يستطيع المتابع للحراك السلمي الجنوبي خلال السنوات الخمس الماضية أن يلاحظ أن قيادات الحراك التي كان لها دور هام في تحريك الشارع السياسي الجنوبي الذي عبر عن رفضه لوجود ( ... ) الجاثم على الجنوب منذ انتهاء حرب عام 94م ، تعاني حالياً من بعض علامات “الغربة” عن الشارع الجنوبي بالرغم من أنها قد استطاعت خلال الــ 3 سنوات الأولى أن توحد الحراك على مستوى الجنوب بشكل عام .. ولكن ، بالنظر إلى التباعد الجغرافي بين المحافـظات ، فإن المجلس الأعلى للحراك السلمي الذي يقود ويجمع محافظات الجنوب الست قد يجد المهمة حالياً أصعب من السابق . ولذلك ، من المستحسن أن يقسـّم العمل النضالي للحراك السلمي الميداني على أساس جغرافي إلى إقليمين يخضعان لقيادة سياسية واحدة تمثلها “ هيئة رئاسة “ ، بحيث تشكل محافظات عدن ولحج وأبين “ إقليم عدن “، وتشكل محافظات شبوة وحضرموت والمهرة “ إقليم حضرموت “، الأمر الذي يتــطلب وجود قيادات سياسية للحراك ترتكز في نشاطها الفردي والجماعي على القواعد الشعبية المتفاعلة معها في إطار المنطقة المعينة .. لأننا كجماهير لا نستطيع أن نقبل اعتبار ، هذا أو ذاك ، قائداً في الحراك إلا عندما يكون له قبول جماهيري في المدينة أو القرية أو المديرية التي يعيش فيها . فقادةً الحراك لن يتمكنوا من أن يكونوا قادة للثورة الجنوبية إلا إذا استطاعوا القيام بدورهم السياسي الفـــــاعل بين الجماهير من خلال تلمسهم أوضاع وأحوال المواطنين المعيشية والأمنية، ومساعدتهم في قضايا التعليم والصحة وغير ذلك ، لســـد الثـــغرات الناتــجة عــــن غياب الدولة ، والمساهمة في القضاء على المظاهر الاجتماعية السلبية مثل الثأر والفساد بكل أنواعه ، وفض النزاعات بين المواطنين ، والنظر في القضايا التي لم تجد طريقها إلى جهات عادلة ، بالإضافـــــة إلى قدراتهم في الإسهام في حشد الجماهير لتحقيق أهداف الحراك السلمي . على أن الجماهير تستطيع أن تختار أو تخلق قياداتــها للإقليم بنفسها من عناصر الحراك المخلصة فـــي كل محافظة ومديرية ومركز وحي سكني فيه ، الذين يبرزون من خلال تفــــاعلهم الحي مع الجماهير بشكل مباشر، لتكوين هياكل تنظيمية متماسكة للحراك في كلا الإقليمين اللذين سيسعى كل منهما بدوره إلى صنع أفضل الإنجازات الثورية للحراك في الجوانب السياسية والاجتماعية والتنظيمية والأمنية مع مراعاة خصوصية كل محافــــظة ومديرية ، للإسراع بتخطي كل سلبيات السنوات الماضية منذ ظهور الشخصيات الجنوبية في الخارج التي تدخلت في شؤون الحراك السلمي الجنوبي، وكذلك لإعداد قيادات ميدانية وسياسية فاعلة على مستوى كل المحافظات التي ترتبط كل منها عضوياً وتنظيمياً بالقيادة الإقليمية الموحدة للمحافظات الثلاث المكونة لذلك الإقليم . كما أن الترتيب لعقد مؤتمر وطني جنوبي لا بد أن يبدأ من المراكز والمديريات في كل إقليم ، ومن الخارج ، لكي يبدأ الشعب بممارسة الديمقراطية باختيار مندوبيه للمؤتمر من الشخصيات الوطنية الفاعلة في المجتمع الجنوبي وفي الخارج ، المواكبة بالفعل للثورة الشعبية الجنوبية وحراكها السياسي ، المؤمنة بحق الشعب بالحرية والديمقراطية ، والتي لم تقف يوماً ضد إرادة الشعب الجنوبي وحراكه السلمي ، لم تنتم إلى أي عمل سياسي من شأنه الإضرار بالهوية الجنوبية ، أو تعمل لمصلحة أي جهة - خارج الجنوب - أو خاضعة لها .
أخبار متعلقة