عبدالله فرتوتمن المؤسف أن كثيراً من الصحف لازالت أسيرة لثقافة الماضي المظلم والتبعية ولم تتحرر بعد بل تصب جام غضبها على أي صحيفة تتوق إلى الحرية وكسر القيود التي طالما عانت منها طويلاً، ومن هذه الصحف صحيفة حكومية تقود ما يشبه حملة إعلامية للايقاع بصحيفة (14 أكتوبر) الغراء لا لشيء ، بل لأنها خالفت الأسلوب الظلامي الذي سبق ان تعودوا عليه وسلكت الطريق الصحيح لإبراز الحقائق آخذة بعين الاعتبار الرأي والرأي الآخر لابسة ثوباً جديداً يواكب عصر الثورات الربيعية لكي يكون لها السبق في ريادة الثورة الثقافية التي يتطلع إليها عالمنا العربي اليوم كأساس للتغيير وإرساء ثقافة جديدة تعيد للإنسان كرامته وحقه في الحياة ودحض ثقافة الاقصاء والتهميش والاستحواذ التي طالما عانت منها شعوبنا وأطالت عمر الأنظمة الفاسدة ردحاً من الزمن وكان للصحافة الظلامية دور بارز في تلميعها لأن تلك الأنظمة لاتريدها أن تخرج عن المألوف وقول الحقيقة خشية من الخطر الذي ستسببه لها فطوعتها وارغمتها ان تكون لسان حالها وإذا ما خرجت أي صحيفة عن هذا النهج اقامت عليها الحد . وهذا ما تم تنفيذه ضد صحيفة الأيام المشهود لها بالنزاهة في نشر الأحداث كما هي وتناول كل الرؤى بحرية وأمانة ونقل معاناة الناس بكفاءة عالية فكانت شبيهة بزلزال هز اركان النظام واتباعهم من الظلاميين والجهلة ولم يستطيعوا مقارعتها عبر وسائل اعلامهم المتطورة ولا صحافتهم المترهلة ففشلوا في تطويعها كأخواتها من الصحف الأخرى وعندما شعروا بخيبة الأمل وعدم القدرة على مجاراتها لجأوا إلى استخدام قوة السلاح لالجامها واخماد شعلتها المنيرة لطريق الحرية .. ومازالت آثار ذخائر اسلحتهم منحوتة على جدران مكتب صحيفة الأيام كشاهد تاريخي على ما ارتكبوه من جرم ولم يتوقفوا عند هذا الحد، بل عمدوا إلى تلفيق التهم على رئيس تحريرها وأخيه وجرجروهما إلى السجون والمحاكم ومازالت المكيدة قائمة وصحيفة (الأيام) لم تر النور، فما احوجنا إليها اليوم.ولكي أوضح الصورة من دون أي لبس إليك ما طالعتنا به صحيفة حكومية في عددها رقم 15386 ـ 28 صفر 1433هـ ـ 22 يناير 2012م الصفحة الأخيرة تحت عنوان (الحراك الجنوبي والقاعدة حراك على الورق وتقدم على الأرض) ويقول: (اجتياح لمديرية رداع جاء مفاجئاً ويشبه في ذلك اجتياح الحراك الجنوبي لصحيفة 14 أكتوبر)! إذا صاحبنا الصحفي القدير يونس هزاع حسان لم يقل يوماً: اجتياح القاعدة لمحافظة أبين كان مفاجئاً ويشبه في ذلك اجتياح (.....) لصحيفة الجمهورية .. فهذا لا يعنيه. إذاً هل صحيفة 14 أكتوبر ارتكبت جرماً كبيراً لتغطيتها ما يرتكب من افعال بحق أبناء الجنوب وآخرها المجزرة البشعة التي راح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح .. أم اصبحت ثورة الحراك السلمي في الجنوب التي سبقت ثورات الربيع العربي بسنوات وعتمت إعلامياً وضحت بدماء ابنائها حيث ان عدد شهدائها يفوق شهداء الثورة الشبابية اليمنية هي الأخطر بالنسبة لكم؟ أخطر من بقايا النظام؟ وأخطر من القاعدة؟ فيتوجب عليكم محاربتها ومواصلة التعتيم الإعلامي بحقها حتى لاترى النور وهل صارت صحيفة 14 أكتوبر تحت ملكيتكم الخاصة ولا تنشر إلا ما ترونه مناسباً لثقافتكم الظلامية واطماعكم؟ وتريدون أخماد ثورة شعب مسالم يطالب بحقه وحريته وكرامته.الا ترون أن اللغة التي تتحدثون بها لغة (...) محضة والا كيف تشبهون الحراك الجنوبي بــ (القاعدة) أو أكثر خطورة منها؟! أليس هذا تحريضاً مباشراً لاجتثات شعب الجنوب؟!واعتقد أن هذا بعيد المنال طالما وان هناك شعوباً حرة ستقف إلى جانب قضيتنا العادلة وطالما الشعب في الجنوب لازال حياً وقوياً وموحداً.أخيراً يجب ان تفهموا جيداً اننا مع حرية الرأي والرأي الآخر .. ولكن لايعني ذلك أن تمنع شعباً عانى الويلات والظلم من ينل حريته.والله هو النصير، وليكن في عون صحيفة 14 أكتوبر وطاقم تحريرها، والعبرة في صحيفة (الأيام).
|
فكر
الصحافة الحرة والتحرر من القيود!
أخبار متعلقة