• اغتيال الكلمة الصادقة لا يقدم عليه ألا من أثرت فيه حقيقتها وأعماه وهجها ونالت منه مصداقيتها، ولأنها كذلك فقد تكالب البعض على صحيفة الرابع عشر من أكتوبر عبر النيل من المثقف والمحلل والسياسي الأستاذ احمد الحبيشي رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير برفقة وكيل وزارة الإعلام، من البعض الذين لا يمكن أن يحسبوا إطلاقاً على صاحبة الجلالة، ولا ينتمون للسلطة الرابعة.• إن الصحفي لا يملك إلا قلمه ليعبر من خلاله عما يدور بخلده سواء كان ظلما تعرض له أو مصيبة حلت عليه أو سروراً شعر به، ولا يمكن للصحفي بأي حال من الأحوال أن يستعيض بالحصى عن القلم، ولا بالكلمات النابية، عن العبارات اللائقة، ولا يمكن أن يفكر في استعمال عضلاته بديلاً عن أنامله.• لهذا فإن ما تعرض له الأستاذ الحبيشي لم ينل منه شخصياً بقدر ما نال من كل شريف أراد إيصال صوته ورأيه للآخرين عبر بوابة حب الوطن، فكم كان لتحليلاته قدر من الصواب والمصداقية، وكم كانت رؤيته للأحداث تمثل إقناعاً للمتابعين له.• إن المتابع لصحيفة الرابع عشر من أكتوبر خلال الفترة الأخيرة سيجد أنها احتلت مكانة كبيرة لدى كثير من القراء، ومثلت نقلة نوعية من حيث الإخراج والتنفيذ ومن حيث المحتوى المتنوع الذي استقطب جميع الآراء ولم يقف عند رأي موحد حتى انه في قمة الأزمة كانت الصحيفة تواكب الجميع، وترى على صفحاتها ما لا تراه في الصحف الأخرى، وهو الشيء الذي أعطى خاصية لها بالتأقلم مع التغيير المرتكز على الأساسيات الوطنية والمبني على عدم إلغاء الآخر.• عجبت لتجاهل النقابات والهيئات التي تدعي أنها تدافع عن حقوق الصحفيين كيف توارت ودفنت رأسها في الرمال وهي تشاهد الاعتداء الهمجي، الذي هو موثق ورغم ذلك لم تحرك ساكنا وهي التي كانت تصيح كلما تم التلفظ فقط على احد زملاء المهنة.• إن هذه الازدواجية في التعامل مع قضايا الاعتداء التي يتعرض لها الإخوة الصحفيون يحمل العديد من علامات الاستفهام، ويقود إلى التساؤل الأكبر هل هناك صحفيون دمهم دم، وصحفيون دماؤهم ماء؟.• إن المطالبة بالحقوق لا تكون عبر الألفاظ الجارحة أو بواسطة الاستعداء، وجلب كل من لا دخل له بمهنة الصحافة ليشوهها، فالدخلاء وحدهم من لا يعطون قيمة لمن افنوا عمرهم في خدمة الوطن عبر مهنة المتاعب والأوجاع والآلام.• حذرنا وما زلنا نحذر من أن ما يؤدي إلى الفساد فهو أكثر إفساداً وإضراراً بمصالح الوطن والمواطنين ما كنا فيه، وان الإصلاح ليس باحتقار الآخرين، ولا بسلبهم حقوقهم ومكتسباتهم الأدبية التي منحتها إياهم خبرة الأيام الطويلة، وهم يساهمون في بناء الوطن عبر المساهمة في إظهار الحقيقة.• فلتظل صحيفتنا شامخة كشموخ من يعمل فيها من أعلى الهرم إلى أدناه ليخرجوا للناس يومياً بعد عناء وجهد مادة صحفية تحترم عقول ومشاعر القراء، بل وتحاول من خلال ما تتناوله التقريب بين وجهات النظر المختلفة من اجل يمن جديد يتسع للجميع لا إلغاء ولا إقصاء فيه لأحد سوى لأعداء هذا البلد العظيم.[c1] باحث دكتوراه بالجزائر
أخبار متعلقة