غضون
* عمال النظافة في العاصمة صنعاء أضربوا عن العمل أياماً قليلة تراكمت خلالها القمامة أكواماً مهولة وسط الشوارع وأمام البيوت والمتاجر والأسواق ودور الحكومة حتى عفنت العاصمة ونتج عن العفن عفن مضاعف ، ولم تظهر حتى مبادرة صغيرة في سوق أو حي أو من مجموعة تجار لرفع الأذى من أي مساحة صغيرة، والمبادرات التي برزت في هذه الأثناء لا تتعدى إحراق أكوام هنا أو هناك مما زاد الطين بلة.إن تراكم القمامة بذلك الكم الكبير خلال أقل من أسبوع، وغياب روح المبادرة الذاتية والجماعية يرينا أهمية الخدمة الجليلة التي يؤديها عمال النظافة ، ويرينا مقدار العناء الذي يتعرضون له وهم يؤدون هذه الخدمة ، ويتحملون ما يترتب عليها من مخاطر صحية .. وبعد هذا كله لا يحصلون على أدنى الحقوق إلا عندما يضطرون للإضراب .. هذا غير منصف يا ناس.* عمال النظافة يكنسون شوارعنا ويجمعون قمامات المنازل والمتاجر والأسواق ودور الحكومة ، ولولاهم لغرقنا بأوساخنا كما رأينا في العاصمة خلال أيام إضرابهم .. ونحن لا نقدر لهم ذلك ولا نقدرهم حق تقديرهم.. أجورهم الشهرية متدنية ومع ذلك لا يحصلون عليها إلا بشق الأنفس أو إذا اضطروا إلى اللجوء للإضراب.. هذا غير منصف.من حق هؤلاء أن يحصلوا على رواتب شهرية مجزية وتأمين صحي واجتماعي .. هم الآن يعملون بأجر يومي أو راتب شهري تعاقدي ضئيل، وقليل منهم حصلوا على درجات وظيفية ، بينما هذا الحق يجب أن يضمن لهم جميعاً أينما عملوا .. في العاصمة وغير العاصمة.هل هذا كثير عليهم ؟ إنه حقهم .. وقد رأينا كيف يكون الحال بدونهم أو إذا توقفوا عن العمل يوماً أو بعض يوم.* إن الاهتمام بقطاع النظافة والعاملين من أوجب واجبات الحكومة في اليمن كما في غيرها، فالحياة الإنسانية اليوم لا تستقيم دون هذا القطاع ولا غنى لها عن العاملين فيه ويتعين أن نكون عادلين في تقييم مثل هذا الأمر.. سكان البلاد ينتجون مخلفات وقمامات متنوعة على مدار الساعة، وهم في البيت ينتجون مخلفات وقمامات ، وهم في الشارع يسيرون، وهم في مكان العمل وفي السوق وفي أي مكان يوجدون فيه حتى وهم في الحدائق.. ينتجون ذلك ويقذفونه بعيداً عن أنفسهم، وبعضهم يتعايش مع هذه المخلفات لبعض الوقت لكن سرعان ما يشكو.. وبالمقابل هناك عدد محدود من السكان يتولون مهمة تنظيف بيئتنا من هذه المنتجات القذرة، أو يقبلون القيام بهذه المهمة .. فالعدل يقتضي إنصافهم وضمان حقوقهم كاملة بما في ذلك حقهم في الاحترام.لا نحن ولا الحكومة أنصفتهم.. وهذا هو الظلم بعينه .. عمال نظافة قليلو العدد أجورهم متدنية ويعملون في مهنة شديدة المخاطر ، ومع ذلك يضطرون إلى الإضراب للحصول على الفتات.. ما هذا ؟