اليمن تحتفل باليوم العالمي لمكافحة الفساد
صنعاء / سبأ :احتفلت اليمن أمس بـ «اليوم العالمي لمكافحة الفساد» الذي يصادف 9 ديسمبر من كل عام.وفي الاحتفالية التي نظمتها الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد بالتعاون مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة بصنعاء تحت شعار «كافح الفساد» أكد رئيس مجلس القضاء الأعلى رئيس المحكمة العليا القاضي عصام السماوي أهمية مشاركة جميع الجهات الرسمية والشعبية في جهود مكافحة الفساد.وقال « إن القضاء يسير بخطى واثقة في عملية الإصلاح القضائي وتحقيق استقلاليته من خلال ما تم إنجازه في المرحلة الماضية، ونتمنى أن تكون المرحلة القادمة أفضل».وأشار إلى ما أنجزه مجلس القضاء من مشاريع هدفت إلى الارتقاء بمستوى القضاء اليمني منها مدونة السلوك القضائي...لافتا إلى أن المجلس يعد الكثير من الإصلاحات القضائية.وشدد القاضي السماوي على ضرورة تفاعل وتعاون جميع الجهات المعنية بالرقابة وانتهاج الشفافية والدقة لتحقيق النجاح المرجو في مكافحة الفساد.وأشاد بما أنجزته هيئة مكافحة الفساد، معتبرا أن الفترة الماضية من عمر الهيئة أكسبتها خبرة كبيرة في التعامل بحزم مع قضايا الفساد.من جانبه قال رئيس الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد المهندس أحمد الانسي «إن الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الفساد بمعية الشركاء المحليين والدوليين يكتسب بعدا هاما ودلالات كبيرة تجعله أكثر قدرة في تناولاته وأطروحاته بما يشكله من فرصة مميزة للمهتمين بهذا المجال لزيادة الوعي وشحذ الهمم وتوحيد الكلمة ضد الفساد».واعتبر الآنسي هذه الاحتفالية التي تشمل حلقات عمل نقطة انطلاق حقيقية لاستكشاف الحاجات والمتطلبات المستجدة وإمكانية التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني والشركاء الإقليميين والدوليين في مواجهة التحديات الراهنة وبالشكل الذي يتناسب مع واقع اليمن.وثمن دور برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في شراكته الحقيقية والفاعلة لجهود إنجاح برامج وفعاليات الهيئة، داعيا الشركاء الدوليين لتعزيز دعم اليمن في الجهود الرامية لمكافحة الفساد.وقال رئيس هيئة مكافحة الفساد « إن عملية مكافحة الفساد تمثل عاملا أساسيا في إحداث التغييرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية غير أن هذه العملية لم تعد مسئولية جهة بذاتها بل أضحت مسئولية مجتمعية يجب أن تتضافر فيها جهود جميع مؤسسات وفئات المجتمع».وأشار إلى أنه منذ الخطوات الأولى لتأسيس الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد مثلت عملية تعزيز الشراكة مع أركان منظومة النزاهة الوطنية أولوية خاصة بالنسبة للهيئة.وفي الاحتفالية التي حضرها النائب العام الدكتور علي الأعوش ورئيس الهيئة العليا للرقابة على المناقصات والمزايدات المهندس عبدالملك العرشي ونائبة رئيس الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد الدكتورة بلقيس أبو اصبع وأعضاء الهيئة تحدث رئيس الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة الدكتور عبدالله السنفي عن أهمية تضافر جهود مختلف الجهات الرسمية والشعبية في مكافحة الفساد.وقال « لازالت هناك فجوة واضحة بين ما تم اتخاذه من إجراءات وتدابير وبين المتطلبات الأساسية لدعم الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد وهو ما يستدعي رفع وتيرة الإنجاز وتوفير الاحتياجات ومعالجة المعوقات».وأكد الدكتور السنفي أهمية عملية التقييم العلمي والموضوعي المستمر لنتائج الأداء في مجال مكافحة الفساد باعتبارها محورا رئيسيا لتحقيق استدامة الجهود في هذا المجال وتسمح بتحديد نقاط القوة ومتطلبات البناء واستغلال فرص النجاح بالإضافة إلى رصد نقاط الضعف وتحديد أسبابها وتشخيص التحديات وكيفية التعامل معها.وأشار إلى الحاجة لتطوير البيئة التشريعية المتعلقة بمكافحة الفساد وانعكاساتها الإيجابية على إصلاح النظام القضائي، مؤكدا أهمية الاسترشاد بتجارب الدول الشقيقة والصديقة في هذا المجال.المدير القطري لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن رندا أبو الحسن أكدت أن التعاون بين الحكومة اليمنية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيركز على دعم تنمية القدرات وتعزيز التنسيق بين كل المؤسسات العاملة في مجال مكافحة الفساد.ونوهت بالدور المهم الذي يلعبه الشباب والإعلام والمجتمع المدني والمؤسسات العامة والهيئة العليا لمكافحة الفساد في تعميم وتعزيز قيم النزاهة والشفافية كشرط مسبق لمكافحة الفساد وصولا إلى الحكم الرشيد.وقالت « إن على هيئة مكافحة الفساد والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وغيرها من الجهات ذات العلاقة أن تقوم بوضع آلية تنسيق بينهما في عدد من القضايا واتخاذ القرارات التنفيذية السليمة حيالها».وفي الاحتفالية قرأت المدير القطري لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن رسالة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وصف فيها الفساد بالسرطان الذي يصيب كافة البلدان، مشيرا إلى دوره في تقويض التقدم الاجتماع ونشر عدم المساواة والظلم.وحثت رسالة أمين عام الأمم المتحدة جميع الحكومات على إدراج تدابير مكافحة الفساد في جميع البرامج الوطنية التي تدعم التنمية المستديمة ، داعيا إلى بلورة ثقافة تُعلي قيمة السلوك الأخلاقي وفضح من يمارسون الفساد في أي موقع كانوا.وشملت الاحتفالية الخاصة باليوم العالمي لمكافحة الفساد ثلاث جلسات عمل ناقشت عددا من الأوراق المقدمة في مجال مكافحة الفساد والوقاية منه.واستعرضت جلسة العمل الأولى خمس أوراق عمل استعرض في الأولى عضو هيئة مكافحة الفساد رئيس قطاع الذمة المالية الدكتور محمد حمود المطري جهود اليمن في مواءمة القوانين مع المعاهدات والاتفاقيات الدولية المصادقة عليها.وتحدثت الورقة الثانية المقدمة من الدكتور محمد الغشم عن دور مجلس القضاء الأعلى في الإصلاح القضائي وأنظمته، فيما عرضت ورقة عمل عضو الهيئة العليا للرقابة على المناقصات والمزايدات الدكتور ياسين الخراساني التنظيم القانوني لآلية البت في الشكاوى والتظلمات أمام الهيئة.واستعرضت ورقة العمل الرابعة المقدمة من قبل مدير عام الشؤون القانونية بالجهاز المركز للرقابة والمحاسبة حسين بارجاء دور الجهاز في مكافحة الفساد ، فيما تطرقت ورقة عمل المحامية نبيلة المفتي إلى وجهة نظر الشباب في تطبيقات أنظمة مكافحة الفساد في اليمن والثغرات التشريعية في هذا المجال.وفي جلسة العمل الثالثة قدم عبد المعز دبوان ورقة عمل عن دور منظمات المجتمع المدني في مكافحة الفساد ، فيما قدم مصطفى نصر ورقة أخرى عن دور الإعلام في مكافحة الفساد ، وتحدث وليد عبدالحفيظ عن شبكات التواصل الاجتماعي ودورها في هذا المجال.وفي الجلسة الثالثة جرى مناقشة أولويات الشباب والمجتمع المدني وما ينبغي أن يقوموا به في مجال مكافحة الفساد.