معالم
المالكية مدينة في أقصى الشمال الشرقي من سورية في محافظة الحسكة التي تعرف بالجزيرة، في منطقة مرتفعة نسبيا تبعد عن العاصمة دمشق حوالي ألف كيلو متر، فيما تفصلها حوالي ستة كيلو متراتٍ عن الحدود التركية، ونحو ثمانية عشر كيلو مترا عن الحدود العراقية.تطل المالكية على نهر دجلة ويشمخ من ورائها جبل جودي في تركيا بقمته الشاهقة الذي يظن أن سفينة نوح وقفت عليه.في العام 1928 أصبحت هذه المدينة ضمن الأراضي السورية بعد أن تم تخطيط الحدود بين سورية وتركيا، وتعرف هذه المدينة بإسم «ديريك». ومنذ ذلك التاريخ أخذت تنمو وتتسع ودب فيها النشاط.تتميز المالكية ببعض مبانيها القديمة: دار الحكومة (السرايا) وهي الآن مركز لمديرية المنطقة، الكنيسة القديمة والجامع القديم. ومازالت آثار الثّكنة الفرنسية باقية وشاهدة على دخول الفرنسيين المدينة وحكمها طوال أعوام احتلالهم ما بين 1920 و 1946.ولعل أشهر ما يميز هذه المدينة عن غيرها وجود البترول بمنطقتها المسماة الرميلان وكراتشوك، والغاز في السويدية، إضافة إلى جسرها الشهير المسمى جسر الرومان.البناء في المالكية مؤلف من ركيزتين قويتين بعرض عشرة أمتارٍ وارتفاع ثلاثة أمتار تقريبا، وتقوم القنطرة على هاتين الركيزتين بشكل نصف دائرة بيضاوية.المالكية كثيرة الأمطار والمعدل السنوي فيها يزيد كثيرا على 500ملم، لذلك فهي تعتبر من أغنى مناطق الجزيرة بالمياه الجوفية. كما تتميز بتربة بركانية عميقة كثيرة الخصب، وتكثر فيها المروج الطبيعية التي تنمو في فصل الربيع بحيث تبلغ المتر في بعض الأماكن.يسود نمط الحياة الريفية في المالكية، ولا شك أن الرابطة الأسرية المتينة هي السائدة وحدها تقريبا ولا وجود للنزعات الفردية. ويتميز سكان المالكية بفئاتهم المختلفة من أكراد وسريان وأشور وكلدان وبإفراطهم في الكرم، إذ يحتلّ الضيف المكانة الأولى في المنزل. كما ينتشر الزواج المبكر في المنطقة ويغلب الطابع الحديث على طقوس الزواج في المدينة. أما في الريف فيسود الطابع التقليدي الذي يختلف من فئةٍ إلى أخرى.ومن أفراح المالكية الأخرى عيد النيروز في 21مارس الذي يحتفل الناس فيه بالخروج إلى الطّبيعة، وعيد البربيطة وعيد العمال بالإضافة إلى الأعياد الدّينية إذ يستقبلون الحجاج بتزيين مداخل بيوتهم بأغصان الأشجار والعبارات الدينية، كما تنحر الذبائح وتقام الاحتفالات.