لم نسمع عن مجزرة بثورة الشباب إلا بعد أن تولّت قيادة الفرقة الأولى مدرع مسؤولية حماية الشباب.. ماعدا مجزرة (جمعة الكرامة)، التي تحمل في طياتها الكثير مما خفي والقليل مما اتضح تصريحاً وتلميحاً وأسى.فمن أين أُكلت وتؤكل الكتف يا عباد الله؟إن نظرةً فاحصةً وعميقةً تكشف لنا كل ألاعيب النظام الماثل للكفن بشقيه المباشر والمتواري خلف قناع الثورة.ولنكن واقعيين ومنصفين في ثورتنا الحقيقية ضدّ كل مخلفات فساد النظام.. فمن ساوانا في ظلمه لتحقيق عدالة نظامه فالأولى به أن يكتمل ارتحالاً ليحفظ ما تبقّى من تماسكه الشخصي أمام المحافل العربية والشقيقة.. أما المحافل الدولية والداخلية فيبدو أنها الأعلم بحقيقة ما يدور خلف وجوار الكواليس.. بدءاً من مجزرة (الكرامة) وحتى كوابيس المتارس والفتاوى.علي محسن الأحمر “حفظه الله” وهو يمثّل الآن في ظاهره رأس قيادة حماة الثورة.. لا نريد منه سوى أن يفي بوعده الأول والثاني حول رحيله، بمجرد رحيل رأس النظام والتزامه بمحاكمة عادلة أمام كل التهم الموجهة إليه.إن الدماء الزكية لشباب الثورة سالت وامتلأت الأرصفة والفيافي بها في ظلّ حماة الثورة وتحت سمعهم وبصرهم.. فما جدوى أن نكذب على أرواح شهدائنا تحت ذريعة الخلاص من فئةٍ، ثم الفئة التي تليها إذا كانت فئة المؤلفة قلوبهم تعي جيداً أنها لم تقدم لثورة الشباب سوى الطعن من الظهر.. والمماطلة والتسويف في عمر الثورة.. وتضييع الكثير من الفرص للخلاص المبكّر من نظامٍ اقتسم قادته الكأس والقدح!.إن ما يحدث بمصر الحبيبة لهو خير دليل على الكابوس الجاثم على ثورة الشباب هناك، ولأنهم صريحون في حبهم لوطنهم قالوها علانيةً: فليرحل المجلس العسكري.. ولتأتِ الدولة المدنية اليمنية الحديثة، يرسمها الرجال والنساء على اختلاف مدارسهم وأطروحاتهم تحت مبدأ واحدٍ هو حب الوطن ومصلحته العليا والأسمى.فليرحلوا جميعاً إن كان من تبقى منهم يحمل حباً ووفاءً لهذا الوطن المغلوب على أمره والمذبوح من وريده.. إلا إن أرادوا أن يعود علي عبدالله صالح ليطالب برحيلهم قبل أن يسلّم السلطة للمشير هادي، فهذا أمر آخر ستكشفه الأيام القليلة القادمة.
|
فكر
فليرحل حامي الثورة
أخبار متعلقة