غضون
*استجدت مشكلة جديدة بين الحوثيين والسلفيين في دماج بمحافظة صعدة بسبب استحداث السلفيين مواقع عسكرية وجلب مزيد من الأسلحة واستقبال مزيد من الأجانب الذين يتوافدون إلى المنطقة بدعوى الدراسة في دار الحديث إلى جانب الموجودين هناك وهم كثر، حتى أن صحيفة جزائرية قدرت عدد الجزائريين بدماج بأكثر من خمسمائة شخص وقتل أحد عشر من هؤلاء الأجانب في المعارك الأخيرة بين الحوثيين والسلفيين .. يقول الحوثيون إن السلفيين هم من بدأ العدوان بعد استحداث تلك المواقع وإن أسلحة جديدة تصل إليهم تحت غطاء القوافل الغذائية والطبية وإنهم يخونون الوسطاء ويرفضون إحلال رجال أمن من المحافظة مكان المسلحين وأن مقاتلين أجانب يقاتلون في صفوفهم .. ويقول السلفيون إن الحوثيين منعوهم من أداء فريضة الحج ومنعوا دخول القوافل الغذائية والطبية ، وأن المحافظ منحاز إليهم ، وإن إحلال رجال أمن في تلك المواقع الجديدة غير مقبول لأن ذلك سيساعد الحوثيين على القضاء على طلاب وسكان المركز .. ولدى كل طرف كلام كثير .. والحقيقة غير واضحة ، وقد أرسل من يسمون أنفسهم الثوار في ساحة التغيير بصنعاء وفداً إلى صعدة فعاد يعقد مؤتمراً صحفياً أدان فيه الحوثيين وانحاز للسلفيين وكان الأمر محرجاً للثوار ومجلسهم فتم إرسال وفدين لتدارك الأمر .. وسننظر بم سيعودان.* وإلى ذلك الحين .. سنرجع إلى ردود فعل السلفيين الآخرين .. فقد هبوا هبة رجل واحد في وجه الحوثيين وزعموا إن فعلهم يوجد شرخاً في جسد أمة الإسلام ويوجد صراعاً مذهبياً ..وبعد هذا القول الرقيق يقولون : الحوثيون روافض وعليهم أن يعلموا أن الشعب لا يقبل مخطط جلب المستعمرين القادمين بأفكار هدامة وسيكون مصيرهم الزوال .. قتال الرافضة الحوثيين من أعظم الواجبات والمقربات إلى الله لأنهم بغاة وزنادقة.وانتشر السلفيون الحريصون على جسد الأمة والقلقون من الصراع المذهبي (!) عبر المؤتمرات وقنوات التلفزة والبيانات والصحف المتنوعة يهاجمون الروافض البغاة وأن قتلهم أعظم الواجبات والمقربات إلى الله ولعل تلك هي وسطية وسنية وسماحة السلفية والعجيب أن صحف حزب الإصلاح شاركت في مهاجمة الحوثيين على ذلك النحو ، وحزب الإصلاح كما هو معروف أحد أحزاب المعارضة التي تطالب بحل مشكلة صعدة حلاً عادلاً.. ولعل العدل عنده ما قد رأينا.* إني اعتقد أن حل مشكلة صعدة لن يكون له أي معنى ما لم يتضمن حل مشكلة دماج المصدر الأساسي لمشكلة صعدة كلها من البداية إلى اليوم.. والحوثيون يجب أن يكونوا صريحين في إعلان مطلبهم الحقيقي.. وأن يكفوا عن اللف والدوران .. فمن سيصدقهم عندما يزعمون أن ما يحدث بينهم وبين السلفيين في دماج مؤامرة دولة ومؤامرة استخبارات أمريكية ومؤامرة ومؤامرة .. أي مؤامرة دولة بينما لا وجود للدولة في صعدة كلها بعد أن صارت تدار من قبل الحوثيين وحدهم؟