الربيع العربي الذي يقولون إنه جاء مع ثورة الشباب .. هذا الربيع حتى الآن لم تتفتح وروده .. ولم نشاهد أزهاره.. ولم تزقزق عصافيره والبدر لم تهل أنواره.. ولا النسيم أرسل أنفاسه .. يبقى ده مش ربيع.. ربيع فشنك .. زي الرصاصة إللي تدوش وما تصيبش.. يعني الشباب الرائع الذي خرج إلى الشارع ضيع الطريق.. الجماعة (غششوه غلط)!. يا أبنائي.. دعوني أدلكم على الطريق.. الربيع الذي تبحثون عنه في داخلكم وليس في الخارج.. دعوا السياسة ولا تستمعوا لأصحابها .. حتى لا يجعلوكم مطايا للوصول إلى مصالحهم الخاصة.. استمعوا فقط إلى الأصوات التي تنبع من أعماق مشاعركم ومن قلوبكم الصافية.. استمعوا وأنصتوا لتلك الأصوات التي تناديكم نداء خفياً.. وستعرفون الطريق.. وستكتشفون بيوتاً ومنازل قائمة .. وهي من وراء الجدران منهارة.. أكوام من دموع وأحزان.. وأطلال بؤس ومذلة وحرمان.. وستعرفون أن أول الطريق يبدأ من هنا ! أول الطريق يبدأ بالحب.. وليس بالانتقام.. الحياة هي الحب .. الحب في الله .. والله محبة .. وبالحب وحده تكون الرحمة والتراحم .. باسم الله الرحمن الرحيم.. وبالحب وحده تكون المودة والحنان.. وبالحب وحده ( هو الحب وحده .. شوية ؟! ).. كما تغنت كوكب الشرق ! نعم.. بدون الحب لا يمكن أن يصلح أي عمل.. حتى السياسة من غير حب تصبح رجساً من عمل الشيطان.. والإيمان بالله لا يصح إلا بالحب ( لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا ) حديث شريف.. إذن يجب أن نعلن الحب على بعضنا البعض.. وأن يواجه كل منا الآخر ويصارحه ويقول له : أنا أحبك ! أتدرون ماذا ستكون النتيجة.. منظمات مجتمع مدني إنسانية أهلية وخيرية تملأ الشوارع والميادين والساحات.. يتدافع إلى تأسيسها وتكوينها أمواج من شباب الربيع الحقيقي.. وستتوارى وتختفي على إثرها أحزاب السياسة .. وحلبات الصراع الدموي على الثروة والسلطة وكرسي الرئاسة! منظمات المجتمع هي البديل وهي الحل.. هي العمل الصالح الذي لا يصح الإيمان إلا به.. هي زكاة النفس والبدن بلغة العصر.. هي أرقى وسيلة عصرية علمية حديثة لتعميم وتحقيق ووصول الصدقة الجارية لكل الشعب.. لكل من يستحقها.. قولوا لي: كيف ؟.. فأقول لكم.. منظمات مجتمع مدني صحيحة.. صادقة وأمينة وليست مجرد ديكور.. ستخرج لجاناً مدربة ومتخصصة من بنين وبنات.. شباب وشابات.. عاملين وعاملات.. يحملون استمارات إحصاء وبيانات.. تنزل بها إلى كل الشوارع والحارات والأزقة.. تدخل بها إلى كل بيت وشقة ومنزل وصندقة .. تحصي عدد أفراد الأسرة.. وعدد الحجرات.. وعدد العاطلين.. والأميين والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة.. والمسنين والأطفال والحوامل والرضع.. ومصدر دخل الأسرة.. والمرأة ورب الأسرة.. والبنين والبنات في المدرسة!. كل تلك البيانات يتم تفريغها في استمارات تقدم إلى لجان أخرى للفرز والدراسة والتخطيط.. وتحديد الطرق والوسائل والإمكانيات لتلبية كل حاجات المجتمع والارتقاء به إلى المستوى المعيشي الإنساني.. وستجد كل هذه اللجان وكل هذا الجيش العرمرم من زهرات شباب الوطن الصادق الأمين كل الدعم والعون ( دون عناء أو استجداء أو صفقات ومصالح خاصة ) من أتقياء وخيرين مثلهم في داخل الوطن من القادرين على أن يمدوهم بالدعم المادي والمعنوي.. وكذلك من خارج الوطن.. وهنا فقط ستتحقق الوحدة الحقيقية.. الوحدة الإنسانية.. ونستريح من لغو الحديث.. والجدل العقيم.. و .. ( وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً ) صدق الله العظيم.
أخبار متعلقة