أخيرا ضاق (الماوري ) ذرعاً بقيم العدالة والمبادئ التي ظل يلوكها، وضرب عرض الحائط بما ظل يردده وينشر إيمانه به واستماتته في الدفاع عنه على الملا .لقد كان كما كان يقول شوكة في عين البغي والبغاة كيفما كانوا وأينما كانوا ، لكنه اليوم ينظم بطريقة فجة إلى جوقة المرجفين في الأرض الذين يسوقون مشاريع جديدة للعبودية، ويقولون عنها إنها الحلول الحصرية لقضية الجنوب أولا والشمال ثانياً وهي ليست في حقيقتها سوى حل لمشاكل مناطقهم في جنوب الشمال وشرقه وغربه الذين لا زالوا يعانون منها منذ مئات السنين وهم اليوم يريدون اغتنام الفرصة باستخدام الجنوب جسر عبور ومطية يركبونها للخروج من تلك المعاناة طويلة الأجل ،أما الجنوب فأن ما يقترحه الماروي ويصرح به سيكون بالنسبة للجنوبيين كارثة أفظع من كارثة الوحدة الاندماجية والانقلاب عليها في 94م .لا نلومه ولا نلوم غيره حينما يبحثون عن حلول لمشاكل مناطقهم وقضاياهم المزمنة وليس في ذلك عيب ولا عتب، بل إنا سنساندهم ، وسنكون ظهيرا لهم كما كان الجنوب في الماضي لهم كذلك ، غير إن العيب والعتب يلف الماوري وأمثاله من رؤوسهم حتى أخمص قدميهم حينما يعبدون طريق حريتهم بالتسويق للاستمرار في قهر أبناء الجنوب وسلب حرياتهم ، عن طريق إنتاج صور جديدة للوحدة هي اشد وطأة وأكثر ألما على الجنوب من الوحدة الحالية لأنها ستعني حث التراب بشكل نهائي ليس على قضية الجنوب فقط بل على الجنوب برمته ودفن أبنائه إلى الأبد .مصدر قلق ( صاحب المسلسل ) من الفيدرالية بين الشمال والجنوب -التي دار مسلسه حولها - هو أن يعود أبناء وسط الشمال وشماله للانفراد بهم من جديد ،ولعلمه الأكيد إنهم لا يستطيعون مواجهتهم بدون أبناء الجنوب ، وخوفه من ان تدفن قضاياهم بين ثنايا مثل هذا المشروع ، لذلك فهو يحبذ دفن الجنوب بدلاً من دفن قضاياهم ،وكان بإمكانه إذا ما كان يحمل بين أضلعه ذاك( الضمير) الذي ظل يحدثنا عنه، أن يطالب وغيره بتعميم الفيدرالية على محافظات الشمال في إطار إقرارها بين الشمال والجنوب.على كل حال وكما قال في مسلسله بأنا جربنا التشطير وفشل وجربنا الوحدة وفشلت ، وهي مقوله زائفة يرددها رواد الفيدرالية وعرابيها في طريق تسويقهم لها ، ولكن إذا ما آمنا بصحة ذلك القول ( جدلاً ) ، فأن مشروع الفيدرالية ( بشكل عام ) سواء الثنائي او غيره لن يكون مصيره بأحسن من سابقيه ، ذلك أنه إذا كان احد الأطراف لايزال متمسكاً بالاندماجية حتى الموت وهاهي فشلت ، والآخر يريد فك الارتباط بشكل نهائي او الموت ، وهو كما يقول خيار قد تمت تجربته حتى العام 90 وفشل ، فكيف سيكون مصير مشروع مرفوض من الطرفين لا أبناء الشمال مؤمنون به ،لأنهم لا يرضون بغير كامل الكعكة بديلاً . ولا أبناء الجنوب يقبلون به لأنهم يرونه وجهاً مطوراً ومشوهاً لتشريع وضع ( ... ) القائم .واذا ما كان هذا هو مصير مشروع الفيدرالية الثنائية . فإن غيره من مشاريع ( الفدرلة ) التي يحلم بها الماوري كطوق نجاة لمعاناتهم وكشكل جديد ( يراه الماوري مناسبا للمرحلة ) مرحلة سيطرة الوجوه الجديدة التي تتطلع لأستيراث الجنوب من الوجوه الحالية ’ لن يكون مصيرها إلا الفشل الذريع وتفجير الأوضاع بين الجنوب والشمال بصورة عنيفة ومدمرة ’ لأنه بالنسبة للجنوبيين ليس إلا ( تحليلاً ) لوضع ( ... ) القائم .الأمر الثاني كان يفترض بالماوري ان يعنون حلقته بعنوان (دموع التماسيح) نسبة إلى تلك الدموع التي يذرفها خوفاً وهلعاً على لحمة الجنوب من التشظي بعد ان يتحقق لهم النصر في فك الارتباط ، كما إن اجتراره لتاريخ الجنوب في حلقة ( دموع التماسيح ) بتلك الصورة المشوهة أمر يبعث على السخرية ، ولأول مرة يظهر ( الماوري ) ( كاذباً ومغالطاً ) بهذا الشكل وهو يحاول إن يلوي عنق التاريخ الجنوبي إلى الجهة التي يؤمن بها .حضرموت درة تاج الجنوب ومهوى افئدة ابنائه وهي من الجنوب بموضع القلب من الجسد ، ولا تلميح ( الماوري) ولا تصريح غيره من المرجفين سينال من موقعها من الجنوب ولا من موقع الجنوب في قلوب ابناء حضرموت السلام ، حضرموت الخير ، فليبحث المفتنون لهم عن وجهة اخرى .هذا ما يجب إن يؤمن به الماوري حلاً للقضية الجنوبية كما يرغب ويريد ابناء الجنوب ليس كما يريد جلادوهم ،تلك هي اللغة التي يمكنه من خلالها ان يتحدث مع ابناء الجنوب او ينظّر لهم ، اما مشاكل مناطقهم فلن تحل بتعميق جراح الجنوب والدوس على كرامته .وسيجد هذا الرجل وغيره من ابناء تلك المناطق الحلول لها ، وسنكون في الجنوب كما كنا دوماً لهم السند والظهير ،إذا ما رحمونا من أفكارهم الشيطانية التي ينشدون من خلالها حريتهم باستعبادنا .لم يقدم الماوري شيئاً جديداً ولا جدياً في مسلسله ( المفدرل ) الخبيث ، بل اني اعتبره حسماً من رصيده الذي بناه بالدفاع - كما يزعم - عن قيم الحرية والعدالة ،وهو في كل حلقات مسلسله (المفدرل ) لم يقل سوى شيء واحد :( وما انا إلا من غزية إن غوت غويت وان ترشد غزية ارشد )
|
فكر
كشف المتواري في تلبيس الماوري!
أخبار متعلقة