حملة التحصين ضد داء الشلل دعوة لحماية الطفولة
إعداد / وهيبة العريقيتحصين الأطفال يحمل معنى جميلاً .. مدلوله الحماية لفلذات الأكباد وإكسابهم حصانة تدفع عنهم الأخطار وتقيهم الوقوع في شرك الإصابة بالأمراض التي تتربص بهم الدوائر..هذا هو التحصين الروتيني للأطفال دون العام بكامل الجرعات ومن الواجب التزام الآباء والأمهات به من خلال إحضار أطفالهم إلى المرافق الصحية، وأثناء حملات التطعيم كهذه الحملة ضد شلل الأطفال التي نحن بصددها والتي تستهدف تطيعم الأطفال دون الخمسة أعوام من منزل إلى منزل، وهو كل المطلوب منهم لينال أولادهم حصانة ومناعة من أمراض الطفولة القاتلة ومن شلل الأطفالوجادة الصواب أن يستوعب المجتمع .. آباء وأمهات وأسراً وجماعات أهمية تعزيز أطفالهم دون سن الخامسة بجرعة الوقاية التي تؤمنها حملة التحصين الوطنية ضد شلل الأطفال ونحن على عتبة جولتها الثانية في الفترة من (9 - 11 يناير 2012م).ثم يترجمون حرصهم باستكمال أطفالهم دون العام والنصف من العمر جلسات التطعيم الروتيني في المرافق الصحية في مواعيدها، لما تتيحه - إلى جانب حملات التحصين - من جرعات متعددة تقيهم الإصابة بأي مرض من أمراض الطفولة التسعة القاتلة ومنها مرض شلل الأطفال الوخيم.فبالمزيد من الجرعات ضد شلل الأطفال تتزايد المناعة في جسم الطفل ضد داء الشلل وتقوى أكثر فأكثر، بما يعكس المسلك الحضاري للآباء والأمهات في سبيل وقاية أولادهم وينم عن استشعارهم بالمسؤولية والواجب الأبوي والإنساني بل والديني في مد أسباب الحماية والوقاية للأطفال من مساوئ وعقبات الإصابة بفيروس الشلل الوخيم الذي لا تقف أعباؤه على إحداث الإعاقة وما تخلفه من مرارات أليمة، وإنما - في أسوا الأحوال - يشكل أحد أسباب ارتفاع نسبة الوفيات بين الأطفال.إذن لا بد من زيادة الإقبال على تحصين الأطفال دون العام بكامل جرعات التطعيم الروتيني التي تؤمنها المرافق الصحية، وكذلك تحصين من لم يتجاوزوا سن الخامسة في حملات التحصين متى ما دعوا إليها. أيضاً من تلبية الدعوة ذاتها لتحصين أطفالهم المستهدفين في الجولة الثانية لحملة التحصين الوطنية ضد شلل الأطفال التي تقرر موعدها في الفترة من (9 - 11 يناير 2012م)، ليضاف خط دفاعي داعم لمناعة أطفال اليمن عموماً فلا يجد فيروس المرض بيئة تحتضنه وملاذا يؤويه ويقطع أمامه السبيل والمجال مجدداً من الانتشار في البلاد حتى يتلاشى تهديده لفلذات الأكباد.إننا نهيب بجميع الآباء والأمهات أن يحسنوا التصرف ويبادروا إلى تطعيم أطفالهم دون سن الخامسة، ولا يجدر بهم التهاون أو التقاعس عن واجبهم هذا، ولا يحق منع أطفالهم من هذه الحصانة الجسدية المقوية لمناعتهم ضد الفيروس البربري المسبب للشلل، حتى لا يدفع الصغار ثمن هذه التصرفات المجحفة في حقهم إذا ما أصابهم المرض، لا سمح الله..وهذا ما يجب أن يعيه ويستوعبه المنقادون وراء الأقاويل المشوهة للتحصين ، الذين يصغون للشائعات فيصدقونها.وأقول لهم ناصحة.. هلا نظرتم إلى حقيقة الشائعات أياً كانت؟! فالعلم يرفضها تماماً وكذلك العقل والدين الحنيف، والأدلة الشرعية كثيرة هنا، منها قول الصادق المصدوق نبي الهداية محمد (صلى الله عليه وسلم): “تداووا فإن الله ما جعل من داء إلا وجعل له دواء”، وقوله (صلى الله عليه وسلم): “لا ضرر ولا ضرار”.وليس للمواطنين تصديق أي شائعات مشوهة للتحصين كونها محض افتراءات جائرة غرضها النيل من حاضر ومستقبل فلذات الأكباد وتدمير عافيتهم بترك أجسادهم منالاً للإعاقة والعجز.فماذا إذا تعرض أطفالكم أو أطفال من اقتنعوا بالعدول عن التحصين ونال صغارهم مكروه؟! أي إذا أصيبوا بفيروس الشلل لا قدر الله ستكونون معهم بالطبع جناة مسؤولين أمام الله عما آل إليه حال فلذات الأكباد. ولا أحقية - البتة - في رفض التحصين وقد أنعم الله به على أولادنا، ومهما ضؤل أو قل حجم الحارمين أطفالهم من التحصين، فبمواقفهم السلبية هذه وإعراضهم عن تطعيم أطفالهم يضعون عراقيل وصعوبات أمام الجهود الرامية لمنع فيروس شلل الأطفال من الدخول والتسلل إلى البلاد مجدداً، مشكلين دروباً شائكة أمام تأمين الصحة والسلامة للأجيال تضعف مساعي الحفاظ بقوة على نقاء وصفاء بيئتنا من دنس فيروس الشلل البشع.كيف لا؟ وهم يتيحون بتهاونهم الفرصة لاحتضانه وسبل التمكين في الانتشار إذا ما تهيأت الظروف للفيروس وواتت.لا بد أن يكون الجميع على قدر من المسؤولية ويحرصون على تلقي أطفالهم الذين لم يتجاوزوا العام الأول من العمر جرعات التحصين الروتيني كاملة، مع الالتزام بمواعيدها المدونة في كرت التطعيم، إلى جانب الحرص على تطعيم من هم دون سن الخامسة خلال الجولة الثانية لحملة التحصين الوطنية ضد شلل الأطفال في موعدها المقرر في الفترة من (9 - 11 يناير 2012م).فواقع الحال يفرض أن نهتم بالجانبين معاً .. بالتحصين الروتيني وبحملة التحصين هذه، بصرف النظر عما إذا كان الطفل تحصن مراراً في السابق أم لا.أيضاً لا داعي للخوف من تطعيم الطفل المريض بأي من الأمراض الشائعة، مثل الإسهال الطفيف أو نزلة البرد أو الحصبة أو الحمى العادية، إلا أن الطفل الذي يعاني الإسهال وبالذات إذا كان متزايداً لا يحرم من التطعيم ولكن يعاود تحصينه مرة أخرى بعد توقف الإسهال مباشرة، تعويضاً له عن الجرعة السابقة التي ربما يستفيد منها، ولضمان فاعلية الجرعة الجديدة وأدائها لدورها الوقائي.فاللقاح هنا يوفر حماية لسائر الأطفال دون سن الخامسة بصرف النظر عن الإصابة بأي من الأمراض الطفيفة الشائعة.وفي حال ظهور أعراض سلبية على الطفل المحصن، فإنها ليست بسبب اللقاح، بل على الأرجح نتيجة مرض غير متوقع لا علاقة له باللقاح.المهم أن يحصل الطفل دون سن الخامسة على جرعات متكررة من اللقاح الفموي من خلال التحصين الروتيني وعند الحملات ليكتسب مناعة كاملة ضد الفيروس المسبب للشلل، لا أن تتبدد الجهود الرامية لوقايتهم من هذا المرض وتذهب أدراج الرياح.في الختام .. أعود لأذكر مجدداً بأن الجولة الثانية لحملة التحصين الوطنية ضد شلل الأطفال قد دنا موعدها واقترب، حيث ستنفذ من منزل إلى منزل على مدى ثلاثة أيام في الفترة من (9 - 11 يناير 2012م) في جميع محافظات الجمهورية لتحصين الأطفال ضد داء الشلل، وكل ما هو مطلوب من الآباء والأمهات حينها أن يحرصوا على تطعيم فلذات أكبادهم دون سن الخامسة بلا استثناء، مهما قلت أو كثرت الجرعات التي تلقوها في السابق، فهم بحاجة إلى جرعة إضافية متى دعت إليها الحاجة لتكون سنداً لصحتهم يمدهم بأسباب الوقاية ويعزز مناعتهم الجسدية المكتسبة.[c1] المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكانيبوزارة الصحة العامة والسكان [/c]