التغذية الصحية للأم المرضعة
إعداد / أماني العسيري :الحفاظ على صحة الأم بعد الولادة يستلزم مراعاتها صحيا و الانتباه إلى دعمها غذائيا حيث تكون في اشد الحاجة إلى التعويض عما خسرته من طاقة في الشهور الأخيرة وأثناء الولادة ، ويمثل الحفاظ على تقديم غذاء صحي متكامل قاعدة سليمة تستند إليها المرأة في مرحلة الرضاعة الطبيعية تجاه صحتها وصحة طفلها وكذا فان الأم ذات التغذية الجيدة قادرة على إرضاع طفلها عامين كاملين بنجاح . ولهذا يتطلب إعطاؤها الغذاء المتوازن الغني بالبروتينات والنشويات والأملاح والمعادن والفيتامينات وغيرها ، بما يدعم صحتها وصحة رضيعها الذي يحتاج هو الآخر إلى عناصر التغذية الأساسية التي تمر إليه عبر حليب أمه . الغذاء الصحي يجب أن يحتوي أكل الأم المرضعة على كميات كبيرة من البروتين المساعدة على بناء الجسم وتكوين الأنسجة ، الموجودة في اللحوم والدواجن ومنتجات الألبان والبقوليات والخضروات الطازجة خاصة الداكنة والصفراء منها مثل ( الجرجير ـ الخس ـ الجزر ـ الكراث ـ الفجل ـ البقدونس ) ونجده أيضا في الفواكه والحمضيات منها البرتقال والليمون الحامض و الجوافة و البطيخ و غيرها . كما أن تناول المعادن والأملاح يقي من كثير من الأمراض على المدى البعيد ، فتناول الأطعمة الغنية بالحديد كاللحوم والكبد وصفار البيض والخضروات مثل الجرجير والخيار والملوخية يساهم في الحد من الإصابة بفقر الدم ويمكن إن تتناول المرأة كمية إضافية من الحديد عبر أقراص الحديد وحمض الفوليك التي يصفها لها الطبيب ، إذا كانت مصابة بفقر دم شديد يسمى فقر الدم الغذائي ، الذي ينتج عن العادات الغذائية الخاطئة التي تتبعها اغلب النساء أثناء فترة الحمل أو من السابق وتناسيها تناول الغذاء الصحي الذي يضم عنصر الحديد اللازم لها وقت الحمل ووقت الرضاعة .الإكثار من السوائل ومن الضروري أن تتناول الأم المرضعة الكثير من السوائل المتنوعة حيث يجب أن تأخذ ما لا يقل عن لترين وهو ما يعادل شرب 8 إلى 12 كوباً من الماء يوميا ما يمنع الأم من الإصابة بالجفاف خلال فترة الرضاعة، وتختلف كمية الحليب تبعا لاحتياجات الرضيع ولا يتأثر بتغير كمية السوائل المتناولة يوميا لهذا ينصح اختصاصيون بتناول كوب واحد من الحليب أو العصير أو الماء في كل مرة ترضع فيها المرأة طفلها . تحرق الأم المرضعة سعرات حرارية أكثر بكثير من غيرها ، فمعظم الأمهات المرضعات يخسرن حوالي نصف كيلوغرام في الشهر فقط نتيجة الطاقة التي يتطلبها إنتاج الحليب ، فالمرضعة تحتاج الى حوالي ( 500 ) سعرة حرارية إضافية في اليوم طيلة المدة التي تقوم فيها بالرضاعة الطبيعية ، حتى تحافظ على وزنها الطبيعي بعد الولادة .في فترة ما بعد الولادة تكون المرأة أحوج إلى من يعتني بها ويوفرلها العناية الصحية والتركيز على الضروريات ، لهذا يجب الاهتمام بما يقدم لها من جميع الأغذية الموجودة في المنزل والانتباه إلى ما يمكن أن يؤثر عليها من المواد الضارة مثل الشاي والقهوة.تنبيه الغذاء غير الصحي له تأثير سلبي على الأطفال فيما بعد مثل الإصابة بالسمنة الناتجة عن الشراهة في الأكل التي تكون الأم سببا فيها ، فلو تدبرت الأم في ما تأكله أثناء فترة الحمل و الرضاعة لجنبت طفلها مخاطر الإصابة بالشراهة في الأكل وهو ما أكدته دراسة تقول إن الأمهات اللواتي يأكلن أغذية غير صحية أثناء الحمل والرضاعة ، قد يتعرض أولادهن لمخاطر تكون ما يعرف بالشراهة في الأكل ما يؤدي إلى تطور السمنة ، لهذا تقترح الدراسة عدم الانغماس في تناول أغذية دسمة وسكرية ومالحة بدرجة كبيرة .