غضون
- أكبر حملة تشويه تعرض لها الحراك الجنوبي منذ نشأته إلى اليوم، حدثت في هذا الشهر، وتحديدا في الأيام العشرة الماضية، والحراك الجنوبي نفسه هو رائد حملة التشويه هذه، وما الانتقادات التي وجهت له من خارجه سوى انعكاس لأفعاله غير الرشيدة أثناء الانتخابات وخاصة أعمال العنف التي قام بها يوم التصويت للرئيس عبدربه منصور هادي.السيدة ايما نيكلسون انتقدت سلوكهم، وكذلك السفراء الغربيون الكبار بصنعاء، ووردت إدانات في بيانات مجلس التعاون ومجلس الأمن والاتحاد الأوروبي،وفي تصريحات أمين عام الأمم المتحدة وخارجية روسيا وبريطانيا وغيرهم.هل يتصور الآن أصحاب الحراك مقدار الخسارة التي ألحقوها بأنفسهم بسبب السلوك غير الرشيد الذي نعتقد انه تجل عملي لثقافة سياسية مشوهة أو قل ناقصة؟.- أشاهد قناة “عدن لايف” التي تعتبر الصوت الجهير للحراك الجنوبي،وأقول في نفسي: يا لفرحة خصوم الحراك.. فهي تقدمه في أقبح وصورة وتزكي بالصوت والصورة العنف المنسوب للحراك.. فضلا عن المنطق المتهافت والتفكير الساذج والكذب المكشوف.صحيح أن حزب الإصلاح عمل ويعمل على تشويه الحراك في الداخل،وأن رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح هاجمهم في خطابه عشية الانتخابات لدرجة المفاصلة معهم، لكن هذا ليس بشيء مقارنة مع ما يفعله الحراكيون بأنفسهم،ومقارنة بتأثير بيانات وتصريحات المسؤولين الدوليين الكبار التي كانت متفقة على شيء واحد.. وهو ان الحراك الجنوبي ليس سلميا، وان العنف الذي سجلوه أثناء الانتخابات يدل على عجزهم وخفة وزنهم، بدليل ان ذلك لم يؤد إلى عدم إجراء الانتخابات في الجنوب، وان كان قد تسبب في تدني المشاركة في التصويت في بعض مناطق الجنوب اليمني.- إذا كان لدى الحراك الجنوبي مشكلة حقيقية مع الانتخابات فقد كان من الرشد اتخاذ موقف سلبي منها وسلمي في الوقت نفسه، وهو مقاطعة التصويت عن طريق عدم الذهاب إلى مراكز الاقتراع، أما أن يذهبوا إليها لمنع اللجان من العمل ومنع الناس من التصويت،وسلب صناديق ووثائق الاقتراع وإحراقها، فقد كان عملا طائشا، لعل عقلاء الحراك قد أدركوا الآن أن عواقبه مكلفة.ما ضر الحراك الجنوبي لو اكتفى بمقاطعة التصويت سلميا، هذا إذا كانت المقاطعة موقفا سياسيا مبررا؟ وإلا فمن وجهة نظري ونظر أغلبية المراقبين، فان المقاطعة نفسها غير مبررة، وما يسوقه المتحدثون باسم الحراك لا يصلح مبررا لذلك.ان انتخاب هادي رئيسا للجمهورية لا يطمس القضية الجنوبية بل يخدمها، فبعد هذه الانتخابات ستكون القضية الجنوبية على رأس أولويات جدول الحوار الوطني، وهادي نفسه أكد أن لا خطوط حمراء بهذا الشأن، والخيارات متعددة، رغم ان كل المواقف الدولية ابتداء من مجلس الأمن وانتهاء بمجلس التعاون مرورا بالدول الخمس والاتحاد الأوروبي وغيره تميل إلى حل القضية الجنوبية في إطار وطني.