بعد تسليمها جائزة نوبل للسلام
لقد تألقت اليمنية ( توكل كرمان) الحائزة على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع رئيسة ليبيريا ومواطنتها ، ودليل تألق “ كرمان” لمسناه من خلال مشاهدة التصفيق الحار الذي كانت تقابل به بعد كل فقرة أو جملة أو عبارة تقولها في كلمتها التي ألقتها بعد تسلمها الجائزة من قبل مؤسسة نوبل دعماً لنضالات وجهود كفاح المرأة السلمي. لقد اختارت لكلمتها تلك أن تكون ذات لغة رصينة ومتماسكة ومقولات فلسفية حكيمة تحمل دلالات ذات صياغات رفيعة المستوى ومفاهيم عامة يفهمها كل البشر مهما اختلفت لغاتهم وافهامهم وقناعاتهم إنها قيم السلام والمحبة والألفة بين البشر ومنها قيمة النضال السلمي ضد الظلم والطغيان والقمع والاستبداد من قبل الأنظمة الديكاتورية والفاسدة والمتخلفة ضد شعوبها المقهورة خاصة القادة والحكومات العربية في الوقت الراهن.هذه بعض الأفكار والجمل والعبارات والمقولات التي وردت في كلمة بنت كرمان التي ظهرت مزهوة بنشوة الفرحة بالجائزة بين الحضور اللافت لاحتفالية تسليم جائزة نوبل للسلام وبدت فيه “ توكل” متفائلة وهذا من حقها ومن حق أي امرأة في العالم أن تفرح بهديتها هذه ومن حق أي إنسان أن يشاطرها تلك الفرحة ويفتخر بجرأتها وشجاعتها ومجهودها ونشاطها السلمي إن كانت صادقة فيه .. لأن تجعله مطية أو سلماً للوصول للرئاسة في مجتمع مبني على ثقافة ذكورية مع أن من حقها أن تحلم بذلك وقد سبقتها من قبل بلقيس وسيدة الصليحية ( أروى) .الجدير ذكره هنا والذي ينبغي التوقف عنده ليس الكلمات الرنانة ولا الألفاظ والعبارات الإنشائية الطنانة والجمل المرصوفة والتراكيب اللغوية المتناسقة التي يعجب المرء بها بل العمل والجهد الذي تعنيه معاني تلك الكلمات والعبارات فتكرار “ بنت كرمان” لجمل مثل : “ إن جائزة نوبل للسلام تعد اعترافاً بالثورة اليمنية وتقديراً لتضحيات شعبها العظيم “ يتناقض مع أسفها لعدم دعم العالم لثورتها الشبابية كما دعم العالم الثورة الشبابية في تونس ومصر وليبيا والآن في سوريا حسب قولها مع علمها بأن مؤسسة نوبل ليست هي العالم بل مؤسسة تمنح جائزة للسلام أحياناً لمجرد النوايا الحسنة لشخص كما حدث للرئيس الأمريكي الذي منح هذه الجائزة لحسن نيته وهو يقف الآن مع العدو الصهيوني العنصري المحتل الذي يقتل الشعب الفلسطيني ، من أجل أن يفوز هو في الانتخابات الرئاسية المقلبة في أميركا ويحوز على رضى اليهود والصهاينة ويكسب ودهم وسيستخدم حق النقض الفيتو إن اعترف العالم بخصوص الشعب الفلسطيني في عضوية مجلس الأمن الدول ومن العبارات والجمل التي وردت في كلمة “بنت كرمان” بعد تسلمها جائزة السلام قولها “لقد خرج اليمنيون بثورة اللا عنف” وهذه العبارة تتناقض مع ما حدث على أرض الواقع في بلادنا خلال الأزمة التي عصفت بالوطن طوال تسعة أشهر من إزهاق أرواح وتدمير وخراب وتشريد أسر ونزوح عائلات ومشاكل سياسية واقتصادية وأمنية وأزمة خانقة وفوضى وكل هذا حدث بمصاحبة وبانضمام قوات مسلحة منشقة ومتمردة وعصابات قبلية متطرفة وعناصر إسلامية متشددة كانت قد عاهدت الله والشعب والوطن بأنها ستنضم إلى اعتصامات واحتجاجات الشباب السلمية ولكنها فجرت الموقف السلمي للشباب بتلويثه حين عملت على الاحتكاك والاصطدام مع النظام وقوات الأمن والجيش وحولوا أهداف الثورة من سلمية إلى عنيفة وإلى صراع على السلطة وكان ما كان وشاهدنا ما حدث في الحصبة وصوفان وأرحب ونهم وتعز وأبين وغيرها من الأماكن، وسرقوا ثورة الشباب السلمية بشهادة بنت كرمان التي اعترفت بنفسها حين قالت لوسائل الإعلام إن سطوة وسلطة الأحزاب على ثورة الشباب كانت واضحة حين قامت تلك الأحزاب بتحويل هذه الثورة إلى أهداف ومصالح سياسية لأحزاب المعارضة.بقي أن نذكر في نهاية هذه المقالة بتشكيك بنت كرمان بجائزة نوبل للسلام قبل الذهاب لاستلامها حين قالت “إن جائزة نوبل للسلام من قبل كانت عليها علامة استفهام”!! فماذا تقصد بنت كرمان ياترى بعلامة الاستفهام تلك حول جائزة نوبل للسلام..؟!