كانت حرب 94 عند الكثيرين من الجنوبيين نهاية مؤلمة لمشروع الوحدة الوطنية الموقعة في 22 مايو 1990، ومن ذلك التاريخ (7/7/ 94) هرولت المليشيات والجنرالات والغوغاء ورجال القبائل للنيل من الجنوب ودولته ووأدها وطمس الهوية والنهب المنظم.ظهر الشيخ حميد الأحمر كواحد من رجال تلك المرحلة واستولى ونهب ما لذ وطاب من مال وارض وخيرات الجنوب، لم يعلن اعتراضه ولم يبد امتعاضه وغضبه من حاشيته أو المحسوبين عليه من هجومهم الوحشي على خيراته التي ذهبت لهم ولغيرهم من المستبدين.مع بزوغ فجر الربيع اليمني أطل حميد الأحمر من نافذة الحريص والغيور على الجنوب وصدّر اتهاماته لخصومه بنهبه في مشهد كوميدي لا يقل عن إطلالات عبده الجندي على الأعلام وتهكماته ونكاته.....!يريد رئيساً من الجنوب وأحاديث كثيرة عنه لا تقل عما قاله مالك في الخمر..ودولة مدنية وهو مقيد بقيود وعقليات الفيد والربح وأسير لقوانين القبيلة ولا زال (ساعده) صامتاً لم يعلن اعتذاره للجنوب وأهله عن فتواه الشهيرة باستباحة دمائهم، ولا زال منزل السيد علي سالم البيض في قبضته..!.يدرك حميد الأحمر أن أبناء الجنوب عاطفيون ويبعث رسائله إليهم، لاستمالة قلوبهم، لتحقيق أهدافه وغاياته، وهم يدركون جيداً انه احد الجلادين والذين حولوا حياتهم إلى كوابيس مزعجة!.التاريخ لا ينسى.. والذاكرة ليست مغيبة..من حقه أن يلعب مع (علي صالح) بالطريقة التي تفيده..لكن بعيداً عن ورقة الجنوب (المغلوب) التي يستخدمها لتعزيز موقفه، مثلما تستخدم سلطة المؤتمر ورقة القاعدة، لتحقيق أهداف في مرمى أنصار التغيير والتداول السلمي للسلطة والانتصار لمبدأ (ما لنا إلا علي)!.مشكلة الجنوب الحقيقية أن أبناءه الساسة لم يعطوه حق قدره وراحوا في خلافاتهم واتهاماتهم وتركوه وحيداً بلا أب شرعي..!أضحك كثيراً وأنا أشاهد حميد الأحمر يمارس (جنوبيته) بينما الجنوبيون الحقيقيون في صراعاتهم وخلافاتهم يسبحون، هم يعرفون تماماً أنهم ارتكبوا (مجازر) وأخطاء لا تغتفر، أعطاهم الجنوب ما يريدون ولم يأخذ شيئاً...كل ما يريده الجنوب منهم الاتفاق ولو لمرة واحدة على الجنوب ومصلحته.. وطرح قضيته بقوة على طاولة المعادلة السياسية الراهنة، للخروج بنتيجة تعيد حيويته وترسم مستقبله الذي طال أمده وسواده.!.قال المناضل الوطني الجسور الفقيد الأستاذ عمر الجاوي وهو يخاطب حزب حميد الأحمر في منتصف التسعينيات : «والله العظيم لو اغتسلوا بماء البحر سبع مرات على أن نصدقهم فلن نصدقهم» قالها بعد أن (فركوا) به في أول منعطف نحو مصالحهم وغاياتهم، بينما بقي هو واقفاً شامخاً لم تهزه ريح المطامع إلى أن توفاه الأجل.. ومن يتابع تسابق الأحداث سيجد كل ذلك أمامه عياناً بياناً..!!.
|
فكر
هل أصبح الجنوب جزءاً من ميراث حميد الأحمر؟!
أخبار متعلقة