- لا يخفى على احد مدى توسع شعبية الحراك الجنوبي يوما بعد يوم شئنا ذلك أم أبينا فقد استطاع الحراك الجنوبي أن يثبت أقدامه في كل مناطق المحافظات الجنوبية دون استثناء كصوت يعبر عن كثير من أبناء الجنوب الذين لهم الحق في التعبير كما يحق لأي حزب التعبير عن آرائه.-ولقد حز في نفسي أن ينكر أو يستنكر البعض وجود الحراك الجنوبي أو ما يقوم به من فعاليات سلمية في كل ربوع المحافظات ألجنوبية وكأنها رجس من عمل الشيطان في وقت يحلو للآخرين أن يعبروا عن وجهة نظرهم ويفعلوا ما يشاؤون وهذا أمر مثير للاستغراب.- كنت أتمنى من الذين ينكرون والذين يستنكرون الحراك الجنوبي وفعالياته السلمية أن يسألوا أنفسهم أو يسألوا رجالاتهم عن سبب ودوافع قيام أو وجود هذا الحراك الذي كما قلت يزداد انتشارا في شعبيته ليس فقط في كل محافظة بل في كل شارع بل وفي كل منزل في الجنوب..-هذا الحراك لم يكن موجودا ولم نسمع عنه بعد 22مايو 1990م أو قولوا لم يكن له أثر في الواقع لعدة سنوات لان أبناء الجنوب كانوا أكثر الناس تطلعاً إلى حياة أفضل في ظل الوحدة اليمنية ولكن بعد سنوات من الوحدة جاء هذا الحراك إجباريا وليس اختياريا بعدما عانى أبناء الجنوب من القهر والظلم وشدة الفقر ونهب الأراضي وتسريح رجالاته من الجيش والشرطة والأمن بل ومن المرافق المدنية ومن أعمالهم ظلما وعدوانا باسم الخصخصة فرموا بالناس في الشوارع وحرموهم من حقوقهم وسلبوا مستحقاتهم واستباحوا ممتلكاتهم وهمشوا كوادرهم واستولوا على أراضيهم وأبناء الجنوب محرومون حتى من قطعة ارض لبناء مسكن يعيشون فيه وهناك من يملك العشرات من الكيلو مترا ت من خارج مناطق الجنوب في ارض الجنوب بدون حق.- نعم لقد كانت الوحدة اليمنية حلما لأبناء الجنوب دون استثناء وكانوا هم السباقين للوحدة لكن ما شاهدوه بعد الوحدة لم يعبر عن الوحدة ولا أدنى من ذلك فاعتقد البعض من المتنفذين أن الوحدة مغنم لتوسيع ثروته ومكسب لاستغلال الجنوب لمصالحه والتعالي على أبناء الجنوب وتصفيتهم من أعمالهم وجعلهم كدرجة ثانية وثالثة ورابعة وليس كشركاء في الحقوق والواجبات والمواطنة المتساوية وتهميشهم من الحياة وتحويل عدن إلى قرية أو مدينة سياحية لهم ودفن المطار وميناء عدن الأشهر على مستوى العالم وجعل ابناءها تابعين أو كشحاتين وهذا ما لمسه الغالبية العظمى من الطبقات الدنيا بل والكوادر وكثير من الأمور التي أحبطت الناس والتي أدت إلى أن تصل الكراهية بأبناء الجنوب باليوم الذي عرفوا فيه يوم الثاني والعشرين من مايو1990م.- لقد كنا حقيقة نحاول أن نقنع أنفسنا بالوحدة وما تحقق لها من ايجابيات لكن هناك من حاول ويحاول أن يكره الناس في الوحدة بعد أن ازداد التجاهل والإهمال والتهميش لأبناء المحافظات الجنوبية بالرغم من أهمية الجنوب وما تحويه من ثروات طائلة برا وبحرا وجوا إلى درجة أن عدن أصبحت حتى لا تذكر في نشرة الأخبار.- لذلك يجب أن تحترم كل الجهات خيارات ومطالب أبناء الجنوب ومن حقهم أن يكون لهم أصوات تطالب بحقوقهم والاستماع إلى مطالبهم بعيدا عن العنف والقوة فكل المطالب مشروعة وكل الحقوق يجب أن تكون مكفولة كما كانت لهم الحقوق مكفولة في التعبير وتغيير نظام الرئيس علي عبدالله صالح في مظاهراتهم.-لقد عانى أبناء الجنوب كثيرا طيلة السنوات الماضية وبدلا من تصحيح الأوضاع شعروا بمزيد من المعاناة والتهميش والتجاهل اقتصاديا وسياسيا ورياضيا وإنسانياً وفي كل شئون الحياة وأشك في إصلاح الأوضاع في القريب العاجل بعد أن تم تصفية الموظفين من أعمالهم وتهميش كوادرهم واستباحة أراضيهم وحتى متنفساتهم والاستيلاء على ثرواتهم وزيادة معاناتهم في الخدمات وجعل عاصمتهم تبعية لهم يعملون فيها ما يشاؤون.- ومع زيادة المطالب بإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل 22مايو 90م فان العقل والمنطق يقول أن فك الارتباط ليس بالقوة وان بقاء الوحدة ليس بالقوة كما يصر المتنفذون للحفاظ على مصالحهم الشخصية بل ويجب أن يكون هناك حل وسط وعادل خاصة بوجود مصاعب عديدة وكبيرة في تغيير أو إصلاح الوحدة في هكذا أوضاع والمفروض إجراء استفتاء شعبي يشمل كل أبناء المحافظات الجنوبية الذين عاشوا في الجنوب إلى تاريخ 22 مايو 1990م فان وافقوا على بقاء الوحدة فأهلا بالوحدة وان وجدوا أن الوحدة لم تنفعهم وزادت من معاناتهم فلهم الحق في ذلك فالقوة أصبحت مرفوضة وانتهى زمنها ويجب أن تكون الأمور بالتراضي وليس بالقوة أو ((الصميل)) فأبناء الجنوب لهم حق الاختيار في ذلك وهم أدرى بمصالحهم فالوحدة ليست غنيمة أو استباحة الآخر بل شراكة ومساواة في الحقوق والواجبات وهذا ما لم يجده أبناء الجنوب خلال السنوات الماضية وهو ما دفع أو ساهم بظهور الحراك الجنوبي الذي يجب أن يضم في صفوفه كل الناس دون تهميش احد.والله من وراء القصد[c1][email protected][/c]
|
فكر
لماذا الحراك الجنوبي؟
أخبار متعلقة