لقاءات/ هبة حسن الصوفيتم خلال شهري يونيو ويوليو الماضيين عقد عدد من الاجتماعات في مدينة عدن حضرها أكاديميون ومحامون وباحثون وصحفيون وفنانون ومفكرون ومؤلفون واقتصاديون.وتمخضت الاجتماعات عن الاتفاق على تأسيس ملتقى يعنى بنشر الفكر والثقافة الديمقراطية بين الناس، ومن أهم سمات الملتقى أنه تجمع طوعي مدني مستقل يستند في أنشطته على الحوار والجدل العقلاني المعرفي، ويتلخص دور الملتقى في بناء أساس للتعايش المشترك في المجتمع المدني على قاعدة “حرية الفكر والمعتقد والتنظيم المدني والصحافة الحرة والرأي الحر) وغير ذلك . ويركز الملتقى على إسهام الناس ومساعدتهم على الاشتراك في جميع القضايا والشؤون الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تؤثر على حياتهم.ومن هذا المنطلق أقام هذا الملتقى معرضاً لبعض المقتنيات التاريخية الموجودة في عدن، من لوحات وكتيبات ومجلات ، وحتى الموسيقى كان لها نصيب في هذا المعرض.وحتى نعرف المزيد عما يحتويه المعرض إليكم أعزائي القراء هذه اللقاءات..[c1] عدن موروث ثقافي وحضاري[/c]د. خالد الحريري، عالم بحري وأديب وصحفي تحدث قائلاً: اختيرت عدن لما تزخر به من موروث ثقافي وحضاري باعتبارها المدينة التي ساد فيها المجتمع المدني لسنوات طويلة في إطار منظومة الإدارة المدنية.كما تمتعت عدن بازدهار الجانب الديني، حيث كان يوجد بها ما يقارب (50) مسجداً على الرغم من مساحتها الصغيرة وكذلك المعابد والكنائس.أما بالنسبة للجانب العمراني فقد كان لها نصيب أيضاً فهي تتمتع بالعمران الرباني لأنها مدينة ساحلية تحيط بها الجبال من كل جانب وكأنها لوحة مرسومة من صنع الخالق.وفي الجانب العمراني دخلت في عدن عدة ثقافات ومنها الأوروبية والهندية وبالنسبة للتنمية البشرية فقد كان التعليم عالياً منذ الستينات وتوفرت الخدمات الصحية أيضاً وانتشرت الفنون والمسارح والصحف الأدبية التي كانت تولي اهتمامها للحريات والثقافة ولا ننسى تألق عدن في الفن والموسيقى والغناء العدني الأصيل.وهذا المعرض جاء تجسيداًَ لما كان في الماضي وإنعاشاً للذاكرة وجذب الشباب نحو أنشطة ذات فائدة لهم وإخراجهم من غيبوبة الحاضر إلى الزمن الجميل.وشاطرته الحديث د. فتحية عبدالله منقوش حيث قالت: أعد نفسي مشاركة في تشجيع الشباب المشاركين على تنمية مهاراتهم، وبعض هؤلاء قاموا بتجميع أشياء تخص (عدن الماضي)، وأشعر بالحماس والأمل بأن يعود الماضي المشرق والمزدهر لعدن، وأتمنى من الشباب السعي إلى إحياء مدينتهم مثلما كانت وأفضل.وأضافت: ما يشدني في هذا المعرض - الذي يعتبر حلقة وصل بين جيلين - هو تلك اللوحات والرسومات التي فيها ذكريات عدن الجميلة.[c1]تذكير بمعالم عدن[/c]وقالت الأخت شذى عمر إحدى المشاركات في المعرض: يهدف هذا المعرض إلى التعريف بتاريخ عدن لأن كثيراً من الأجيال قد نسوه والبعض الآخر لا يعرف عنه شيئاً، فهذا إنعاش للذاكرة.وبالنسبة لتوافد الزوار في اليوم الأول، فقد كانوا من الجيل القديم، ولكن بعد ذلك بدأ الشباب يتوافدون حتى يتمتعوا بماضي عدن الجميل وما فيه من حضارة وثقافة وإبداع.وعلى الرغم من أن مجالي يختلف تماماً عن المجال الأدبي فقد حظيت بفرصة رائعة جداً للمشاركة في هذا المعرض ولأنني متعطشة جداً لمعرفة تاريخ عدن الحافل بالأشياء الجميلة والمبدعة من مسرح، وفن، وأدب.... إلخ، من الإبداعات المتألقة في عدن الماضي.ومن خلال هذا الملتقى الفكري الرائع بين الماضي والحاضر أتمنى من كل الشباب الاهتمام بالتاريخ لأنه هو أساس الحاضر.وقال الطالب رهيب سعيد، أحد المشاركين في المعرض: شاركت في هذا المعرض كوني أحد أعضاء فرقة الإبداع، فمشاركتنا ليس لأننا نهوى الإبداع فقط، ولكن لمعرفة التاريخ والتراث وحتى نستطيع من خلال هذا المعرض تذكير الغافلين عن تاريخنا العريق.ويعود الفضل في مساعدتنا بهذا المعرض إلى مركز حنبلة، حيث قدم لنا الكثير من الكتب والمجلات القديمة للقراء والأدباء وهو أيضاً من سهل لنا جمع تلك الأشياء القديمة القيمة، وبدورنا كشباب من خلال هذا المعرض القيم نسعى إلى إحياء هذا التراث العظيم.وشاركته الحديث الأخت حميدة أحمد، رئيسة جمعية الحسوة النسوية البيئية عدن حيث قالت: شاركنا في هذا المعرض لأن منتجاتنا تسعى للحفاظ على التراث القديم، وجمعيتنا تسعى دائماً لإحياء القديم.. وقد تم مشاركتنا في هذا المعرض من خلال دعوة أحد الأساتذة القائمين على هذا المعرض التاريخي القيم.ومشاركتنا هذه ليست الاولى ، فنحن لنا معرضنا الخاص بنا الذي نقوم بإقامته بين حين وآخر لغرض إحياء التراث القديم بمنتجاتنا سواء كانت من الملبوسات أو الأدوات المستخدمة أو الطيب والروائح العطرة التي اشتهرت بها اليمن منذ القدم ولاسيما عدن.وأتقدم بالشكر للأستاذ/ خالد الحريري لسماحه لنا بالمشاركة في هذا المعرض وأشكر كل من ساعدنا في إقامة هذا المعرض المليء بالمقتنيات التاريخية القيمة والقديمة.وكان لنا لقاء بالأخ/ جميل القدسي مدير مركز التوعية البيئية م/ عدن، أحد زوار المعرض، فتحدث قائلاً: هذا المعرض فريد من نوعه بالنسبة لي لأنني شاهدت كثيراً من المعارض التي تهدف إلى إحياء التراث القديم عبر عرض كثير من المقتنيات التاريخية الجميلة لكن ما شد انتباهي هو تميز هذا المعرض بوجود أسطوانات قديمة للغناء اليمني والعدني، ولا يتوقف إعجابي بالأغاني القديمة التي تحتفظ بها مكتب العزاني لما فيها من أغاني قد تكون شبه معدومة أو نادرة ولكن الجميل في الموضوع، هو سماعي النشيد الوطني لأيام “الإمام يحيى” فشيء جميل أن ذلك الإرث الجميل والنادر مازال موجوداً، فعلى الرغم من محاولتي البحث عبر الانترنت عن النشيد الوطني القديم لليمن لم أجده ولكني تفاجأت بوجوده في معرض (عدن قبول الآخر)..إنه معرض مميز ومتميز بكل ما فيه.
|
ثقافة
ملتقى الفكر والثقافة والديمقراطية يفتتح معرض (عدن قبول الآخر)
أخبار متعلقة