غضون
- البلطة هي الفأس، وقد سموا الذي حرفته قطع الاخشاب ونحوها بالفأس (بلطجي)، كما زاد و (جي) إلى بائع الخضر فقالوا خضرجي،، وكذلك مكوجي وهلمجرا، وهذا شائع عند اخوتنا المصريين، واعتقد أني قرأت مرة ان مثل هذه النسبة تركية.وإذا كان حامل الفأس (البلطة) هو من يحترف مهنة التقطيع بالبلطة، فليس من الذم وصفه بالبلطجي، ولكن الكلمة حملت بدلالات كريهة، وصارت كلمة بلطجي وبلاطجة تطلق على من يتصف سلوكه بالعنف والفوضوية والهمجية.وإذا كانت الأمور قد استقرت عند هذه المعاني، فمن العيب اطلاق وصف بلطجي على أحد لمجرد التشنيع به كيداً، واقبح ما لاحظته هو ان يتم تبادل هذه الكلمة داخل الأسرة الصحفية، ولا أدري كيف يسمح صحفي لنفسه وصف آخرين من أهل مهنته أنهم بلاطجة .. إني أقرأ مثل هذا وأشعر بالاشمئزاز .. فأين حقوق الزمالة وأدب الحديث مع الزميل؟- مهما بلغ الخلاف أو الخصومة لايجوز وصف الزميل إلا بالزميل .. فليس من (المبالطة) المقبولة تبادل وصف (بلطجي) أو بلاطجة في أي وسط فما بالك في الوسط الصحفي أو ما يعرف ببلاط صاحبة الجلالة.مؤسف ان كلمات بلطجي وبلطجية وبلاطجة شاع استخدامها في اعلام الأزمة استخداماً مفرطاً وغير مبرر فكل طرف ينعت الثاني بها، وعممت على الجميع من قبل الأطراف لدرجة ان الشعب اليمني بدا في هذا الخطاب وكأنه مجموعات بلطجية، وهاهي الخطيئة تصل إلى الوسط الإعلامي نفسه الذي يفترض ان تسود فيه كلمة زميل أو زملاء فمهما بلغت الخصومات لايجوز رفع الأدب الذي يسدل على العلاقات الرفاقية والمهنية.إننا غير راضين عن كلمات مثل (المدعو) على ما فيها من الصحة، فما بالك أن يقول صحفي لصحفي بلطجي، أو حينما تدمغ نقابة الصحفيين زملاء مهنة وأعضاء في النقابة بلون (البلطجية) كما فعلت مع زملاء في مؤسسة (14أكتوبر) لمجرد الرغبة في الاساءة.- إني ادعو الجميع إلى شطب كلمة بلطجة وما ينحت منها شطباً نهائياً من قواميسهم اللغوية، فهي كلمات مهينة توجه لأبناء هذا الشعب ولا يستحقونها تحت أي مبرر، والسلوك غير القانوني وغير الحضاري ينبغي أن يسمى باسمه، ويسمى فاعله بالاسم اللائق به .. أما أن نسمي كل ما لايعجبنا بلطجة ونسمي الناس بلاطجة وهم ليسوا كذلك فهذا مهين .. ألا تلاحظون ان هؤلاء يطلقون على انصار النظام بلاطجة وأولئك يسمون اصحاب المشترك بلاطجة، وسحبت الكلمة على الجنود والمدنيين، وامتدت فعاليتها مؤخراً إلى نقابة مهنية كنقابة الصحفيين .. فمن بقي من الشعب لم تمسه هذه الاهانة؟بالطبع لا أحد تقريباً.