غضون
* الحراك الجنوبي حدد موقفه بوضوح .. إنه ضد الانتخابات ويحرض على مقاطعة التصويت يوم غد .. وهذا موقف غير سديد من وجهة نظري ونظر كثيرين بمن فيهم قياديون في بعض مكونات الحراك .. وما يميز هذا الموقف أنه واضح، وأصحابه صادقون مع أنفسهم ومع الغير، بينما حزب الإصلاح وحلفاؤه يؤيدون الانتخابات ويعملون مع المؤتمر الشعبي عبر لجان مشتركة للتحشيد الجماهيري والإسهام في الحملات الانتخابية للمرشح الرئاسي عبد ربه منصور هادي، وعملوا ويعملون في ذات الوقت لإفساد تلك الحملات أو استغلالها للترويج لقضاياهم التي ليس من بينها قضية التصويت لهادي ولا قضية الوفاق ولا الوئام مع المؤتمر الشعبي، والذي سوف يكتشف غداً أن شركاءه خدعوه ، كما خدعه الإصلاح عام 1999 عندما أعلن أن مرشحه للانتخابات الرئاسية التي جرت في ذلك العام هو رئيس المؤتمر الشعبي العام الرئيس علي عبدالله صالح . وقال أمين عام الإصلاح حينها: مرشحنا هو علي عبدالله صالح ولا نعلم بعد من هو مرشح المؤتمر الشعبي !! ولما جاء يوم التصويت لم يكتفوا بالبقاء في البيوت بل حرضوا على عدم التصويت.* وهذه المرة لا يبدو أن الأمر سيختلف، وما برز خلال الأيام الماضية هو التكتيك المختلف، فالمهرجانات الانتخابية التي اشتركوا فيها مع المؤتمر حولوها إلى مهرجانات “عراك” واستفزاز ودعاية لقضاياهم الخاصة، وبدلاً من حمل صورة المرشح الرئاسي حملوا صور رموزهم التاريخيين أو من يزعمون أنهم شهداء، وافتعلوا معارك لا علاقة لها بالانتخابات كما حصل في تعز وعدن وذمار وغيرها ، وزاد الإصلاحيون إلى ذلك افتعال معارك مع الحراك والحوثيين تولد حالة نفور من التصويت.وإلى جانب ذلك اختصر الإصلاح وحلفاؤه أهداف الانتخابات كعملية سياسية كبرى إلى هدف واحد هو “ القضاء على عهد صالح وبقايا نظامه “ ومن شأن هذا “ الشعار” الذي يروجون له بقوة وخبث إضعاف مستوى التصويت لهادي.. إذ إذا كان هذا هو الهدف الوحيد -كما سيقول أي واحد ـ فما الذي يغري للمشاركة في التصويت؟* من أجل ذلك .. نكرر القول إن المعول عليه في إعطاء انتخابات الغد القوة والبهاء المستحقين هو المؤتمريون وأنصارهم بالدرجة الأولى، فالمشاركة القوية والواسعة المؤكدة في تصويت الغد أصبحت ضرورة ما دامت مشاركة الآخرين محل شك أو مجرد احتمال.إن الذين يشغبون في سماء الانتخابات ترد عليهم أفعالهم على الأرض.. وقد أشرنا سابقاً إلى نماذج حزبية ونشير هنا إلى أفراد وجماعات قبلية .. زعيم حاشد يدعو للمشاركة في الانتخابات، ويدعم هذه المزايدة بأخرى تضحك الحمار، حيث دعا المشايخ إلى عدم حمل السلاح يوم غد .. في حين أن الحصبة وما جاورها يصعب فيها إجراء الانتخابات لأنها مشحونة بالأسلحة والمجاميع القبلية المسلحة التي تقف متأهبة للحرب.. وبعد هذا يقول : نحن مع الانتخابات وندعو ليوم «بلا سلاح».والغريب أن الأنظار تتركز على بعض مناطق الجنوب التي يقال إن هناك من يعيق الانتخابات فيها، بينما في العاصمة نفسها من العسير إجراء انتخابات آمنة أو ناجحة في المنطقتين الخاضعتين لأولاد الأحمر واللواء علي محسن الأحمر..وإن غداً لناظره قريب.