرانيق ودورهم في التصدي للحكم الإمامي ومساندتهم للثورة وتحرير اليمن في ذلك الوقت واعتبرت أن القضية التهامية قضية وطنية يجب استيعابها ضمن مشروع الحوار الوطني من قبل كافة القوى والفعاليات السياسية التي ستشارك فيه بما يحقق التوازن والمصلحة العامة والمشتركة للجميع في وطننا الحبيب.وأكدت الكلمات أن كافة أبناء تهامة يعلنون عن الحراك التهامي السلمي وإطاره العام الذي تندرج فيه عدة تنظيمات للمطالبة بحق تهامة في العيش بسلام والمشاركة في السلطة والثروة وتقرير المصير واستمرارهم في النضال السلمي واتخاذه وسيلة استراتيجية في الانتصار للقضية الانسانية (تهامة). ولفتت إلى أن هذا التجمع والوقفة الاحتجاجية للآلاف من أبناء تهامة ماهما إلا رسالة شديدة اللهجة تم رفعها للمسؤولين في الحكومة والدولة على وجه الخصوص وعلى رأسهم القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية والانذار للعصابات المسلحة التي تفد إلى المحافظة للنهب والسلب بالكف عن الاعتداءات والممارسات الخاطئة التي تمارس ضد أبناء تهامة وضرورة الاسهام الفاعل في إدراج القضية التهامية ضمن القضايا الوطنية التي سيجري مناقشتها في مؤتمر الحوار الوطني والوقوف ضد كل من أسهم وتماهى في إيصال تهامة إلى ما وصلت إليه اليوم من وضع مزر وحالة مأساوية وإنسانية فقد معها المجتمع التهامي حضوره الفاعل في المشاركة في صنع القرار وحق المصير.تخلل مجريات الوقفة عدد من الأناشيد والفقرات الغنائية قدمتها زهرات وطالبات بعض المدارس عبرت عن القضية التهامية بشكل عام ونالت استحسان الحاضرين.[c1] المطالب المشروعة للحراك[/c]وعلى هامش انعقاد الوقفة الاحتجاجية التقينا بالأخ محمد عبده الدهني رئيس منتدى الدهني للثقافة والفنون ـ أمين عام ملتقى ابناء تهامة أحد مؤسسي الحراك التهامي في المحافظة وطرحنا عليه بعض التساؤلات فيما يتعلق بمطالب أبناء تهامة ومشروع الحراك التهامي فقال: (إن الحراك انطلق مع هذه الوقفة الاحتجاجية بعد عقود مضت من التهميش والاقصاء والتغييب لتاريخ تهامة من قبل الأنظمة المتعاقبة وما يعانيه ابناء تهامة أكبر بكثير من وجهة نظري مما يعانيه أبناء الجنوب).ولفت إلى أن الحراك التهامي ليس بالمناطقي ولا يدعو للانفصال وهو يطالب بحق التهاميين في كل شيء خاصة أن اليمن اليوم تتجه إلى وضع خريطة سياسية جديدة وعلى صناع القرار الالتفات إلى القضية الجنوبية ووضع حل سريع لها.[c1] نهب الأراضي[/c]من جهته قال الشخصية الاجتماعية المعروفة في محافظة الحديدة جمال محمد باشا فقيرة المدير التنفيذي لشركة يمن كنداسة لتحلية المياه أن القضية التهامية قضية وطنية وعلى القوى السياسية اليوم استيعابها لأن المواطن التهامي اصبح مغلوباً على أمره بسبب الاضطهاد والتمييز الذي يمارس ضده.وأضاف (أن حراك أبناء تهامة سلمي لا يدعو لحمل السلاح أو تهديد الأمن والاستقرار) ولفت إلى أن نهب أراضي تهامة من قبل عدد من المتنفذين يعتبر جزءاً من المشاكل التي يعاني منها أبناء تهامة والتي ازدادت حدتها خلال هذه الأيام.[c1] النضال السلمي[/c]واعتبر الأخ ثابت المعمري إحدى الشخصيات النضالية في المحافظة المعروفة باسهاماتها في المجال الخيري والتنموي أن التهميش الذي يمارس من السلطة ضد أبناء تهامة جعلهم اليوم ينتفضون ويوحدون نسيجهم الاجتماعي ضد من اسماهم بــ (غول الأراضي).وأكد أن الوضع في تهامة يحتاج إلى وقفة جادة وعزيمة واصرار من قبل كافة أبناء تهامة والوقوف صفاً واحداً في النضال السلمي واتخاذه وسيلة حضارية واستراتيجية لانتزاع واسترداد الحقوق والانتصار للقضية التهامية.[c1] القوى النافذة[/c]فيما استعرض الزميل غمدان محمد أبو علي الناشط الحقوقي ومراسل صحيفة (أخبار اليوم) في المحافظة الظروف والمشاكل التي يواجهها أبناء تهامة في حياتهم اليومية ومنها الاعتداءات المستمرة على أراضيهم والإقصاء والتهميش غبر المبرر من قبل بعض المتنفذين في السلطة.وأكد أن تدشين الحراك التهامي يأتي كرد طبيعي على كل ما ذكر وعلى صانعي القرار في الدولة عدم اغفال القضية التهامية في مؤتمر الحوار الوطني وضرورة تناولها بكل شفافية وحيادية.[c1] أكثر من (500) حالة اعتداء على أراضي الدولة[/c]العقيد محمد عبدالله أحد القيادات الأمنية المسؤولة في إدارة أمن المحافظة كشف في حديثه لنا أن عدد حالات الاعتداء على أراضي الدولة وأبناء تهامة في المحافظة شهد زيادة غير مسبوقة خلال العام الماضي عن الفترة المقابلة لها في العام 2010م،بنحو 213 قضية اعتداء مع الافادة أن هناك (400) حالة اعتداء على أراضي في المحافظة سجلتها الأجهزة الامنية و (106) كانت لشكاوى المواطنين خلال العامين الماضيين حسبما جاء في التقرير الذي أعدته لجنة برلمانية تم تكليفها بالنزول إلى المحافظة لتقصي الحقائق خلال تلك الفترة وذكر فيها اسماء قادة كبار ومسؤولين في الدولة والمعارضة على قائمة تلك الاعتداءات.[c1] الأمن والاستقرار[/c]فيما أشار الموسيقار أحمد فتحي والناشط الحقوقي خالد الضحوي إلى أن أبناء تهامة لن يقفوا مكتوفي الأيدي امام ما يتعرضون له من بعض المتنفذين الذين اصبحوا اليوم يعيثون في الأرض فساداً.وأكدا ضرورة قيام الجهات الأمنية في المحافظة بواجباتها ومسؤولياتها الوطنية في ضبط المعتدين على أراضي الغير وايقافهم عند حدهم مهما كانت النتائج وترسيخ الأمن والاستقرار ومنع دخول المسلحين الذين يفدون إلى المحافظة بهدف الاستيلاء واقلاق الأمن والسكينة وإراقة الدماء وتحميلهم المسؤولية في حال التقصير.[c1] بيان الحراك التهامي السلمي إلى القيادة السياسية وحكومة الوفاق الوطني[/c]تهامة اليوم ليست كتهامة الأمس الذليلة المستبدة الراضخة للظلم والقهر والاستبداد التي اثقلت كاهل الإنسان التهامي على مدى عقود فكان إنساناً طائعاً محباً لوطنه يبحث عن لقمة عيشه فأوذي وغلب على أمره ولم يكن له مكان بين مجتمعه فأصبحت تهامة غنيمة للنهب والسلب أما الآن فهو قد أصبح إنساناً ثائراً حراً سطر أروع التضحيات بصبره وتحمله لظروف الحياة التي لم تعد تمنعه أن يرفع صوته ويحقق ثورته.