سطور
منصور نور الصور الفوتوغرافية التي ضمها المعرض الثاني لنادي عدن للتصوير الذي يختتم عرضه مساء الثلاثاء القادم في قاعة نادي عدن السياحي التجاري ، ستظل مشاعر ( الروح الإنسانية) تتدفق منها وتدغدغ وجدان كل من زار المعرض وهي مشاعر لم استطع كبح تدفقها أو وقف تمردها وهي تنطلق بقوة خارج براويزها ( السوداء) للرفيعة. والتصوير ( الضوئي) اليوم لم يعد ملتزماً بتقاليد الكلاسيكية الجديدة والقديمة والاعتماد على التلقائية المباشرة لان المصورين الفوتوغرافيين غدوا يستفيدون من التقنية الحديثة والمزايا التي يوفرها لهم برنامج ( الفوتوشوب) في الحاسوب لإخفاء اللمسات الفنية التي تبرز الأفكار والموضوعات المراد إيصالها كرسائل إعلامية في قالب ولوحات فنية اقرب ما تكون كملصق ( دعائي) للأعمال والقضايا الإنسانية بعيداً عن أي توظيف سياسي! ومكونات معرض ( روح الإنسانية) قد أظهرت مستوى الإحساس الفني والتذوق الذي يتمتع به المصورون الشباب في نادي عدن ولهذا جاءت أعمالهم متحررة من الأنماط القديمة وأوجدت صورهم حوارية غير مباشرة بين الفنان المصور وموضوعات الصورة والمشاهد المتلقي لها حسب مستويات ثقافة المتلقي ومشاعره الوليدة لحظة تأمل تلك الأعمال الفنية وكلها مجتمعية تدفع المشاهد إلى قراءة جديدة وبأحاسيس إنسانية عميقة تولد الحوارية الجادة بعيداً أو خارج إطار مفردات الإعجاب السطحية ( رائعة - جميلة - حلوة). (روح الإنسانية) شكلت لوحاتها - صورها - معادلات التفاعل بين المشاعر المتدفقة منها ودفء الأحاسيس التي تولدها لدى المتلقي والعين التي التقطت بعدستها تلك الموضوعات التي عبرت في معظمها بالأبيض والأسود عن معاني البؤس والشقاء والقهر والجوع والمرض والفناء وكل القضايا الإنسانية ولم تقتصر وظيفة الدرجات اللونية للونين ( الأبيض والأسود) على التعبير عن تلك الأحاسيس بل كانت عند مصوري النصف الأول من القرن الماضي الأساس لإبراز الجمال ايضاً وقد برع المصورون في إظهار مفاتن وجمال سيدة الإغراء في السينما الغربية ( مارلين مونرو) وكانت مصدر الهام للكثير من الكتاب والشعراء في تلك الفترة. ونتمنى أن تكون صور ( روح الإنسانية) مصدر الهام لدى الشعراء والكتاب لخلق المزيد من التفاعل الحقيقي للدفاع عن تلك القضايا التي أثارتها صور المعرض وتحية لكل من شارك في إنجاح معرض ( روح الإنسانية) بالرعاية أو الزيارة ولكل الضمائر الإنسانية التي نبضت ضوءاً وظلاً وأحست بانين التجريد الضوئي.