أبناء وأهالي عدن.. من كان منكم في (الحراك) أو في (الإصلاح).. توقفوا عن نشاطكم.. أنتم لستم سوى أدوات.. نار تشعلونها أنتم حطبها..مدينتكم عدن منذ يوم الاستقلال في عام 1967م وإلى يومنا هذا مدينة منكوبة.. تفاحة ذهبية ألقى بها الاستعمار يوم أخذ عصاه ورحل.. جوهرة سقطت بيد فحامين.. رمقها القوم من وراء الكثبان.. فطار صوابهم.. وسال لعابهم.. أتوها من حواليها.. من كل المناطق.. شعوباً وقبائل.. ليتعارفوا.. لا.. ليتعاركوا.. ليسفكوا الدماء.. وليكثروا فيها الفساد.. مدينة الحب والسلام تحولت إلى مدينة أشباح.. هاجرت النوارس.. وبات البوم على الأطلال.. يلعلع فيها الرصاص.. ويعوي في شوارعها الذئاب!توقفوا إذن..دعوا بأسهم بينهم.. لا تقربوا النار.. النار عندما لا تجد ما تأكله، تأكل نفسها.. وتوجهوا جميعاً إلى مراكز الانتخاب.. انتخاب عبد ربه منصور هادي.. رئيساً للجمهورية.. بموجب المبادرة الخليجية واتفاق المصالحة الوطنية.. دعوكم من كل الفلسفات والادعاءات والحذلقات وألاعيب السياسة.. فالعيب فينا وليس في الوحدة..واعلموا أنها انتخابات استثنائية لمرحلة استثنائية ومفصلية في تاريخ اليمن.. الغرض منها إخراج اليمن ليس من الأزمة الراهنة كما قالت اللجنة العليا للانتخابات.. بل لإنقاذ الوطن.. كل الوطن من خراب وهلاك ودمار محقق.. لا يعلم مداه إلا الله!وكما قال أخي الزميل مراد القدسي فإن الانتخابات المضمنة في المبادرة الخليجية ما هي إلا بداية جديدة يجري وفقاً لنتائجها استبدال منظومة كاملة من السياسات والتقاليد والثقافات والعلاقات بأخرى جديدة تختلف في مجملها وأيضاً في جوهرها عما كان في السابق.. وهو الهدف الأسمى والرئيسي للانتخابات الرئاسية المبكرة، وبداية جادة لبناء الدولة اليمنية الحديثة.توقفوا إذن.. وانظروا إلى هذه الانتخابات (الاستثنائية) كرمز لتصالح وتسامح كبير سيمتد أثره ونتائجه ليس على اليمن فقط بل على جزيرتنا.. جزيرة العرب.. فأي خير عميم ورخاء ينتظرنا من لدن رحيم غفور كريم!توقفوا إذن.. واعلموا أن كل دعوة للانفصال وفك الارتباط هي دعوة غير إنسانية.. هي ابتعاد عن الله.. لا يختلف من يدعون لها عن أولئك الذين افترسوا الوحدة وحولوها إلى أملاك وثروات خاصة بالقوة العسكرية والعنجهية القبلية الجاهلية والفكر الديني الذي يتبرأ منه دين الإسلام.. أولئك الذين امتطوا صهوة ما كان يعرف بـ (الشرعية) ثم افترسوا الوحدة..تماماً كما يفعلون اليوم وهم يمتطون صهوة ثورتكم المباركة هم وأمثالهم وأشباههم في الجنوب من ذوي المآرب الأخر والمصالح الخاصة أو لنقل من ذوي الرأي الخطأ أو الرؤى الضالة!أبنائي.. أبناء وأهالي عدن.. تأملوا في روح الله التي نفخها فيكم.. العقل هو روح الله.. قبس من نوره.. أما النفس فهي الحياة بكل مظاهرها الحيوية “يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي، وادخلي جنتي” صدق الله العظيم!توقفوا إذن..من أجل أن تواصلوا ثورتكم الكريمة.. من أجل حياة كريمة.. وفك الارتباط.. ليس بالوحدة.. وإنما بأولئك الذين يريدون أن يمتطوا صهوة ثورتكم النبيلة![c1]E-M:[email protected] [/c]
التصالح والتسامح الكبير.. هنا!
أخبار متعلقة