غضون
* الجديد في حياتي خلال العام الجديد (2012) أنه سيزداد في عمري سنة ـ زاد الله في اعماركم ـ وسأكون أكبر من ابني البكر ذي الثالثة والعشرين بثلاثين سنة. ولا أقصد المغالطة في الحساب .. عمري الآن بصراحة (53) حولاً وصاحبتي على علم مسبق بذلك .. قبل عشر سنوات جاء إلى مكتبي في العمل السابق منجم .. سألني عن اسمي واسم أمي وميلادي.. ثم حسب وكتب وضرب وطرح وقرأ ثم استنتج أني وأمثالي من مواليد الابراج والنجوم والطوالع إما أن نموت قبل السنة الخامسة والأربعين من العمر وإما أن نعيش إلى ارذل العمر بعد مائة سنة .. تجاوزت سن الخامسة والأربعين ولازلت اليوم حياً، ولا أرجو أن يصدق ذلك المنجم في الأخيرة، بعد أن بان كذبه في الأولى .. أحب الحياة، وأجهد للاستمتاع فيها في هذا البلد لكن أحياناً أتمنى أن لاتطول .. طول حياة الإنسان في هذا البلد لا يعني سوى انتظار العسرة والمزيد من المكاره، والقوي فينا من يقاوم وسأقاوم.* ان يمضي من عمرك عام يعني انك كنت مصارعاً جيداً للبقاء على قيد الحياة، وأن يهل عليك عام جديد فذلك لا يعني شيئاً سوى أن عليك الاستمرار على قانون (يتبع ما قبله) من الجهاد من أجل البقاء على الحال نفسه، خاضعاً لقانون الموات (جرى القلم بما يكون سيان بين الحركة والسكون)!أسوأ القوانين وجدت هنا في اليمن منذ أقدم العصور وصممت لكي تعمل على الدوام حتى لو لم توجد حكومة تطبقها بمفردها .. ولكن يجب أن تقاوموا الأقدار اللعينة.الفقير في اليمن يولد فقيراً ويعيش فقيراً ويموت فقيراً ويخلف بعده أولاداً فقراء وتتكرر نفس الدوامة .. والغني يولد ويعيش ويموت ويورث أغنياء، والوزير سليل وزير، والشيخ ابن شيخ، وابن الشحاذ شحاذ، لاشيء يتغير .. الزنجي الأمريكي حرر من كل القيود وأصبح في غضون سنوات قليلة مواطناً حراً مساوياً لأقرانه البيض والصفر والسمر كاملي الحقوق، وعندنا ـ منذ ألف عام حتى اليوم ـ الأسود (خادم) .. يولد خادماً ويعيش خادماً، ويخلف (أخداماً) سدت أمامهم كل أبواب الانعتاق والمساواة .. ومن الآن يجب ان يقاوموا حتى كلمة (مهمشين)!* اليهودي اليمني أخرج من بلده إلى إسرائيل مسلوباً ومهاناً، ويهود اليمن في إسرائيل اليوم لهم دولة قانون، ومشاركون في انجاز عظائم تلك الدولة، ورغم أنهم حملوا من التراث اليهودي أسوأ ما فيه تخلصوا منه تدريجياً وصاروا جزءاً من قوى مقاومة التراث الديني البائس .. بينما المواطن اليمني المسلم اليوم ليس له دولة ولا يرغب في ذلك .. وصارت اليمن مرتعاً للإرهابيين والسلفيين الذين يقدسون أخبث ما في التراث اليهودي .. أذكر بما قلت من قبل .. القوي يجب ان يقاوم .. والسلام عليكم يوم تولدون أحياء.. مقاومون!!