توالت الأيام ومرت السنون تلو السنين والحال كما هو عليه ولم يستجد أو يحدث أي شيء، ونحن لازلنا نرزح تحت وطأة المعاناة والحرمان وضنك الحياة وتدهور المعيشة منذ أن تم توحيد اليمنيين في العام90م الذي لم يأت منه سوى البلاء والعناء والشقاء والاستيلاء على مقدرات وخيرات الجنوب ونهب أراضيه والسطو على ممتلكاته من قبل متنفذي النظام البائد.. من يومها ونحن نعاقر خمر المآسي ونرتجي خيراً فيمن خولناهم التحدث بلساننا ظناً منا أن فيهم الخير والصلاح وأن فيهم رجال حريصون كل الحرص على رد المظالم ورفع البلاء وردع المتنفذين ودحر المستبدين إلا أن أمنياتنا وآمالنا تبخرت وغدت مجرد سراب بقيعة كنا نحسبه ماء وهو في الأصل لاشيء..واليوم وبعد أن سقط النظام المستبد وتخلصنا من الهم الذي جثم على صدورنا أعواماً طويلة صرنا نتطلع إلى دولة جنوبية تنفرد وتتفرد بكل شيء دون أن يكون فيها متنفذون أو مستبدون أو مخربون وندحر كل من سولت له نفسه في الماضي المساس بها وبأهلها وبخيراتها والعبث بممتلكاتها..اليوم باتت الطريق أمامنا مفتوحة ولكنها محفوفة بالمخاطر والأشواك ولن نبلغ مرادنا وهدفنا إلا بشق الأنفس وربما بتضحيات سيخلدها التاريخ في صفحاته مثلما خلد صفحات السابقين الذين صالوا وجالوا لتحرير الجنوب من براثن المستبد البريطاني الذي أراد أن تكون له، رجال فعلاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه وأمنوا بقضيتهم حتى النخاع ولم يتخاذلوا ولم يتوانوا في نصرة شعبهم وتحرير أرضهم المستعمرة من قبل جنود الاحتلال البريطاني لم يختلفوا ولم يبحثوا عن مصالح خاصة أو أهداف شخصية أو مآرب أو غايات إنما كان همهم الأول والأخير أن يتخلص وطنهم من أنينه وصرخاته وهمومه التي يعانيها فكان لهم ما أرادوا حينما صدقوا وسعوا إلى ذلك، بعكس ما يحدث اليوم الكل نفسي نفسي، والكل يغني على ليلاه والبعض يغرد خارج السرب ولم تتفق الرواء ولم تتحد الآراء ولم تتضافر الجهود وتتعاضد الأيدي لتحرر وتسترد دولة كانت في الماضي القريب مستقلة جغرافياً ومادياً. فكم من اجتماعات ولقاءات وحوارات وندوات سعت لوضع حلول لمشكلة الجنوب وعقده من اجل الجنوب إلا أنها لم تفض إلى شيء ولم تحقق أقل القليل بل زادت هوة النزاعات والاختلافات واتسعت رقعة التباغض فيما بين قيادات الجنوب.. اجتماع تلو الآخر ولقاء يعقبه لقاء والنتيجة لاشيء..فإذا كنا هكذا وبهذا الشكل فهل سنسترد دولتنا ونستغل بها؟؟ لا أظن ذلك إطلاقاُ ولن نبلغ مرامنا ومرادنا ونحقق غايتنا ونستغل بدولتنا.. إذا ما الحل؟ في اعتقادي طالما أن القيادات البارزة التي هي صفوة المجتمع لم تتفق ولم تتحد تحت رأي واحد وقرار فيجب ألا ننتظر منهم شيئاً ليس استخفافا بهم وليس تقليلاً من قدرهم ولكن كلما مرت الأيام أتسع الجرح وكبر الألم وتضاءل الأمل وزادت معاناة الشعب الذي لم يعد قادراً على احتمال المزيد والدليل محافظة أبين وأهلها النازحون الذين حتى اللحظة لم يقدم لهم أحد أدنى مساعدة تنسيهم همهم وتخفف من وطأة معاناتهم ولهيب أشواقهم,بل ولم تسع أي جهة أو منظمة أو جماعة إلى تخليص المحافظة من العابثين بها..إذا كلما تأخر الحسم وتأخر القرار زاد العناء والشقاء ونحن لسنا بحاجة للمزيد منه في ظل تدهور المعيشة وضنك الحياة، ولهذا لا بد أن يصنع الشعب ثورته بنفسه ويحرر ذاته من براثن محتليه ومستبديه ويقول كلمة الفصل حتى وإن أختلف أولى ألأمر وتباعدت وجهات نظرهم في كيفية الخلاص والحلول..يجب أن يقرر الشعب مصيره ويتحد تحت كلمة ورأي واحد يهدف في باطنه وظاهر إلى رفع الضيم الذي لحق بالشعب جراء سياسات التمييز والإقصاء والترهيب والتخويف التي لازمته ردحاً من الزمن والتي لم تخلف سوى البلاء والألم.يجب أن يقول الشعب لفرقاء الجنوب كفى !! إما أن تتفقوا على رأي سديد سليم وكلمة سواء وتدعوا التناحر والتباغض، وإما أن تتنحوا جانباً وسيقول الشعب كلمة الفصل التي قالتها شعوب كثيرة وحققت مرادها من خلالها دون أن تلتفت إلى أحد ودون أن تنتظر الشفقة والرحمة من أحد وصدقوني إن صدق الشعب وتوحد فسيحقق مبتغاه وهدفه وسينال مراده ومرامه لأنه كما قال أبو القاسم الشابي: (إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر).. وهنا فقط سيدرك الفرقاء الخطأ الذي كانوا واقعين فيه وسيدركون أن الشعب هو من يصنع المعجزات وأن الاتحاد والائتلاف والاتفاق دوماً يوصل إلى المراد وسيرضخون هم أيضا لإرادة الشعب.. فإلى الفرقاء في الداخل والخارج اجتمعوا على كلمة سواء ووحدوا صفوفكم وآراءكم وتخلصوا من كل مشاكلكم بعدها ستجدون الشعب كله من خلفكم بل أمامكم وإلا فالشعب ليس بحاجة لفرقاء سيشتتون الوطن ويفرقونه كل حسب رؤيته ونظرته..والله من وراء القصد.[c1][email protected]
|
فكر
هام إلى شعب الجنوب وفرقائه
أخبار متعلقة