في مرحلة ما بعد الانتصار الحقيقي للثورة الشعبية السلمية على قوى الظلم والفساد توجه كافة قوى الشعب المظلومة أنظارها وتعقد آمالها على حكومة الوفاق الوطني في اتخاذ القرارات الفردية الهادفة إلى تحسين المستوى المعيشي والصحي للمواطن من خلال تخفيض أسعار المواد الاستهلاكية بمختلف تنوعها وتسهيل تقديم الخدمات من كهرباء وغيرها والتي أرتفعت تعرفتها بصورة مذهلة تجاوزت العقل والمنطق خلال الثورة السلمية .. وبالرغم من التحديات والتصلبات التي تواجهها الحكومة من قبل ( قوى مراكز الفساد) المتجذرة والواسعة الانتشار في المنافذ الرئيسية والفرعية داخل مؤسسات الدولة واكتظاظها ( بالطواهيش ) المفترسة للأخضر واليابس بالرغم من ذلك فإن الحكومة ومعها الشعب اليمني قادرة على تجاوز هذه المحنة وسحب البساط من تحت هذه القوى الغولية وحتى لا تصبح قراءتنا للواقع تأكيداً للمقولة الثورية الشائعة ( الثورة يفجرها الأبطال ويحكمها الأنذال) !! مع احترامنا لشرفاء هذه الحكومة ممثلة برئيسها المناضل المخضرم الأخ ( باسندوة) التي يجب أن تضع نصب أعينها أولويات تحسين المستوى المعيشي للفرد من أجل حياة كريمة خالية من معاناة المهانة والإذلال والتسول على أبواب المسؤولين بحثاً عن وظيفة مشروطة بالرشوة أو صدقة من فتات الجمعيات الخيرية .. وأمام حكومة الوفاق الوطني بنصفيها الثوري وبقايا النظام خياران لا ثالث لهما: الخيار الأول الإقرار العاجل تخفيض الأسعار والحد من لبطالة والاستفادة المثلى من المساعدات المليارية لدول الخليج .. وهذا ما يضمن للحكومة البقاء والاستمرار .الخيار الثاني: بقاء الحال كما هو عليه دون أي تحسين للمستوى المعيشي للمواطن والإنفاق الفاسد للمساعدات المليارية وفي هذه الحالة فإن المصير الحتمي لحكومة الوفاق الوطني السقوط بل السقوط العاجل المذل والمهين.
|
فكر
حكومة الوفاق الوطني ما بين البقاء والسقوط
أخبار متعلقة