بعيدا عن التضليل الانتخابي والتزييف الإعلامي ..
( الانتخابات اليوم في عدن ليس لها مثيل بالتاريخ) هذ ه عبارة قالها مراسل احد القنوات العربية في عدن... تخيلوا ان مثل هؤلاء المراسلين يمكن ان يعتد بما ينقلونه للمشاهد العربي، وهذا المراسل يعرف قبل غيره ومن صميم الواقع الذي تبدى أمامه بعدن انه يكذب ويضلل الناس بمثل هكذا أخبار ؟ دعك من ضمير المهنة فهو قد غرق في عمق الصندوق الانتخابي لحزبه (أحمر) اللحية، نفاذ البطائق الانتخابية في دوائر عدن بسبب كثافة الإقبال المنقطع النظير.. وهذه عبارة ظلت ترددها إحدى القنوات التي تبث من صنعاء في نفس الوقت الذي تذيع فيه هذه القنوات خبر عن قطع الطرقات أمام الناخبين بعدن من الوصول إلى دوائرهم ، طيب إذا كانت الطرقات قطعت أمام الناخبين فكيف صارت انتخابات منقطعة النظير وفي الوقت الذي الطرقات منقطعة الوصول؟ عجبي..!..كل ما بالأمر ان الخُـبــرة حسبوها بصنعاء حسبوها غلط×غلط، فقد أرادوا لها ان تكون مناسبة لانتزاع شرعية جماهيرية جنوبية مزيفة من خلال التقارير المضللة التي وقعوا ضحيتها من أن الجنوب وفي عدن بالذات يمكن ان تمر على طريقة انتخابات( بيض مسلوق) وبعقلية “الحكولة” التي جبلوا عليها ليتم من خلال ذلك تصوير الأمر بالجنوب بأنه لا يعدو عن كونه سخط شعبي ضد صالح ونظامه وان الجنوب لا توجد له قضية بالحجم الذي يتحدث عنها الجنوبيون ، ولكن هذا السهم الانتخابي الذي أريد له ان ينطق من كنانة الأحزاب الموبوءة بأمراض التضليل والمخاتلة ارتد بقوة إلى ذات النحر الذي انطلق منه ، وكانت نسبة المقاطعة بل العصيان المدني الذي شهدته عدن والمكلا مهولاً لهم وصادماً لكل حساباتهم.حين نتحدث عن مقاطعة واسعة فهذا لأننا في قلب الحدث وصميمه بعيدا عن تزييف قنوات التضليل المستحوذ عليها مراسلوا(مطلع) فالصورة على الواقع والمشهد على الأرض مختلف تماما عن زيف إعلام الكذب والخداع والتضليل الغبي في عصر المعلومة الطائرة.ليس الاعتراض أبدا على شخص المرشح الوحيد بل الاعتراض على أسلوب المخاتلة الإعلامية والبلطجة السياسية التي تتبعها الأحزاب حيال الجنوب، فالشروع بهذه الترتيبات السياسية قبل حتى ان يعلن هؤلاء الخصوم الثلاثي(مؤتمر إصلاح اشتراكي ) عن رؤية وبرنامج واضح لموقفها المستقبلي عن القضية ، نحن هنا نتحدث عن غيب واضح لرؤية هذه الأحزاب عن الجنوب ولا نعتبر التصريحات الإعلامية التي تطلق بين الحين والآخر بأنها ممكن ان تكون رؤية برنامجية يعتد بها ، ومن هنا فقد كان على الرافضين لهذه المهزلة المسماة انتخابات ان يعلنوا رفضهم لها ، وان استمرار هذا التجاهل وهذا التسطيح لحجم قضية من وزن القضية الجنوبية قد يزيد الوضع سوءا وتعقيدا. وبالعودة إلى تضليل إعلام الزيف عما جرى أمس الأول الثلاثاء بعدن نقول بثقة ان الجنوبيين قد بعثوا برسالة واضحة المعاني ناصعة الكلمات ملخصها ان للجنوب قضية لا يسعها صندوق انتخابي وان كان هذا الصندوق لا يقبع فيه سوى مرشح وحيد أوحد.من طريف ديمقراطية هؤلاء القوم أنهم فرضوا مرشحهم على الجميع وقالوا لهم من لم ينتخب مرشحنا فهو يقصي نفسه ويقف طرف نقيض للديمقراطية والاستقرار والمستقبل المشرق.! ثم ومن نافلة القول ليس إلا نقول : ان كان لهذه المسماة انتخابات مرشح واحد فقط وتسمى انتخابات، فكيف هو شكل الاستفتاء؟.أما في الريف الجنوبي فالموقف الشعبي لا يحتاج إلى أكثر من ان يمسك كل واحد منا جواله ويهاتف اقرب من يثق به ليضعه في الصورة الحق بعيدا عن تضليل قنوات: بي بي سي أو سهيل أو الجزيرة .....).من المنطقي بعد درس اليوم أن يلتفت شركاء الترتيبات السياسية بصنعاء إلى أنفسهم ويتواروا خجلا قبل أن يشرعوا في تبني موقف مغاير بعيدا عن مبدأ النعامة والغوص بالرمال السياسية .( ولله عاقبة الأمور)